بعد مضي أشهر من العمل بقرار تعميم صنف البنزين الخالي من الرصاص في السوق التونسية والتخلي عن البنزين الرفيع بصفة نهائية وما رافق هذا الاجراء من جدل وتحفّظ لدى عدد كبير من المواطنين «الشروق» أرادت تسليط الضوء على هذا الموضوع من جديد والتعرف على آراء أصحاب السيارات وتقييمهم لهذا الاجراء وخاصة مدى مطابقة هذا الصنف الجديد من البنزين لخصوصيات بعض المركبات؟ ومثل كل سؤال يحتمل اجابة بنعم أو لا، كان لابد من ان نجد نوعين من الآراء، نوع يثمن العمل بهذا الاجراء ونوع آخر على العكس من ذلك لا يجد فيه ما يتماشى مع انتظاراته. صنف «نظيف» لم يقتصر قرار تعميم البنزين الخالي من الرصاص على كل محطات التزود بالوقود على بلادنا فحسب، وانما هو اجراء شمل أغلب بلدان العالم لأن مصافي النفط في العالم تتجه الى تعميم هذا النوع من البنزين ليعوض الاصناف الاخرى التي كان معمولا بما في السابق وكذلك الى تشجيع استعمال الغاز الطبيعي كوقود للسيارات وذلك لأهداف بيئية واقتصادية. تتمثل في الحد من التكلفة والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المدمرة للبيئة. ويأتي البنزين الخالي من الرصاص كبديل جيد للبنزين الرفيع حيث يتميز بجودة عالية تحد من الانبعاثات وتجعله صديقا للبيئة. نقاط هامة ثم الترويج لها مع بدء العمل بهذا الاجراء وقد ثمّنها عدد لا بأس به من أصحاب السيارات بعد تجربة هذا الصنف الجديد من البنزين طيلة الاشهر القليلة الماضية. وفي هذا السياق يقول السيد محمد ان البنزين الخالي من الرصاص يتميز بعديد الصفات التي تجعله من أفضل أنواع البنزين التي جربناها وذلك لكونه يتسم بجودة عالية ويتميز عن البنزين الرفيع كونه «أكثر نظافة»، وأقل اضرارا بالبيئة والمحيط. أما عن تشكيات بعض المواطنين بسبب ارتفاع سعره مقارنة بأنواع البنزين التي كانت موجودة سابقا، يقول محدثنا ان الفرق في السعر طفيف ولا يحدث الفارق على حد تعبيره. نفس الموقف عبّر عنه السيد حمودة بن عمار الذي أطنب في ذكر ايجابيات البنزين الخالي من الرصاص مقارنة بالبنزين العادي والبنزين الرفيع على اعتبار انه أجود أنواع البنزين كما ان سعره لا يختلف كثيرا عن سعر البنزين الرفيع الذي كان معمولا به سابقا. من جانبه يقول السيد محمود بلكحلة ان البنزين الخالي من الرصاص خيار أمثل بالنسبة لأصحاب السيارات العصرية لأنه أنظف وأقل تلوثا. ويضيف ان أسعار الوقود مرتفعة في كل أنحاء العالم ولذلك يرىأنه بات من الضروري التفكير جديا في تدعيم التوجه نحو الغاز الطبيعي باعتباره الحل الانسب في مثل هذه الظروف. اشكالية الجودة وسرعة الاحتراق ننتقل الى موقف آخر مع مواطن آخر كانت له تجربة مختلفة تماما مع البنزين الخالي من الرصاص وهو السيد هشام بن عمر الذي لا يرى فرقا كبيرا بين هذا الصنف من البنزين والاصناف التي كانت موجودة سابقا لأنه حسب رأيه لا يوجد بنزين نظيف مائة في المائة في بلادنا. ويقول ان البنزين الخالي من الرصاص والذي يروج له على أنه الانظف والأكثر حدا من الانبعاثات يباع «مضروب» في أسواقنا المحلية، على حد تعبيره. ويضيف انه اشترى سيارة جديدة من المانيا، وبعد مضي بضعة أشهر، اضطر الى تغيير قطعة ما فيها بسبب رداءة نوعية البنزين المستعمل، حسب ما قال له الميكانيكي، فهذا النوع من البنزين ليس بتلك الجودة التي يروّج لها. وفي تبنّ واضح لهذا الموقف يقول السيد طارق انه زيادة على هذا المشكل، تبقى عدد المشاكل الاخرى المطروحة بخصوص استعمال البنزين الخالي من الرصاص والتي تهم ارتفاع التكلفة مقارنة بالبنزين الرفيع، فهذا النوع من البنزين (اي الخالي من الرصاص) سريع الاحتراف وهو ما يزيد من اثقال كاهل المواطن بزيادة المصاريف. ويختم حديثه بالقول انه لا يوجد بنزين نظيف مائة في المائة في بلادنا (الكلّو مسّخ) وهو ما يجعل من هذا الاجراء حسب رأيه ضد مصلحة المواطن الذي سيجد نفسه في مجابهة مصاريف اضافية هو في غنى عنها.