تونس-الصباح رغم ما أعلنته وزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة مؤخرا بان البنزين العادي "يتمّ سحبه تدريجيا والعمل حاليا على دعم البنزين الرفيع من أجل تحسين الجودة.." فان ما لاحظناه منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات هو الغياب الكلي للبنزين العادي وحاليا ومنذ السنة تقريبا الغياب التدريجي للبنزين الرفيع ليبقى البنزين الخالي من الرصاص هو النوعية الوحيدة المتوفرة والنوعية الوحيدة التي تضطر كل السيارات بمختلف أنواع محركاتها الى التوزد بها الى جانب طبعا القازوال (قازوال وقازوال50). فمنذ سنة 2006 تقريبا غاب البنزين العادي عن كل محطات التزويد بالوقود.مما اضطر أصحاب السيارات التي تعمل بهذه النوعية إلى اللجوء الى البنزين الرفيع الأكثر نقاوة ولكنه الأعلى سعرا...وبعد ذلك بدأ البنزين الرفيع يغيب عن محطات التوزيع تدريجيا وكانت البداية بمحطات "عجيل" التي غابت عنها هذه النوعية منذ ما يزيد عن العام...ليشمل الاجراء بقية المحطات تدريجيا..ومنذ الشهرين تقريبا غاب "الرفيع" عن مضخات كل المحطات دون استثناء..لتصيب الحيرة أصحاب السيارات التي تعمل محركاتها بالبنزين الرفيع وهي السيارات القديمة وبالتحديد السيارات التي صنعت قبل عام 1985. والمشكل لا يكمن في السعر بين النوعيتين باعتبار أن السعر واحد بين "الرفيع" و"الخالي من الرصاص"،بل أن الاشكال يكمن في تأثيرات البنزين الخالي من الرصاص على المحرك والمصاريف الزائدة التي سيتكبدها صاحب السيارة على مدى متوسط باعتبار ان بعض قطع غيار المحرك تتضرر نتيجة مكونات جديدة في البنزين وبالخصوص الصمامات والشمعات والقطع ذات العلاقة بغرفة الاحتراق. وهو ما يؤثر على عمل المحرك وعدد دوراته ومردوديته. ويذكر ان تعويض البنزين الرفيع بالبنزين الخالي من الرصاص لجأت اليه كل الدول الأوروبية منذ سنة 2000 والخليجية منذ 2002 بهدف التشجيع على استعمال المحروقات النظيفة والحفاظ على البيئة.وقد ساعدهم في ذلك التجديد الدائم والمتواصل لأسطول السيارات حيث لا يتجاوز معدل أعمار الاسطول في كل دولة أوروبية ال12 سنة وفي كل دولة خليجية ال9 سنوات.أما في تونس فانه ورغم قطع خطوات كبيرة في طريق تجديد الاسطول فان عدد السيارات ذات السن المتجاوزة ل20 عاما يظل كبيرا حيث وحسب بعض المصادر فانه يمثل تقريبا 20 بالمائة من الاسطول الحالي الذي يعد أكثر من مليون و280 الف سيارة أي أن عدد السيارات الكبيرة السن والتي تعمل اساسا بالبنزين العادي والرفيع يقدر ب225 ألف عربة. وحسب أحد خبراء ميكانيك السيارات،فان الدول الاوروبية والخليجية عالجت مشكلة السيارات القديمة التي تعمل بالبنزين الرفيع وذلك باضافة مادة مضافة في خزانات وقود هذه السيارات تمكّنها من الاستمرار بدون مشاكل بحيث يكفي لتر واحد من هذه المادة المضافة لكل 1000 لتر من البنزين.وعند سؤالنا لبعض أعوان محطات البنزين في تونس عن وجود هذه المادة نفوا علمهم بذلك مكتفين بالقول ان هناك عديد المواد تضاف للبنزين لتنظيف غرفة الاحتراق والشمعات لكن لا وجود لمادة معدلّة بين البنزين الرفيع والخالي من الرصاص.والطريف أن أحد الاعوان ذكر بان "الامرلا يمثل مشكلة فيكفي لصاحب السيارة التزود ببنزين خال من الرصاص واضافة بعض الرصاص بمفرده"!!!