حركة رهيبة عاشتها طرقات مدينة سوسة قبل انطلاق مباراة منتخبنا الوطني بنظيره الموزمبيقي من أجل العودة السريعة الى المنزل أو من أجل الحصول على مقعد في احد المقاهي لمتابعة اللقاء مع الاصدقاء.. «الشروق» تحوّلت الى مركّب النجم الساحلي حيث يوجد اللاعب الدولي السابق محسن حباشة الذي اختار البقاء هناك لمشاهدة المباراة صحبة مدرب الآمال نوفل شبيل وبعض الشبان بما ان الوقت لا يكفي للعودة الى المنزل.. تشكيلة متوازنة وحيرة من غياب الدراجي حباشة جلس في الخلف للتركيز التام على المباراة لكنه استغرب من اختيارات أمبرتو كويلهو بترك أسامة الدراجي فوق بنك البدلاء وأكد ان ذلك ربما يعود الى رغبة المدرب في التعويل على لاعبين سريعين في وسط الميدان كما اشار الى ان التشكيلة تبدو متوازنة. عدم اقتناع وصدمة انطلقت المباراة وظل الجميع ينتظرون ظهور منتخبنا بوجهه المعهود وكان محسن حباشة يعلّق بين الفينة والأخرى على لقطة معينة او يحلل مردود منتخبنا وأداء منافسه وقد انبهر حباشة بمردود المنتخب الموزمبيقي وقال عنه: «الموزمبيق اعتمد طيلة الشوط الاول على الكرات القصيرة وقد تمكن من الوصول الى مناطقنا الخلفية في عدة مرات». وأثنى على دور الدفاع وخاصة ثنائي المحور غزال وحقي إضافة الى الظهير الأيسر ياسين الميكاري الى جانب الحارس أيمن المثلوثي ومتوسط الميدان حسين الراقد. حباشة لم يكن مقتنعا بطريقة لعب المنتخب في الفترة الاولى ولم يقتنع بأداء بعض العناصر وخاصة خالد السويسي الذي قال عنه انه يشكو من اصابة وكان على المدرب عدم المجازفة به.. كما اكد ان القربي كان بعيدا عن مستواه المعهود ومعه شوقي بن سعادة وفهيد بن خلف الله وعصام جمعة.. اما عن الشرميطي فقال انه معزول نتيجة غياب الحركية عن وسط الميدان.. خوف وقلة ثقة في كينيا بين الشوطين أكد محسن حباشة اننا لم نقنع خلال الشوط الأول ولم نقدم الحد الأدنى المطلوب رغم التعادل وأشار الى ان الحارس ايمن المثلوثي يقوم باللازم وزيادة وهو رجل الفترة الاولى لكن في مقابل ذلك قال: «كويلهو مطالب بتعديل التشكيلة ويجب عليه اقحام اسامة الدراجي وزهير الذوادي.. يجب ان نلعب الهجوم رغم تأخر نيجيريا في النتيجة لأن هزيمتنا غير مضمونة بالمرة. ما المانع ان نغيّر الرسم التكتيكي ويلعب المنتخب بطريقة 433. انا متخوف جدا لان المنتخب لم يظهر بوجه مرض في الفترة الاولى اضافة الى عدم ثقتي في كينيا يجب علينا ان نحسم الأمور وان ننتصر». فرحة لم تدم بعد تسجيل نيجيريا لهدف التقدّم زادت الحيرة ومع تقدم الدقائق أكد حباشة على ضرورة المجازفة المطلقة وان نلعب كل أوراقنا.. وفجأة تعدّل كينيا النتيجة وتتعالى صيحات الموجودين فرحين بعودة الأمل رغم اننا قبلنا هدفا لكن الحسرة عادت بعد تسجيل نيجيريا للهدف الثالث لتضيع أحلام المونديال. في دقائق ضاع جهد سنوات «لم نظهر بمستوانا المعهود والموزمبيق قد مت أداء مميزا». هكذا علّق محسن حباشة عن اللقاء وأضاف: «لولا الدفاع والحارس ايمن البلبولي لكانت الهزيمة اثقل لقد اهدرنا عمل 4 سنوات كاملة في دقائق معدودة نتيجة اخطاء يتحمل مسؤوليتها الاطار الفني واللاعبون على حد السواء فلم أشاهد الروح الانتصارية وحب المريول والغيرة على ألوان المنتخب.. الموزمبيق اعتمدت الكرات القصيرة والتمريرات السريعة ونحن لازمنا اللعب المباشر واستغرب ذلك ما دام المنتخب لا يملك ذلك المهاجم القوي بصراحة الموزمبيق أقنعت ومنتخبنا كان يجري فقط.. «الحوت عليك يا بلبولي» «الحوت عليك يا بلبولي» عبارة رددها حباشة طيلة المباراة وأكد انه رجل اللقاء بلا منازع وحتى الهدف الذي قبله لا يتحمل اي مسؤولية فيه لأنه قام بالواجب وصد الكرة الأولى. شبان النجم يتعلمون مجموعة من شبان النجم تابعوا اللقاء مع حباشة وكانوا يستمعون الى البعض من تعاليقه وبدورهم كانوا يعلقون ويناقشون بعض اللقطات.. هؤلاء الشبان غادروا المكان متأثرين بخيبة منتخبنا لكن قد يكون ذلك درسا مفيدا لهم لأن من بينهم أسماء واعدة قادرة على الدفاع عن الزي الوطني ذات يوم.