علمت «الشروق» انه يجري حاليا وضع اللمسات الأخيرة لوثيقة برنامج حزب الوحدة الشعبية وخطابه الانتخابي الذي سيقدمه خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستجرى في أكتوبر 2004 . وينتظر عرض هذا البرنامج والخطاب للنقاش خلال مفتتح شهر سبتمبر المقبل في إطار ندوة صحفية سيشرف عليها السيد محمد بوشيحة الأمين العام للحزب. وذكر مصدر من المكتب السياسي «للشروق» أن برنامج الحزب الانتخابي سوف يكون في مستوى وحجم الموعد الانتخابي في أكتوبر المقبل وسوف لن يكتفي الحزب بتقديم مجرد عناوين عامة وشعارات بل سيطرح تفاصيل وجزئيات ستكشف عن الرؤى والتصورات الحقيقية للحزب في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ففي الملف السياسي سيتركز برنامج الوحدة الشعبية على ضرورة تطوير الحياة السياسية والمسار الديمقراطي بعد انتخابات 2004 وسيطرح البرنامج مقترحات لتنقيح القوانين المنظمة للحياة السياسية وأولها المجلة الانتخابية ومجلة الصحافة وقانون الأحزاب والجمعيات كما سيطرح الحزب مقترحات لتنظيم علاقة السلطة بالادارة ولضمان حياد الادارة تجاه كافة الأحزاب ولاعادة صياغة علاقة الأحزاب السياسية فيما بينها وذلك عملا لتحقيق هدف أساسي يتمثل في بناء دولة الكفاءة وليس دولة الانتماء الحزبي. أما في الملف الاقتصادي فيتجه الخطاب الانتخابي للوحدة الشعبية نحو التأكيد على تمسك الحزب بالقطاع العام وضرورة دعمه بعد السلبيات والنقائص التي ترتبت على عملية الخوصصة كما سيركز الخطاب على المكانة المحورية للقطاع الفلاحي ضمن مخططات التنمية وعلى مفهوم الشمولية في التنمية الجهوية وسيهتم أيضا بمسألة تطهير مسالك التوزيع إلى جانب الدفع نحو التأسيس لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي. وفي الباب الاجتماعي سيتضمن الخطاب الانتخابي لحزب الوحدة الشعبية دعوات إلى تحسين الخدمات الاجتماعية وإعادة النظر في كلفتها ومدى نجاعة خوصصتها إلى جانب الدعوة إلى ضرورة تأهيل المستشفيات العمومية بالتوازي مع اعتماد النظام الجديد للتأمين على المرض والاهتمام أكثر بالجانب الوقائي خصوصا بعد بروز وانتشار ما يعرف بأمراض العصر. وفي الباب نفسه سيتضمن الخطاب تصورات ومقترحات لتطوير التعليم من خلال تعريبه وتعصيره وتحقيق الترابط بين أجزائه وتطوير آليات تسيير المؤسسات التربوية وادخال مضامين ومواد أخرى مثل التربية على الديمقراطية وحقوق الانسان وذلك في اتجاه واحد يرمي إلى ترسيخ الهوية العربية الإسلامية المتفتحة. وسيحمل البرنامج الانتخابي للوحدة الشعبية أيضا تصورات ترمي إلى التأسيس لثقافة وطنية ملتزمة تتفاعل إيجابيا مع تحديات العصر وإلى التأكيد على تلازم ثنائية الابداع والحرية دون أن ينكر الايجابيات المحققة في مجال دعم الكتاب والانتفاع بالثقافة الرقمية دون استلاب أو انغلاق. وبالتوازي مع اعداد برنامجه وخطابه الانتخابي تعكف لجان حزب الوحدة الشعبية على اختيار القائمات الانتخابية ورؤساء هذه القائمات استعدادا للمشاركة المادية في الانتخابات المقبلة والتي سيكون حزب الوحدة الشعبية ممثلا فيها في كافة الدوائر الانتخابية.