منذ أعوام صدم خبر اعتداء المطرب الشعبي العربي الماطري على طفل صغير ثم قتله شرّ قتلة كافة الشعب التونسي.. وساعتها سألت أحد القضاة الأعزاء عن فحوى الحكم قبل صدوره وهل سيكون الاعدام.. فأجابني بجملة مختصرة لكنها عميقة عمق تفكير رجال هذا السلك الذين يقف الشعب يوميا بين أياديهم طالبا العدل والانصاف.. يومها قال لي «لقد حكم عليه الشعب».. كلمات أربع مازالت محفورة في ذاكرتي تؤكد ما ذهب إليه الشابي وهيدقر ورامبو (الشاعر وليس ذلك الصعلوك الأمريكي «الفشلام») وأيضا لينين والعظيم عمر بن الخطاب وصاحبه أبو ذرّ الغفاري.. كلهم مع إرادة الشعب وكلهم مع حُكم الشعب.. وكلهم نبهوا الى خطورة التغاضي والتغافل عن صوت الشعب.. هذا الشعب قالها منذ عشية «السبت الأسود» لا.. لكويلهو فماذا ينتظر المكتب الجامعي ليجلس إليه.. وماذا تنتظر وزارة الاشراف لتذله مثلما آذلّنا.. فعندما نتركه يكمل معنا المشوار الى حدود نهائيات أمم إفريقيا (جانفي 2010) فإننا نرفع من شأنه أما إذا أوقفناه عن العمل فورا مثلما فعل غيرنا فسنذلّه ونختم على جواز سفره عبارة Refoulé رياضيا.. لتبقى وصمة عار وشهادة إفلاس تلاحقه زمنا طويلا قبل إيجاد مغفلين آخرين يعيدونه الى الضوء.. في الجامعة تحرّكات.. وفي الوزارة إشارات.. وفي المقاهي وفي البارات (على رأي الشيخ إمام) تنديدات.. وفي الحافلات تحاليل كروية يومية ومطالبة بالتعديلات.. فماذا ينقصنا إذن لنتخذ القرار المنتظر في كل لحظة بإقالة كويلهو ليكون بلسما لجراحنا ولو لحين خاصة أننا أكثر خلق الله اقتناعا بأن كويلهو كحبّة رمل في شاطئ مشاكلنا الكروية والتي لم نخضعها يوما لكشف ميكروسكوبي لندرك حقيقة «الفيروسات» التي تنخر الكرة والرياضة التونسية منذ حقبة لا بأس بها من الزمن.. فالوجوه هي.. هي والمسامير القديمة هي.. هي.. والتعلاّت هي.. هي.. والنتائج هي.. هي في أغلب الجامعات الرياضية.. والأكيد أن ما يقوم به الوزير الحالي للرياضة والتربية البدنية منذ قدومه لن يذهب سُدًى بشرط أن يطهّر أكثر من مكان يحتاج الى تطهير وأن يحرّك بعض الجالسين على الكراسي الوثيرة ممن صارت لا تهتز لهم قصبة سواء كانت النكسة صغيرة أم كبيرة.. على جناح الألم كثر النعيق ممّن لا نراهم إلاّ زمن النحيب لتتعالى أصواتهم وفي صدورهم حقد عميق.. وقد شاهدناهم وسمعناهم في الأيام الأخيرة مستغلين الوضع الحالي مشمّرين على ساعد التنبير العالي شاتمين هذا وفاضحين ذاك وقائلين أن كرتنا تسير ب«التوالي».. وهنا نودّ أن نسألهم لماذا لا نراكم إلا بعد أن «يتّخذ» المنتخب.. ولماذا لم تكلفوا أنفسكم وأنتم المالكين للدنيا والمتسحّرين بالآخرة مجرّد مرافقة المنتخب في رحلته الأخيرة الى الموزمبيق لتكونوا خير أنيس للاعبين في مهمتهم الكبيرة.. بالله اصمتوا ولا تزيدوا البنزين على نار الجماهير المقهورة وواصلوا انتظاركم للمخطئين كالعادة في «الدُّورة»..