تحت اشراف وزارة الثقافة والمحافظة على التراث تنطلق يوم 16 ديسمبر الدورة 29 للمهرجان الدولي للزيتونة بالقلعة الكبرى ليتواصل الى يوم 26 من نفس الشهر وهو من المهرجانات التي تسعى الى ابراز خصوصية الجهة مما يكسبه صبغة ثقافية تراثية تتماشى وروح العصر. للتعرّف على جديد هذه الدورة كان «للشروق» لقاء مع المدير الفني للمهرحان السيد عبد الحكيم بلعيد نظرا لعدم امكانية تواجد مدير المهرجان احمد عمّار بحكم التزاماته خارج منطقة القلعة الكبرى. وقد أكّد لنا السيد عبد الحكيم أن هيئة المهرجان تحرص على تشريك مبدعي الجهة في هذه الدورة من خلال الامسية الشعرية التي تسجل حضور الشاعر بشير عبيد وتحرص على انتاج عمل فرجوي بتشريك ممثلين من القلعة وسوسة من اخراج وتأليف كمال العلاوي والطريف في هذا العمل مشاركة رئيس جمعية الاشراق المسرحي بالقلعة والاكاديمي المسرحي نجيب زقام كممثل. ندوة بدعم أوروبي يعتبر النشاط الفكري من أهم فقرات المهرجان على مرّ دوراته وذلك ببرمجة ندوتين واحدة علمية والأخرى فكرية... الندوة العلمية تحظى باهتمام بالغ من المجلس الدولي لزيت الزيتون والذي ساهم في السنة الفارطة باثني عشر ألف يورو أي قرابة نصف ميزانية المهرجان حسب تأكيد السيد عبد الحكيم. وموضوع ندوة هذه السنة والتي ستفتتح هذه الدورة يوم 16 ديسمبر «التجارة العالمية لزيت الزيتون: الرهانات والآفاق» ستتضمّن مداخلات من طرف السادة بوبكر الكراي (المدير العام لمعهد الزيتونة)، سمير الميلي (خبير دولي مقيم باسبانيا)، الحبيب دوّاس (خبير دولي ومصدّر)، شكري بيّوض (الادارة العامة للانتاج الفلاحي) ووسيلة لندميني (الديوان الوطني للزيت) وتختتم الندوة من طرف السيد المدير العام لوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية. أما الندوة الفكرية ستنعقد بدار التجمع بالقلعة الكبرى يوم 19 ديسمبر تحت عنوان «رمزية الزيتونة في الأمثال والحكم والأساطير والفنون من خلال دراسة انتروبولوجية وتاريخية من خلال مداخلات للسادة الدكاترة: محمد حسين فنطر، أحمد الورداني، الشارف عبد الكريم من ليبيا، عبد الجبار النعيمي (العراق)، ياسين فاعور (سوريا) وسيترأس هذه الجلسات السيدان فرج شوشان وتوفيق بن عامر. لقاء شاعريّ سيكون لأحباء الشعر موعد وذلك مساء 25 ديسمبر من خلال أمسية شعرية بحضور الشعراء: مصطفى عكرمة (سوريا) محمد الغزي البشير عبيد امال موسى نجيب الذيبي والبشير عبد العظيم وسيحتضن هذا اللقاء الشاعري فضاء لا يقل شاعرية وأصالة. بين المسرح والموسيقى في ما يخص العروض الفنية الليلية فقد أكّد السيد عبد الحكيم على محدودية الاختيارات بحكم ان المهرجان لا يستطيع شراء العروض المسرحية او الموسيقية ويبقى مستوى الاختيار لا يتعدّى العروض المدعومة المقترحة من طرف الوزارة والتي استفادت هيئة المهرجان من «زوم على الثقافة» و«بلا مجاملة» لاختيار عرض دون آخر على حد تصريح المدير الفني للمهرجان والذي أضاف قائلا: «نحلم بوجود بوشناق وصابر الرباعي وغيرها من العروض الكبيرة ولكن محدودية المقاعد بقاعة العرض بدار الثقافة وميزانية المهرجان يخلقان استحالة لتحقيق هذا الحلم». أما عن تفاصيل هذه العروض فهي كالآتي: 18 ديسمبر: عرض الفرقة الوطنية للفنون الشعبية. 19 ديسمبر: عرض مسرحي خاص بالمهرجان بعنوان اغصان الأمل تأليف واخراج كمال العلاوي. 20 ديسمبر: الفنان زياد غرسة. 21 ديسمبر: مسرحية «جيبولي بوه» اخراج عبد العزيز المحرزي 22 ديسمبر: سهرة رياضية. 23 ديسمبر: مسرحية «شواطن الحكّة» 24 ديسمبر: «ضحكولوجيا» جلول الجلاصي، اولاد باب ا&، الطاهر المليجي، عبد القادر دخيل. 26 ديسمبر: الفنان حيدر أمين وللطفل نصيب تم برمجة سبع عروض للاطفال وهي: عرضان تنشيطيان، عمي رضوان ونصر الدين دغمان، عرض الساحر مزيان، 3 عروض مسرحية وهي «كنز برهان»، «أوه جحا وشارلو» والحقل الجميل لجمعية البعث المسرحي بجمّال. ماذا بقي من الصبغة الدولية للمهرجان؟ سؤال توجهنا به الى السيد عبد الحكيم فأجابنا في حسرة: «بودّنا لو كنا نقدر على استضافة عروض عربية وأوروبية ولكن لا الفضاء ولا الميزانية يسمحان لنا بذلك فاقتصرنا على بعض الضيوف في الندوات لا غير ونتمنى تفعيل الطابع الدولي لهذا المهرجان الذي كان في السابق يستدعي عدة شخصيات من مختلف البلدان». هاجس الجمهور! تطرقت «الشروق» أيضا الى موضوع الحضور الجماهيري ومدى اقبال سكان القلعة على هذا المهرجان في ظل استياء البعض وتذمّر البعض الاخر فأكد لنا السيد عبد الحكيم «ان المهرجان في دورته الفارطة استقطب عددا لا بأس به وبدأ يسترجع جمهوره وسوف نفعّل ميولاته وانتظاراته بما نملك من امكانات». وختم محدثنا قوله بتوجيه الشكر لكل من ساعد هذا المهرجان وخص بالذكر رجال أعمال القلعة الذين ما انفكوا يساندون هذا المكسب.