عاشت مدينة القلعة الكبرى الى حدود يوم 28 ديسمبر الماضي فعاليات الدورة 23 لمهرجان الزيتونة الدولي. وشهدت هذه الدورة كسابقاتها عروضا مختلفة ومتنوعة من المسرح الى السينما والسهرات الغنائية والشعر كالعادة أضف الى تنظيم اليوم السياحي وتنشيط أحياء المدينة وأحوازها والمعارض الجماعية للفنون التشكيلية والصناعات التقليدية ولذاكرة المهرجان وعقد الندوة العلمية الفلاحية. وليلة الجمعة 26 ديسمبر 2003 لا صوت علا فوق صوت الشعر في ذاك الفضاء الأنيق بدار الثقافة بالقلعة الكبرى بمشاركة أسماء «كبيرة» وأصوات شابة أيضا من ابناء الدار والجوار... فقرأت الشاعرة اللامعة آمال موسى من مجموعتيها «أنثى الماء» و»خجل الياقوت» وقصائد أخرى جديدة وقرأ الاستاذ سمير المستيري قصائد بالفرنسية، ومن القيروان قدم السيد السالك وأحمد شاكر والتهامي الجوادي ومن زغوان كمال بن دخيل وسهير بن صابر من سوسة، على راحلة الكلمات قدموا ينشدون سمرا كانت القوافي فيه سيدة الكلمات. أما من أهل الدار فاستمع الحضور الى نصوص للسيد فتحي قدوار (مدير المهرجان) والشعراء الشبان من منتدى الفنون بدار الثقافة بالقلعة الكبرى صالح الدريدي ومعز بن يوسف وناجح شواري وشذى الحاج مبارك وأنور بن حسين، وبين نص وآخر تدخل رياض حرز الله موسيقيا، ورسمت الطفلة ساندرا لوحة رقص كلاسيكي أبهرت الجميع وقد نشط السهرة الشابان صالح الدريدي ومنال فرادى. «سمر القوافي» ستظل حتما سهرة للتذكر لانها مثلت الاستثناء وأثبتت ان القدرة على التصور وتجسيم الافكار الجديدة تجعل من «العادي فوق العادي» وكذا كان شأن تلك السهرة الحالمة. العروض كان الافتتاح مسرحيا «محليا» بعرض مسرحية «ورقة خريف» من انتاج واخراج نجيب زقام، وكان جمهور المهرجان بعد ذلك على موعد مع مسرحية «العشرة» اقتباس واخراج البشير الدريسي عن «رجال وفئران» لون ستايفباك، بطولة إكرام عزوز وجمال المداني. أما فنّ السينما فكان حاضرا من خلال عرض ثلاثة أفلام بالتعاون مع مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب الذي كانت دورته الأخيرة متزامنة تماما مع الدورة 23 لمهرجان الزيتونة. ومن مدينة بوفاريك الجزائرية قدمت الى القلعة الكبرى جمعية «الجنادية» للموسيقى الكلاسيكية لتضفي الطابع الدولي للمهرجان، وقدمت ألوانا من الموسيقى الاندلسية، أما الاختتام فكان مع الفنان التونسي قاسم كافي. وكانت هناك أيضا فقرة جديدة هدفها الانفتاح على جميع ألوان الفنون تسعى هيئة المهرجان الى جعلها محطة قارة ضمن البرنامج العام للمهرجان في دوراته القادمة، أقرّتها هيئة المهرجان على عالم الفن التشكيلي بتنظيم لقاء حواري موضوعه «الفن التشكيلي التونسي». المعارض على امتداد أيام المهرجان انتظم المعرض الجماعي للفنانين التشكيليين بمشاركة محمد الزواري وكريمة بن سعد وعلي الزنايدي ومحمد بالعجوزة والحبيب بيدة وسمير بن علية، ومعرض الصناعات التقليدية لحاملي الاعاقة بالجهة ومعرض الأواني الزيتية العتيقة ومعرض للصور الشمسية لمشاهد من القلعة الكبرى ومعرض لصناعة الصابون بالطريقة التقليدية ومعرض حول ذاكرة المهرجان، كما انتظمت في اليوم الافتتاحي مأدبة تذوق لانواع الزيت والزيتون وتم عرض شريط وثائقي حول ذاكرة المهرجان.