حُصل ما في الصدور ووقع ما كنا نخشاه وعاد من إئتمناهم للدفاع عن النجمة والهلال يجرون أذيال الخيبة. خسر منتخبنا أمام الموزمبيق وخسر معها بطاقة الترشح الى مونديال جنوب افريقيا 2010، حدث لن يوقف الأرض عن الدوران ولن يحبس الانفاس فليست نهاية الحياة أن نخسر فالكرة علمتنا بأن قوانينها ثلاث أن تخسر أو أن تربح أو أن تتعادل، تلك هي الكرة التي أقصت انقلترا عن مونديال 94 وبالتالي رفضت كبيرا من بين الكبار. تقتصني منا العقلانية والمنطق بأن نرضىبما حكمت به المستديرة وبأن نحلم على قدر امكاناتنا فنحن وللأسف لانملك «قليب» الجزائريين ولا «فنيات» المصريين مع احترامنا الكبير لبعض اللاعبين الذين هم فوق هذا الكلام. بقي أن نسمي الأشياء بمسمياتها ونقول ما يجب أن يقال ونكشف الحقائق ونسدل عن حلم المونديال الستار، ودعنا لومار وشطحاته وودعنا معه تجاهلا لشعب كامل ممثلا بصحافة وبشارع رياضي وجمهور يعشق لون الدماء ولون الصفاء والنجمة والهلال آملين بعده بأن يكون خروجنا المخيب من كأس افريقيا الماضي خاتمة الأحزان وصفحة لن نعود لتصفحها بعد الآن وحلمنا بمدرب يقود كتيبة قرطاج والرومان الى الأمجاد ويهدينا خامسة «المونديالات» فإختارت لنا جامعتنا الموقّرة كويلهو كبديل للومار فلها نقول هل يكفي أن يكون المدرب أشيب الرأس أخضر العينين افرنجي الأصل حتى يقودنا في كل المسابقات وترضى عنه الجامعة الحبيبة. مع احترامي لهذا المدرب ولمسيرته وتاريخه فلقد حرق أعصابنا وأخرجنا عن سكّتنا وأدخلنا «داموسا» مظلما يعلم ا& نهايته باختيارات يراها فنية فبأي مبرر ستقنع شعب يفقه الكرة من كباره الى صغاره من أولاده الى بناته من شيبه الى شبابه وضع حامل آمالنا وآسر قلوبنا الدراجي وملهمنا وآخر عناقيد كرتنا الذوادي في بنك الاحتياط في مباراة حسم المصير. «سامحك ا&» يا كويلهو هذا ما عسانا أن نقول فنحن شعب مضياف مرحاب حتى لو أسأت إلينا فنحن لن نبادلك الاساءة. قالها أسطورتنا الواعر وله الحق في أن يقول «محترفونا لم يقدموا لنا الترشح أبدا الى المونديال» فلماذا ننتظرهم مع تقديري لهؤلاء اللاعبين الا أنهم لم يقدموا لتونس شيئا ولا يملكون من الوطنية الا القليل حتى لا نتّهمهم بالخيانة، نحن لن ننتظركم يا أبناء أوروبا لتعطونا بطاقة الترشح الى المونديال فبالبوعزيزي والجزيري والواعر ترشحنا وقدمنا ملحمة ستبقى في البال كما أن احياءنا «وبطحاءنا» على فقرها كنز لن ينضب أبدا من الجواهر والنجوم. لم يبق لنا في مثل هذه الأحوال الا أن نبكي على الأطلال وندعو لمن كان السبب بالهداية وأن نعود خطوة الى الوراء و«ندس» الرؤوس في بطولتنا وننتظر كأس أمم افريقيا علها تكون في مصيبتنا العزاء.