في العام الماضي كان للسيد أحمد المصعبي العامل بالشركة الجهوية للنقل بالقصرين موعد مع التألق والنجاح حيث فاز عن جدارة، واقتدار بالجائزة الأولى للاختراع في المسابقة الوطنية للاختراع والتجديد. ولأنه عامل مجتهد، ومخترع دؤوب لم يركن أحمد المصعبي للراحة، وبدأ يفكر بعد فوزه بأيام في اختراع جديد ينال به تقدير المختصين، وأصحاب المؤسسات الذين يبحثون عن الجديد في عالم الابتكارات والاختراعات. **نظام دقيق أحمد المصعبي اخترع العام الماضي نظاما محكما لحماية مشغل المحركات ومنع سرقة السيارات والحافلات والشاحنات (براءة اختراع 17740). أما جديده فيتمثل في نظام تصفية المواد الكيمياوية، والإسمنتية من الغبار من أجل الحفاظ على البيئة، وحماية الطبيعة من أحد أشكال التلوث. ويقول أحمد عن اختراعه: «أنا في انتظار الدعم المادي، والمعنوي اللازم لتنفيذ المشروع الذي لن يأخذ مني أكثر من شهر في أقصى الحالات، لكن مع الأسف لا حياة لمن تنادي فقد سئمت الوعود، ولم أتلقّ الى حدّ الآن مساعدة من أي طرف رغم ما أبذله من مجهود، ومال لتحقيق نتائج في المستوى المأمول، والغريب أن الشركة التي أعمل بها وعوض أن تقف الى جانبي عاقبتني، ودفعتني في العام الماضي للاستظهار بشهادة طبية لمدة 10 أيام أثناء انتقالي الى تونس لحضور فعاليات مسابقة الاختراع، والتجديد بعد انقضاء الأسبوع الأول الذي وقع اقتطاعه من عطلتي السنوية، أما المساعدة المالية التي تلقيتها وقدرها «50 دينارا»! فقد تمّ خصمها من راتبي الشهري، وأنا العامل الذي قضى إلى حد الآن 26 عاما في خدمة الشركة، ويعمل ليلا نهارا لتشريفها على المستوى الوطني». **دراسة ميدانية وأضاف أحمد المصعبي المتزوج والأب لطفلين أنه ينفق من قوت عائلته لتمويل اختراعاته، وقد اضطرّ أكثر من مرة الى الاستنجاد بالقروض البنكية لتغطية المصاريف المرتفعة التي تتطلبها الاختراعات ذات الكلفة العالية. ولضمان نجاح اختراعه الجديد قام أحمد المصعبي بإعداد دراسات ميدانية حول كيفية تشغيل المعدات الكيمياوية والإسمنتية وتنظيفها من النفايات. وزار لهذا الغرض عدة مؤسسات وشركات، ومعامل بجهات بنزرت، ومنزل بورقيبة، والمتلوي، والقصرين، وتالة. ويتساءل أحمد المصعبي، ونحن مثله لماذا لا يقع تخصيص ورشة لهذا المخترع المجتهد ومده بكل اللوازم، والمعدات الضرورية لتنفيذ اختراعاته، وابتكاراته بمساعدة شبان يقوم بتكوينهم للغرض، ويأخذون عنه مشعل الابتكار الذي تعتبر بلادنا في أمس الحاجة إليه.