بقلم: سليم الربعاوي أي كابوس هذا الذي نعيش... وهل أصبحت الكرة أهم من كل مشاكلنا اليومية ودمائنا المهدورة وأراضينا السليبة ونسائنا المقهورات... وبناتنا المغتصبات بين العراق وفلسطين... وهل أصبح «ماتش كورة» أهم من الدّين ومن روابط الأخوة... ومن العزة والكرامة والروابط الدموية... أم أن الكرة المملوءة بالهواء فضحتنا وأسقطت عنّا ورقة التوت لتنكشف عوراتنا بالكامل في وجوه من خلناهم «خير أمة أخرجت للناس»؟... الشارع العام من المحيط الى الخليج يغلي غليان المرجل ويسأل إن كانت الجزائر سرقت من مصر «سيناء»... أو حتى «شرم الشيخ»... أو ان كانت مصر غارت على عنابة أو قسنطينة حتى يستحيل الدم بينهما الى ماء... وينسكب كل ذلك الغضب الأعمى على طرقات الفوضى والهيستيريا فيأتي على الجزء الاخضر في علاقتهما تحت أنظار العرب والمسلمين وكأنهم ليسوا عربا ولا مسلمين... ماذا حدث لينزلق المشهد السياسي المخروب من المحيط الى الخليج على جسد الشعب المسكين الذي يتحرك بإمرة من «السلطة الرابعة» التي تحوّلت في الزمن المعكوس الى «سلطة مشوية» اكتوى بها القرّاء من الطرفين... وماذا حدث لينتفض الاعلام بذلك الشكل الرديء وهو الذي كان ينام على ريش النعام وحرير النواعم عندما كانت غزة معزولة تندب حظها ورجولة الذين طلبوا منها «أن تسكت صونا للعرض»... وأين كانت كل هذه الخناجر والحناجر والاقلام عندما اغتصبوا العراق ونفذوا حكم الاعدام في الرئيس الشهيد صدام حسين يوم نحرنا وكنّا نتفرج جميعا ونشوي «لحم العلوش»... ماذا حدث بالله عليكم؟... الجزائر مرت الى المونديال على حساب مصر... يا للنصر... يا للعار يا عرب... يا من نرى منكم أكثر مما نسمع عنكم من عجب... على جناح الألم اسرائيل وهي تجثم على جسد فلسطين بالكامل استغلت ما يجري وصارت تؤكد بالصوت العالي ضرورة التدخل الفوري لإطفاء الحريق بين مصر والجزائر... وكأنها تقول لهم «صلّوا على النبي... يا «إخوتي» العرب... لماذا كل هذا الغضب»؟