«دم الجزائريين ماراحش خسارة».. «سآكل الحشيش يا أمي من أجل الجزائر».. «افرح يا بوتفليقة.. الجزائر مازال فيها ثوّار». هذه ليست مقاطع من إلياذة هوميروس.. وإنما هي أقوال ينبض أصحابها بحب وطنهم ويؤمنون بأن كل شيء يهون من أجل بلدهم.. وانهم من قمّة الرأس حتى اخمص القدمين ملك لوطنهم.. وان حياتهم رخيصة أمام وطنهم وان دماءهم لن تغلى على وطنهم.. وانهم لا شيء وكل شيء عندما يتعلق الأمر براية وطنهم.. وهذه أيضا ليست «خُرّافة» أمي سيسي التي ملأنا بها رؤوسنا منذ الصغر.. ولا هي حكاية من حكايات الغول المخيفة.. ولا هي مواقف من مسلسلات نتابعها بالأعوام ونصبر على دعارتها واثارتها الرخيصة رغم أنها تكلفت علينا بأغلى الأثمان.. هذه كلمات لاعبين من الجزائر الحرّة.. التي نبت حبّها في عروق أبنائها سنبلة لا تميل مع أي ريح.. لا يخشون أحدا غير الجزائر.. ولا يتحوّلون إلى مقاتلين إلاّ من أجل الجزائر.. ولا يحكون عن الموت إلاّ عند الحديث عن الجزائر.. ولا تغلي الدماء في عروقهم غليان المرجل إلاّ من أجل الجزائر.. هؤلاء بعثهم الرئيس بوتفليقة إلى السودان من أجل مهمّة واحدة هي رفع علم الجزائر.. وحتى الذين تحوّلوا في اللّقاء الأول إلى مصر فقد بعث إليهم برسالة مضمونة الوصول وقال لهم «لا أريدكم».. ففهموا رسالته ورفضوا العودة إلى الجزائر ومرّوا من هناك إلى السودان ليكونوا سندا وظهرا رهيبا للاعبين حلّوا بدورهم ب«أم درمان» لمناقشة كل شيء إلاّ التنازل عن تذكرة العبور والعودة بالعلم الجزائري ملتفا حول نفسه.. ما قدمه الجزائريون سواء داخل الميدان أو فوق المدارج أو في شوارع مختلف العواصم الأوروبية سيبقى درسا راسخا خاصة داخل رؤوس «الجنود المرتزقة» من الذين يمثلون بلادهم بمقابل.. ويتحدثون عن المنح قبل المباريات.. ويناقشون حقوقهم قبل واجباتهم ونسوا وتناسوا ان راية الوطن لا تناقش بطريقة تجارية وانها لا تباع ولا تشترى في أي «سوبر ماركت». سلام عليك يا جزائر.. وسلام على أولادك الرجال ممّن لم يقدروا على ردّ جميلك إلاّ بحملك إلى قلب المونديال ومازال.. مازال.. سلام عليك يا جزائر لأنك لم تعديهم بشيء لتحقيق الانتصار سلام عليهم لأنهم نفّذوا الوعد باقتدار وأكدوا أن الجزائر بلد الثورة والثوار أكبر مليون مرّة من أن تتهكم عليها نانسي عجرم.. لأنها بكل بساطة «بلد المليون شهيد.. بلد الأحرار..»..