وصف تقرير سرّي لوزارة الدفاع البريطانية «الخلافات» بين القادة العسكريين الأمريكيين والبريطانيين ب«العميقة»، مؤكدا ان حربا داخلية حقيقية قامت بين القوتين أثناء السنتين الأوليين لوجودهما بالعراق. وحسب التقرير السري الذي نشرته صحيفة «دايلي تلغراف» أمس فإن خلافات كبيرة وصلت الى درجة العداوة تفجرت بين القادة العسكريين البريطانيين والأمريكيين في العراق خاصة بعد الغزو مباشرة. «سكان المريخ» ونقل التقرير عن وثائق حكومية سرية إشارتها الى أن ضابطا بريطانيا برتبة عقيد وصف نظراءه الامريكيين بأنهم «من سكان المريخ» و«بعيدون عن الواقع الميداني». كما نسب التقرير الى الجنرال أندرو ستيوارت قائد القوات البريطانية في العراق قوله إنه كان يمضي وقتا كثيرا في رفض تنفيذ أوامر القادة الأمريكيين والتنصل منها واصفا العلاقات بين الجيشين ب«الحرب الداخلية». وحسب التقرير فإن الجنرال البريطاني أقرّ صراحة بأن قدرة القادة البريطانيين على التأثير في السياسة الأمريكية في العراق كانت «محدودة»، معترفا في الوقت ذاته بأنه لم تكن هناك وسيلة اتصال عسكرية مؤمنة بين مقر قيادته في البصرة ومقر قيادة الجنرال ريكاردو سانشيز القائد الاعلى للقوات الامريكية ببغداد. وأدى رفض الجنرال ستيوارت تنفيذ أمر من قائد أمريكي أعلى منه في قوات الاحتلال الى استدعاء الخارجية الامريكية للسفير البريطاني في واشنطن لإبلاغه الاحتجاج الرسمي بأسلوب يصل الى درجة «التوبيخ». وحسب الافادات البريطانية فقد ألقى الجيش الأمريكي في مارس 2004 القبض على أحد مساعدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر دون تنسيق مع القوات البريطانية أو إبلاغها مسبقا الأمر الذي أفضى الى تفجير أعمال مسلحة شديدة في المناطق التي تتواجد بها قوات بريطانية جنوب العراق. وتوفّرت الافادات العسكرية من مقابلات رسمية أجرتها وزارة الدفاع البريطانية مع قيادات عسكرية عادت بعد السنة الأولى من الغزو على العراق.ونشرت عشية فتح «تحقيق مسؤول» عن دور بريطانيا في العراق يبدأ اليوم الثلاثاء. مقتل «عميد» وفي غضون ذلك، أعلن مصدر في الشرطة العراقية مساء أول أمس أن مسلحين اغتالوا ضابطا برتبة عميد في دائرة الجنايات التابعة لوزارة الداخلية وأصابوا نجله بجروح في الكتف والصدر. وأضاف المصدر الأمني أن عنصرا في جماعات «الصحوة» لقي مصرعه بنيران سلاح كاتم للصوت في شمال العاصمة العراقية بغداد. ومن جهة أخرى، أكد قائد «قوات الصحوة» في الأعظمية صابر المشهداني أن عناصره وضعوا جدرانا اسمنتية حول مسجد أبو حنيفة النعمان تحسّبا لاحتمال تعرضه لهجوم محتمل.