وسام يحيى هو اللاعب الذي يستحق صيغة «النجم» عقب هذه الجولة من البطولة، فقد أنقذ فريقه من الخسارة عندما دخل في الشوط الثاني، وأنقذ في نفس الوقت رأس المدرب «بيار لوشنتر» ليعود الافريقي من بعيد، وإذا كانت صفة النجومية ملازمة لهذا اللاعب المتميز فإنه استحقها هذه المرة لأنه عاد الى مستواه بعد فترة شك أجبرته على الجلوس احتياطيا.. وسام يحيى هو من مواليد برج العذراء حيث ولد في 9 9 1984 في المطوية ثم قدم الى النادي الافريقي وانضمّ إليه في صفوف الشبان ومن هناك نحت لنفسه مسيرة رائعة في صفوف فريق يصعب فيه الحصول على مكان أساسي، لكنه تسلّح بالعمل والمثابرة بالاضافة الى رفعة الأخلاق فكسب ثقة المسؤولين وأقنع المدربين، واكتسح قلوب عشاق الافريقي وتحول الى الفتى المدلل وحامل أحلام فريقه. قصير، كما يحلو للبعض تلقيبه، بطول متر و74 سنتمترا و70 كلغ، كثير التحرّك فوق الميدان، يفعل كل شيء من تمرير وتسديد وتسجيل الأهداف حتى الأدوار الدفاعية، فهو يتقنها كما يتقن بقية الأدوار. مسيرته مع المنتخب لم تكن موفقة الى الآن كغيره من اللاعبين الذين ذهبوا ضحية نتيجة لسيطرة المدرب الأجنبي على سلطة القرار وحرمان النخبة الوطنية من لاعبين بفنيات عالية و«رجولية» لا يرقى إليها الشك.. ماذا قال عنه الجمهور؟ إسماعيل شويرف: بالنسبة لي هو لاعب متكامل بالنظر الى مردوده على أرضية الميدان، حيث نراه في الوضعية الهجومية مثلما نراه في الوضعية الدفاعية، يتنقل جيدا على الملعب ويتميز بخاصية اللاعب الحاسم ولكن ما ينقصه هو التركيز على لعب الكرة فقط حيث تحاصره إشاعات الخروج والاحتراف مع كل «ميركاتو» وهو ما يؤثر في أدائه على أرضية الملعب. محمد بن يونس: فنيا لا يمكن لأحد أن يشكّك في قيمة هذا اللاعب فهو يتمتع بخصال اللاعب العصري، لكني أريد أن أنوّه بخصاله الانسانية، فهو محترم وخلوق يحظى بتقدير الجميع وهي نقطة من النقاط المهمة التي يمكن أن تصنع من لاعب عادي لاعبا كبيرا لأن رأي الجمهور حاسم في تقييم اللاعبين.. يعاني قليلا من نقص المشاركات وغياب النسق لأنه غائب عن الميادين، وهنا يكون مطالبا بالعمل حتى يعود الى مستواه الطبيعي. هيثم السويدي: هو من اللاعبين القلائل الذين تتوفر فيهم خصال عديدة جعلته يرتقي الى لاعب «جوكير» قادر على فعل كل شيء وقد استمدّ ذلك من موهبة تلخّصت في فنياته العالية الى جانب العمل والمثابرة والسعي الى التقدم في كل الحالات، النادي الافريقي يعتمد كثيرا على هذا اللاعب هو لاعب أساسي في تشكيلة الأحمر والأبيض ولا يمكن الاستغناء عنه. رفيق العياري: تتوفر في وسام يحيى خاصيات عديدة منها القدرة على التحكّم في الكرة والمراوغة والتسديد ويفعل كل ذلك في مساحات ضيقة لذلك يتميز بالقدرة على قلب المعطيات والجميع يلاحظ ما يفعله هذا اللاعب في صفوف الافريقي، لكن ما ينقصه في نظري تطوير قدراته البدنية حتى يتمكّن من المنافسة في وسط ميدان الافريقي الذي يعجّ باللاعبين الممتازين. مروان بن ضياف: في اعتقادي أن وسام يحيى قد تراجع في الآونة الأخيرة ولم يعد ذلك اللاعب الذي يشغل الناس وينتظرون منه فعل الكثير في كل مباراة لذلك فهو مطالب بالعمل بجدية أكبر حتى يسترجع مكانه على الساحة الكروية في تونس ويحافظ على ذلك الاسم الذي صنعه لنفسه في وقت من الأوقات كما أنه مطالب بتجنّب الغرور لكي لا يعتقد في وقت من الأوقات أنه بلغ الكمال ولا يمكن لأحد أن ينافسه. ناجح الشيخ محمد: لاعب كبير وناجح يتميز بالفاعلية والواقعية في الأداء، يعطي بغزارة على أرض الملعب ومن دون حسابات وهو من طينة اللاعبين المفقودين في وقت سيطرت فيه المادة مع دخول عالم الاحتراف، مكانه في المنتخب موجود في المرحلة المقبلة، ونحن في حاجة الى لاعبين من طينة وسام يحيى خاصة في هذه الفترة.