طوت بطولة الرابطة المحترفة الأولى جولتها العاشرة وقد أفرزت نتائج غيرت من ملامح الترتيب العام، «الشروق» تقدم قراءة فنية للجولة بامضاء المدرب،واللاعب الدولي السابق فريد شوشان. البداية كانت بمباراة الترجي وشبيبة القيروان، البداية كانت للضيوف بالضغط على الترجي في دفاعه، لكنهم اضاعوا الكثير من الفرص، فكان منعرج اللقاء بهدف خليل شمام فتغيرت الأمور وسيطر الترجي بفضل جاهزية العياري ومجازفة البنزرتي الذي لعب بلاعب ارتكاز وحيد فرفع الضغط الى مناطق المنافس عن طريق الرباعي بوعزي والدراجي والمساكني وبيان فوني وهو ما سهل مهمة المضيف لتسجيل هدفين رغم الاستفاقة المتأخرة للشبيبة ومحاولات نبيل الميساوي الذي كان منعزلا في الخط الأمامي، لكن الضيوف دفعوا ضريبة اهدارهم للفرص أمام فريق لا يساوم على ارضية ملعبه. الأولمبي الباجي مستقبل القصرين: الأولمبي الباجي دخل في سلسلة نتائج ايجابية وتتالي الانتصارات وقد نجح المدرب في الاستفادة من الزاد البشري المتوفر من خلال قوة السلطاني ونزار قربوج ومهدي حرب وسامح الدربالي وبالاضافة الى النتيجة تحسن الأداء بشكل لافت. في المقابل عاد مستقبل القصرين الى التراجع من جديد رغم مجهودات المدرب وهنا تبرز اهمية الزاد البشري الذي كان محدودا كما ان دفاع مستقبل القصرين يعاني من ضعف فادح في خط الدفاع بسبب عدم انسجام عاطف الفالحي ومجدي طونيش. حمام سوسة الملعب التونسي الملعب التونسي كان الأفضل على مجمل مجريات اللقاء، وقد برز محمد الجديدي بفاعليته، «البقلاوة» كانت وفية للتمركز الجيد في وسط الميدان بفضل طومبادو وإبراهيما با (الأفضل حاليا في تونس) والقدرة على عكس الهجومات، فنجح في تحقيق التقدم ولكن قلّة التركيز حكمت عليه بالتعادل. أمل حمام سوسة ليس في أحسن حالاته ولم يستطع المدرب أن يجد الحلول لخط وسط الميدان بعد خروج الدريدي والبرقي وخنشيل رغم مجهودات فرانك ميشال والعمل الكبير للمدرب شهاب الليلي. النجم الساحلي النادي الافريقي التعادل كان منطقيا والنجم كان واقعيا في الشوط الأول وأفضل من الافريقي، وقد كانت مفاجأة خالد بن ساسي حاسمة بإقحام «إيريك» والاستفادة من خطإ تكتيكي لبيار لوشنتر الذي اعتمد على ثلاثة لاعبين ارتكاز مما جمّد نشاط وفاعلية خط وسط ميدان الافريقي. في الشوط الثاني، تراجع النجم وكان لاقحام وسام يحيى الأمر الايجابي على مردود الضيوف إلى جانب اخراج لاعب ارتكاز وتغيير المراكز بين المويهبي والذوادي، فتحسن أداء الافريقي خاصة بإقصاء سهيل بالراضية فسجل وسام يحيى الهدف الأول من إبداع فردي وأقلق راحة النجم وتمكّن الافريقي من التعديل بعد ذلك نتيجة للضغط المستمر عبر الورقة الرابحة المتمثلة في محمد تراوي الذي أربك حسابات دفاع النجم. نادي حمام الأنف النادي البنزرتي: اصرار نادي حمام الأنف على الفوز كان كبيرا وهو الأمر الذي حسم المواجهة بالاضافة إلى دهاء أنيس بن شويخة في تنفيذ المخالفات التي يبدو أنها مدروسة وهنا اكتسبت الهمهاما خاصية جديدة وهي القدر على اللعب حتى الرمق الأخير.. في المقابل تواصل تراجع النادي البنزرتي، بسبب الإصابات وغياب رصيد بشري ثري على ذمة المدرب، كما أن عقلية اللاعبين الشبان في النادي البنزرتي لم تقبل ضغط النتائج وتراجع المردود لذلك تتالت النتائج السلبية. الترجي الجرجيسي الاتحاد المنستيري المدرب سفيان الحيدوسي لم يجد الوقت الكافي لتعديل الأوتار لكن الرجة النفسية حصلت وتحسّن أداء الفريق بنسبة كبيرة فتمكّن وائل بالغول من التسجيل لكن الفريق أضاع الكثير من الفرص السهلة فدفع الثمن باهظا أمام فريق أصبح يلعب من أجل الانتصار إلى آخر ردهات اللقاء ويؤمن بحظوظه في الفوز خاصة بعد الترشح في الكأس على حساب الشبيبة، الفريق قابل للتطور والتحسن، إذا ما أمكن للثلاثي السيفي وبن بلقاسم والحناشي استرجاع كامل مؤهلاتهم. حصيلة هجومية محترمة تم تسجيل 17 هدفا في هذه الجولة المنقوصة من مباراة النادي الصفاقسي وقوافل قفصة، في حين تم تسجيل 18 هدفا في الجولة الماضية، وهنا نلاحظ تطور الأداء الهجومي للمهاجمين في بطولتنا، ويبقى الامتياز لهجوم الترجي (31 هدفا) وذلك نتيجة للتخلص من الخطط الاسمنتية والدفاع المفرط وقد لاحظنا في هذه الجولة انحناء دفاع الافريقي وهو الذي قبل هدفا واحدا إلى حدود الجولة التاسعة.