مع اقتراب عيد الاضحى تعيش نقاط البيع المنظمة ضغطا مهولا رغبة في الشراء مقابل احتشام واضح للإقبال على «البطاحي» التي يتوفر بها «العلوش» بصفة واضحة. والسؤال هل يقلب هذا «السيناريو» الذي توقعنا حدوثه الموازين في اتجاه انخفاض أسعار الأضاحي خلال اليومين الأخيرين؟ ساهمت الحالة الجيدة للطقس في تنشيط الحركية التجارية لسوق «العلوش» بداية من نهاية الأسبوع الماضي. وشهدت الأسعار انخفاضا واضحا ب«البطاحي» يومي السبت والأحد لاستغلال فرصة الإقبال أكثر على الشراء وخوفا من تردّي الأحوال الجوية خلال الفترة الحالية لكن الطقس قلب المعادلة وحافظ على استقراره فعادت الأسعار لتمارس رياضة القفز العالي من جديد الشيء الذي أدّى إلى حدوث ضغط شديد على نقاط البيع المنظمة لا سيما منها التابعة لشركة اللحوم كالوردية ومنوبة وڤمرت. وأكدت مصادرنا أن أعوان الشركة أصبحوا غير قادرين على تلبية حاجيات الطلب الكبير رغم توفير أربعة آلات وزن بكل نقطة بيع وذلك بسبب خصوصية الجانب الفني لبيع «العلّوش» وصعوبة القيام بالوزن بسرعة. وتجدر الإشارة إلى أن السعر المرجعي للكلغ من العلوش قدّر ب5600 و5900مي وشريحة كبيرة من المواطنين يفضّلون هذه الطريقة تجنّبا للغش خاصة في ظلّ عدم اطلاع المواطن المستهلك على معلومات كافية لتقدير الأضحية ماديا. وبناء عليه تمكّنت شركة اللحوم إلى حدّ الآن من التفويت في خمسة آلاف رأس من مجموع البرنامج المقدر ب 8 آلاف رأس. ويذكر أن عملية البيع بالميزان استحسنها المواطن أيضا بالبطاحي التي تتوفر بها آلات وزن حيث يطالب بها للمقارنة بين السعر المحدّد من قبل التاجر والشراء بالسعر المرجعي الذي حدّدته الحكومة. مذبوح وشرعت شركة اللحوم بالوردية إلى جانب بيع «العلوش» الحيّ في عملية بيع الخرفان المذبوحة والمستوردة التي تجد إقبالا خاصة من قبل الأزواج الجدد وأصحاب العائلات الصغيرة العدد وخاصة سكان العمارات الذين يصعب عليهم التنقل ب«علوش» العيد من طابق إلى آخر سواء ليلة العيد وهو حيّ أ و بعد ذبحه. ويذكر ان شركة اللحوم توفر حاليا كميات في حدود 20 طنّا مقابل 60 طنّا من لحوم البقري. وفي ظلّ هذه الوضعية يمكن الاستنتاج بأن أسعار «العلوش» في نزول خلال الأيام الأخيرة من العيد لأن المستهلك تمكّن بعزوفه عن البطاحي والتوجه نحو النقاط المنظمة من التحكم في «البورصة» فصار هو المسيّر وليس التجّار. ولا ننسى أن الأحوال الجوية ساعدت أيضا المستهلك على التجوّل عبر أكثر من نقطة بيع منظمة أو غير منظمة وبالتالي ممارسة حرية الاختيار والتحكّم في الأسعار. ومن جهتها تابعت منظمة الدفاع عن المستهلك تطور ات «بورصة العلوش» وأفاد السيد محسن الخبثاني أن المستهلك التونسي يقبل بصفة واضحة على نقاط البيع المنظمة مقابل احتشام واضح على «البطاحي» التي بدا فيها العرض متوفرا بصفة مهولة بينما الأسعار مرتفعة حدّ الشطط. ودعا في ظل هذه الوضعية إلى التروّي في الشراء واللجوء إلى نقاط البيع المنظمة لأنها تتعامل بأسعار مرجعية. وأشار إلى ضرورة احترام الميزانية عند عملية الشراء وعدم السقوط تحت طائلة التداين لأنه من غير المعقول حسب رأيه الافتراضي من أجل شراء أضحية فيساهم في الاخلال بالميزانية لفترة طويلة مستقبلا ونصح باللجوء إلى البياطرة في حالة الشك في الوضعية الصحية للأضحية. وختم بضرورة الابتعاد عن التقليد عند الشراء بين الجيران والأقارب لأن الأضحية هي سنّة مؤكدة وجب احترامها لكن في حدود القدرة الشرائية.