بدأ العد التنازلي نحو عيد الاضحى وبدأت الهياكل المعنية استعداداتها بنسق حثيث فيما المواطن لا يدور في خلده غير كيفية مجابهة غلاء اسعار «العلوش» وامكانية تعديلها عن طريق نقاط البيع المنظمة. وشرعت شركة اللحوم في عملية خزن الأضاحي المخصصة لنقطتي البيع المنظمة بالوردية ومنوبة في حدود الف رأس يوميا من مجموع 8 الاف رأس مبرمجة للبيع بالميزان وتتم عملية التزود بالأضاحي من أسواق الانتاج لا سيما منها سيدي بوزيد والقيروان والدهماني لتكون على ذمة المواطن مع انطلاق فتح النقاط المنظمة يوم 17 نوفمبر الجاري اي قبل 10 أيام من عيد الاضحى. وانطلقت شركة اللحوم من جهة اخرى في عملية توريد الخرفان المذبوحة في شكل «سقايط» بمعدل 20 طنا في الأسبوع وهو ما يعادل 1100 رأس. وتعمل ايضا على توريد 60 طنا من اللحم البقري و 20 طنا من لحوم الخرفان للاستهلاك اليومي للمواطن. وتواصل فتح نقطة بيع اللحوم بالكلغ منذ شهر رمضان الى غاية العيد باسعار تفاضلية مقارنة بالقصابين وينتظر أن تجد نقاط البيع المنظمة هذه السنة اقبالا كبيرا من قبل المواطن على خلفية أن الاسعار بالأسواق مرتفعة حد النفور وبالتالي يصبح البيع بالميزان ارحم بكثير من السقوط تحت طائلة الغشّ. غلاء بدا غلاء الأسعار منذ انطلاق بورصة «العلوش» هو السمة الغالبة هذه الأيام وسجلنا تململا في صفوف المواطنين وتذمّرا من هذا الارتفاع حتى أن بعضهم يفكر جديا في مقاطعة الأضحية والاكتفاء بشراء كيلوغرامات من اللحم ويتقي بذلك شر الغلاء من جهة و «حوصة» العلوش من جهة اخرى ورغم أننا كبلد عربي اسلامي لا نؤسس لهذه الفكرة احتراما للسنة وحفاظا على الثروة الحيوانية والدورة الاقتصادية للبلاد فان ميزانية التونسي محدودة ولا يمكن زيادة الضغط عليها. ويفترض ان الهياكل المعنية بالمراقبة ومتابعة السوق حفاظا على القدرة الشرائية للمستهلك والدفاع عنه عند الاقتضاء قد اعدّت العدّة لمواجهة زحف الغلاء على «علوش» العيد سيما ان المربي نفى علاقته بهذا والمتهم الوحيد هم «القشارة» الذين يشترون بسعر الكلفة ليبيعوه بسعر مشط. والمراقبة الاقتصادية مطالبة، بتكثيف فرقها للتصدي لغش «القشارة» وسيطرتهم على السوق ومنعهم من الدخول الى الأسواق و «الرحاب» التي يرتادها المواطن نظرا الى قربها من منزله. وخلال متابعتنا لبورصة «العلوش» بإحدى «الرحاب» بالعاصمة لاحظنا بداية توافد الكميات من الجهات الداخلية فيما الطلب غير موجود والمواطن يكتفي بالنظر والفرجة والاطلاع ربما بسبب ارتفاع السعر او ربما لأن الوقت لازال في صالحه وقد تنقلب الصورة خلال الأيام الأخيرة وتتراجع الأسعار.