صدر مؤخرا كتاب عنوانه «عميد المسرح التونسي محمد عبد العزيز العقربي» قام بنشره المركز الوطني للاتصال الثقافي، ضمن سلسلة «ذاكرة وإبداع» لمزيد التعريف بهذا الفنان ذي الثقافة المسرحية الواسعة والمتطورة. وتولى تقديم شخصية الفقيد وفنّه، وكذلك دراسة بعض أعماله المسرحية، وعرض مختارات منها، الدكتور «بوبكر خلوج» والذي جاء في تقديمه للمسرحي الراحل عبد العزيز العقربي: «معرفة العقربي لهذا الفن (الفن الرابع) واطلاعه على مرتكزاته مكّنته من الاضافة والتجديد ومن ابتكار مفردات في لغة المسرح لم تكن عند غيره من معاصريه، في مجال التمثيل وإدارة الممثل، بالعمل على الجسد والحركات والذاكرة، وهي مسائل وتقنيات جديدة كان للعقربي فضل إثراء وتحديث المسرح التونسي باعتمادها قبل غيره». وذكر مقدم الكتاب أن العقربي تفنّن في توظيف الإلقاء، كما تميزت رؤاه الاخراجية بالابتكار والإضافة وهو الذي أضاف إلى المسرح التونسي تجارب تعدّ ريادية في مجال الأوبيرات والمسرح الغنائي نظرا لمعرفته ولإتقانه لميداني المسرح والموسيقى. وأثار د. خلوج، موضوع بيداغوجية المسرح، فذكر أنه كان لمحمد عبد العزيز العقربي فضل في تحديث المسرح التونسي بابتكاره لمنهج بيداغوجي يرتكز على علاقة نوعية بين المعلم والمتعلّم تعتبر ثورية في عصره وتركت بصماتها في كل من تابع دروسه في تونس أو خارجها. إذن في هذا الكتاب حاول المحقق، الجمع بين تفاصيل حياة الفنان الراحل فأعطى نبذة عن حياته، وعرض تجربته في باريس وتحدث عن التمثيل والاخراج والجانب البيداغوجي في مسيرته المسرحية، كما عرض تجربته في ليبيا كما تعمّق في تجربة محمد عبد العزيز العقربي الموسيقية ولمزيد اثراء البحث تضمّن الملحق في جانب منه مشهدين من مسرحية «فلبوني» ومن جانب آخر صورا تذكارية جمعها المحقّق من أصدقاء الفقيد وعائلته «عميد المسرح التونسي محمد عبد العزيز العقربي»، في كتاب أهدي إلى روح الفنان الكبير «زبير التركي» الذي وافاه الأجل المحتوم منذ فترة قصيرة. هكذا إذن تكرّم تونس مبدعيها الراحلين في انتظار كتاب آخر عن حياة زبير التركي وفنه، وكتب أخرى، عن مبدعين في كافة الميادين، تركوا بصماتهم في عالم الثقافة والإبداع.