المساء يولد رصاصيا كأن الظلام لا يكفي لا تقل للفتاة التي هجرتك وداعا ... قل للناس جميعا: خذوا هذا الصباح وتلك الرياح ... ما أجمل أن نتقاسم البحر والشموس الفضية وحيدا أتشظّى على الورق أقمارا أين يأخذني الحلم؟ للموت؟ للريح؟ للوهم؟ الليل كثوب خشن يدثرني والعالم يتجمد في عينيّ لا أعرف ما في الأرض غير جسدي مختبئا في تجاويف القلب أفتش عن صباح تركته حبيبتي أو عن كلمة بوح نستها غرقت في رضابها ولم أتعلّم طقوس العشق في مدائنها ........ تبلّلني الكآبة فيطير من الدم طير بلون الفجر وتنتفض من الروح حمامات سأغني لك سيدتي... لكن لغتي بضع حروف لا تكفي للتعبير عن حلم النهر مازلت أهذي بأسماء اللواتي رحلن عني ........ ... سائرا الى ما ليس أدري كغزال شريد أطلّ من نوافذ المدينة وشرفاتها أزرع الغيم في الورق ليس لديّ ورد أحمر كي أهادي الخريف غيما وأغنية أحتاج صوتا أعلى من صوتي ومن صوتي لأصعد كل الجبال في لغتي أحتاج بلدا أكبر من المجرّة لأدع الريح السجينة تمضي أحتاج جسدا أكبر من حلمي لمَ تخذلني الاغاني؟ كل العصافير التي راودتها تناست مواعيدها أحتاج ربيعا سرمديا كي أعيد للاشجار فرحتها أحتاج صفحة من «مصارع العشاق» كي أضيئها بروح قصائدي القتلى ... أحتاج امرأة تنزع ظلها وتذوب في دمي مع المساء أحتاج مناخات جديدة للبوح وأناجيل لم يكتشفها الانبياء وحيدا أتشظّى على الورق أقمارا سائرا الى ما ليس أدري كأن الكون يضيق بالشاعر المنفي في جسدي على الجانب الآخر من السماء حضرت جنائز الورد الشمس كانت مصابة بالحزن مثلي والوجع ينمو بطيئا كنهد فمدي شريط الروح حبيبتي لأنثر نجوما على ضفاف ذاكرتي مدي شريط الروح حبيبتي لأعيد نسج المجرة وأعيد الحياة لآلهة ماتت بداخلي الحب كما العشب يموت ويزهر ثانية إلا في مملكتي مضطربا مع القصيدة التي جفت ينابيعها مزدحما بمشاعر كعاصفة انفصلت عن ذاتي وحطمت قيود الموج الفولاذية كما لو أني رصاصة تبحث عن ضحيتها كما لو أني رقصة في حفل كبير أو نور يتجاذبه الشعراء كما لو أني في مسرح هزلي كل الحروف أدت دورها في إتقان لكن في العتمة تظل قصيدتي الكلمات... دم غير مقروء على بياض الكلمات... عاهرة رسمت روحها على شهوتي الكلمات... ضوء خجول في جبّتي الكلمات... مطر ثقيل تسقط على الكتفين الكلمات تهوي كسماء قطنية باردة تطل القصيدة فأصرخ أنت الليلة امرأتي ومرآتي سائرا الى حيث أدري كأن القصيدة توقظ الشاعر المنفيّ داخلي