وافق مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مشروع قرار ألماني يدين ايران بسبب إخفائها موقعا ثانيا لتخصيب اليورانيوم ويطالبها بوقف انشطتها النووية وبينما رحّب الغرب بهذه الخطوة وأكد ان صبره بدأ ينفد بشأن هذا الملف قالت طهران انها ستلجأ الى انتاج الوقود النووي بنفسها إذا دعت الحاجة الى ذلك. وفي خطوة هي الأولى منذ فيفري 2006 أصدر مجلس محافظي الوكالة قرارا يدين ايران بشكل صريح ووافق على القرار 25 عضوا وعارضه ثلاثة. ووجه البيت الابيض تحذيرا الى إيران منبها إياها، الى ان صبر واشنطن والمجتمع الدولي حيالها «له حدود» وإنها ستتحمل عواقب رفضها التعاون بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. وقال مندوب الولاياتالمتحدة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الصبر الدولي بشأن إيران بدأ ينفد وإن مجموعة من ست قوى عالمية لا يمكنها مواصلة «جولة بعد جولة» من المحادثات غير المثمرة، حسب وصفه. وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند من جانبه ان القرار الذي تبنته الوكالة يوجه «اقوى إشارة ممكنة» الى طهران لجهة ضرورة ان تعيد النظر في برامجها النووية. وقال ميليباند في بيان ان الرسالة الموجهة الى إيران مفادها ان «أعمالها ونواياها تبقى مدعاة قلق كبير للمجتمع الدولي». ورحّب الرئيس نيكولا ساركوزي بالقرار وأكد ان المهم هو ان مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد صوّت على قرار سينقله الى مجلس الأمن مما يمهد الطريق لاتخاذ عقوبات. وحثت روسياايران على ان تأخذ «على محمل الجد» الاشارة التي أرسلتها الوكالة في قرار الإدانة الذي أصدرته بحق طهران وقالت الخارجية الروسية في بيان لها «نعوّل على ان تأخذ طهران الاشارة التي تضمّنها قرار مجلس أمناء الوكالة على محمل الجدّ وأن تضمن التعاون التام مع الوكالة من اجل التوصل الى تسوية الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الايراني عن طريق المفاوضات في أسرع وقت». في المقابل اعتبرت وزارة الخارجية الايرانية ان قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، «غير مجد» وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان التصويت على هذا القرار كان مهزلة تهدف الى الضغط على إيران معتبرا ان «هذا الموقف غير مجد». وأضاف المتحدث: لا نعتبر ان الوفاء الكامل بالتزاماتها حيال الوكالة امر ضروري اذا لم يتم احترام الحقوق البديهية لإيران بوصفها عضوا في معاهدة حظر الانتشار النووي. من جانبه قال رجل الدين الايراني المحافظ أحمد خاتمي متوجها الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان واجبكم الشرعي تأمين الوقود لمفاعل طهران النووي. وأضاف خاتمي: «إذا لم تفعلوا ذلك فسينتهي الأمر، اذا لم تتعاونوا عليكم ان تعلموا ان هذه الأمة التي تمكّنت من تحصيل حقوقها في التكنولوجيا ستؤمن أيضا الوقود لمفاعلها، هذا أمر قانوني ويتفق مع الضمانات الدولية».