صوت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة أمس على قرار يوبخ إيران على بناء موقع لتخصيب اليورانيوم في السر. ووافق على القرار 25 عضوا وعارضه ثلاثة وامتنع ستة من أعضاء المجلس البالغ عددهم 35 دولة. ويعد هذا أول قرار يتخذه مجلس المحافظين منذ نحو أربع سنوات كما يعد مؤشرا على تنامي القلق من فشل طهران في تبديد مخاوف من سعيها لصنع قنبلة نووية. ووجه القرار الذي دعمته روسيا والصين في خطوة نادرة رسالة أظهرت عزم المجتمع الدولي المتزايد على الوقوف في وجه إيران بسبب طموحاتها النووية المثيرة للجدل. لكن لم يتضح ما إذا كان القرار الذي رعته القوى العالمية الست سيترجم إلى دعم روسي وصيني مهم لفرض عقوبات موجعة سيضغط قادة غربيون بفرضها على طهران في مطلع العام المقبل ما لم تتخذ إيران خطوات لتبديد انعدام الثقة بها. وحظى القرار بتأييد كل الدول الغربية. وصوتت ضده كوبا وماليزيا وفنزويلا وهي دول لها مكانة في كتلة من الدول النامية تشمل إيران بينما امتنعت عن التصويت أفغانستان والبرازيل ومصر وباكستان وجنوب إفريقيا وتركيا. ولم تشارك أذربيجان في التصويت. كما وافق المجلس على خطة روسية لإنشاء أول بنك متعدد الأطراف لوقود اليورانيوم كوسيلة لوقف انتشار الأسلحة النووية. وتسمح الخطة التي أيدتها الولاياتالمتحدةلروسيا المنتجة لليورانيوم بإنشاء بنك تشرف عليه الوكالة الدولية لتوفير يورانيوم منخفض التخصيب لدول تستخدمه في برامج نووية مدنية إذا كان سجلها ممتازا في الحد من انتشار الأسلحة النووية. من جانبه، أكد غلين ديفيس السفير الأمريكي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن 'الصبر ينفد' حيال الملف النووي الإيراني، وذلك إثر تبني الوكالة أمس قرارا يدين البرنامج النووي الإيراني. وشدد ديفيس على أن 'القرار لا يهدف إلى معاقبة' إيران. وأضاف 'آمل أن يعطي هذا القرار دفعا جديدا للمسار الدبلوماسي'. بدوره، أعلن علي أصغر سلطانية ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أن بلاده ستدرس 'خيارات أخرى' لتخصيب اليورانيوم بعد القرار الذي تبناه مجلس حكام الوكالة ودان فيه البرنامج النووي الإيراني. وأكد سلطانية للصحافيين في فيينا أن هذا القرار 'يقوض الأجواء المواتية' للمفاوضات. وقال 'فيما خص مفاعل طهران للأبحاث، نحن بحاجة إلى الوقود النووي في أسرع وقت ممكن. نحن مستعدون للتفاوض من أجل الحصول عليه ولكن إذا لم نكن سنحصل على رد إيجابي فليس باستطاعتنا الانتظار أكثر. الوقت أساسي، ولهذا السبب علينا أن درس خيارات أخرى'. وكان سلطانية قد هدد قبل صدور القرار، بتقليص طهران تعاونها مع الوكالة إلى الحد الأدنى في حال تبنت مشروع قرار الإدانة. إلا أنه أكد بعد صدور القرار أن طهران لن تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي. وقال 'على الأقل في هذه المرحلة أقول كلا لن نتراجع أو ننسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي'. من جهته، أعلن ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني أن القرار الذي تبنته الوكالة الدولية، يوجه 'أقوى إشارة ممكنة' إلى طهران لجهة ضرورة أن تعيد النظر في برامجها النووية. وقال ميليباند في بيان إن 'القرار يرسل أقوى إشارة ممكنة إلى إيران ومفادها أن أعمالها ونواياها تبقى مدعاة قلق كبير للمجتمع الدولي'. وفي لندن، قال جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني إن المرحلة المقبلة في النزاع النووي مع إيران يجب أن تكون فرض المزيد من العقوبات عليها إذا لم تستجب للقرار الذي أصدره مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف براون أن التصويت الحاسم 'هو أوضح إشارة ممكنة لإيران بأن عليها أن تتخلى عن خططها النووية وبأن العالم يعلم ما تفعله'.