كشف أحد مساعدي رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير أن الأخير أمر قادة الجيش بوضع خطط حربية للعراق قبل تسعة أشهر على بدء الغزو في ربيع عام 2003 وذلك في وقت تصاعدت فيه الضغوط على بلير الذي أنكر اتهامات له بمنع اللورد غولدسميث كبير مستشاريه القانونيين من الكلام بعد الاستجواب الذي جرى له حول الأرضية القانونية التي جرى وفقها غزو العراق. وحسب صحيفة ال«أندبندنت» البريطانية الصادرة أمس فإن رئيس الوزراء البريطاني السابق بدأ يخطّط للهجوم بعد مرور شهرين على لقائه السري بالرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في مزرعته بكروفورد بولاية تكساس والتي أخبره بوش خلالها بأن الولاياتالمتحدة قد بدأت تعد العدة لعمل عسكري للإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ونسبت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى ديفيد مانينغ كبير مستشاري السياسة الخارجية السابق لبلير قوله أمام لجنة التحقيق انه أصدر تعليمات للجيش البريطاني بإعداد قوة قوامها 20 ألف جندي في جوان 2002، في حين كتب رئيس الوزراء البريطاني السابق إلى وزير الدفاع السابق جيفري هون لاعتماد هذه الخطة بعد شهرين من إبلاغ الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش له بأن الولاياتالمتحدة تخطط لغزو العراق. وكشف مانينغ أن بوش اطلع بلير على الخطة التي وضعتها الولاياتالمتحدة لغزو العراق في اجتماع خاص في أفريل 2002 بمزرعته في ولاية تكساس، حيث أبلغه أيضا بأنه أمر القيادة المركزية للجيش الأمريكي بإنشاء خلية سرية بوزارة الدفاع (البنتاغون) للإشراف على خطة الغزو للإطاحة بنظام صدام حسين. وقال إن بلير احتفظ سرّا بالخطط السرية للحرب التي اعتمدتها وزارة الدفاع في حكومته لأنه كان يفضّل إقناع الرئيس الأمريكي السابق بوش بفكرة اتخاذ إجراء من قبل الأممالمتحدة ضد صدام حسين. وأضاف مانينغ أن الخيارات الثلاثة التي وضعها بلير للحرب على العراق شملت إدخال حماية إضافية في منطقتي حظر الطيران في العراق، وتقديم الدعم ا لجوي وقوات خاصة بريطانية لمساعدة الولاياتالمتحدة، وتخصيص 20 ألف جندي بريطاني للمشاركة في الغزو. وأشار إلى أن بلير ورغم وضعه لخطط الحرب، أوضح للرئيس السابق بوش بأنه لا يستطيع الانضمام إلى أي حرب ضد العراق ما لم تكن الولاياتالمتحدة جزءا من تحالف يحظى بدعم الولاياتالمتحدة. وأبلغ المستشار السابق لجنة التحقيق مع دخول جلساتها العلنية أسبوعها الثاني أنه بدا واضحا بعد اجتماع كامب ديفيد بين بلير وبوش في سبتمبر 2001 أن نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني كان الجهة المحركة لخيار الحرب على العراق. وبدأت لجنة التحقيق حول حرب العراق برئاسة جون تشيلكوت جلساتها العلنية الأسبوع الماضي وخصصتها للسياسة الخارجية البريطانية حيال العراق واستمعت خلالها إلى إفادات مسؤولين بريطانيين. وتأتي هذه التصريحات لمانينغ مع إنكار بلير للاتهامات الموجهة إليه بمنع غولدسميث من الكلام عن حرب العراق. ففي مقابلة مع محطة «سي ان ان» التلفزية الأمريكية أكد بلير أنه يقف إلى جانب قراره بدعم الجهود الهادفة لإسقاط صدام حسين عن السلطة. وقال بلير: «هناك شيء تتعلمه كزعيم هو أن عليك أن تتخذ قرارات وبعض من تلك القرارات صعبة وبعضها مثيرا للجدل، أظنّ أن واحدا من رؤسائكم قال إذا كنت لا تتحمل الحرارة فلا تذهب إلى المطبخ، وهذه هي وجهة نظري في السياسة».