قهوة او شاي في كأس بلاستيكي (Goblet) و«جبّاد» شيشة ذي الاستعمال الواحد.. طلبات جديدة لعدد من روّاد المقاهي وصفها نادل مقهى بمنطقة باب سويقة بالعاصمة ب «المفاجئة» لأهل المهنة في بدايتها قبل ان يكتشفوا ان أنفلونزا الخنازير وراء ذلك.. تحدّث النادل عن ذلك وهو يردّ على استفسارات أعوان فريق المراقبة الصحية بإدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط التابعة لوزارة الصحة العمومية، خلال حملة مفاجئة على بعض مقاهي العاصمة واكبتها «الشروق» للتعرف على مدى مساهمتها في مجهود التوقي من وباء أنفلونزا الخنازير وفي حماية حرفائها من العدوى.. «صحيح ان المواد الغذائية المستعملة في المقاهي قليلة (سكّر بنّ حليب شاي مشروبات معلّبة) وغير معرّضة بشكل كبير لخطر التعفّن والفساد عكس المطاعم التي تكثر فيها المخالفات الصحية، لكن فيروس أنفلونزا الخنازير فرض على المقاهي واجبات مضاعفة حتى يحموا حرفاءهم من خطر العدوى» تقول الدكتورة البيطرية وسيلة قزارة التابعة لفريق المراقبة المذكور.. «لذلك سوف نركّز خلال هذه الحملات على مراقبة نظافة وتعقيم الأواني المستعملة من الحرفاء مباشرة مثل الكؤوس والفناجين وصحون المرطبات... وخاصة الشيشة حتى لا ينتقل عبرها الفيروس الخبيث من حريف الى آخر» تضيف السيدة زينة بن شيخ العربي (تقني سام بوزارة الصحة) التابعة لفريق المراقبة نفسه. استعمال واحد طريقة الاستعمال الواحد لبعض التجهيزات والأواني والأدباش والملابس (Jetables) معمول بها في بعض الفضاءات العمومية مثل النزل والمؤسسات الصحية والاستشفائية وفي بعض المقاهي بالخارج لكن استعمالها في المطاعم والمقاهي ومحلات الاكلات في بلادنا بصفة عامة مازال محتشما إما لأن الحريف التونسي لم يتعوّد بها او لأن صاحب المحلّ يعتبرها عبءا ماديا إضافيا.. لكن الاخصائيين الصحيين يعتبرون اليوم انه لا مفرّ منها لمقاومة أقصى ما يمكن من مخاطر العدوى بأنفلونزا الخنازير وعلى الطرفين (الحريف صاحب المحل) ان يغيّرا موقفهما من «الاستعمال الواحد» وهو ما نصح به فريق المراقبة الصحية الذي رافقته «الشروق» أصحاب المقاهي.. «فالكؤوس البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد تعتبر الحلّ الأمثل.. ويا حبّذا لو تحلّ محل الفناجين والكؤوس البلورية على طاولات المقاهي وأن لا يقتصر الأمر فقط على استعمالها لنقل قهوة الى المكتب او الى السيارة» تقول عن المراقبة السيدة زينة.. وهو ما أكده مبروك الطرابلسي (عامل بمقهى) مستظهرا بكمية من الكؤوس ذات الاستعمال الواحد قال ان حرفاءه أصبحوا يطلبونها باستمرار «ويا حبّذا لو تنتشر هذه الطريقة لأنها قد تكون أقل تكاليف من استعمال الكؤوس البلورية فنفقات الماء ومواد التنظيف والجافال لتنظيف الكؤوس البلورية يمكن استغلالها لشراء كؤوس ذات استعمال واحد للقطع مع كل المخاوف» يضيف مبروك. «جبّاد» jetable تروّج احدى المؤسسات الصناعية داخل المقاهي هذه الايام ل «جباد شيشة» ذي الاستعمال الواحد، وفق ما ذكره عاملون ببعض المقاهي التي استهدفتها حملة المراقبة.. وقالوا لفريق المراقبة إنهم ينوون اعتماده في الأيام القادمة من خلال عرضه على الحريف وترك حرية الاختيار له خصوصا ان سعره سيكون في حدود 500 مي على ان الحريف يمكنه استعماله أكثر من مرّة إذا رغب في ذلك.. أحد الحرفاء كان بصدد تدخين الشيشة داخل المقهى اعتبر ان 500 مي ستمثل عبءا ثقيلا على الحريف واقترح ان يقع فرض اجبارية هذا النوع من «الجبّاد» في كل المقاهي شريطة ان يتقاسم الحريف وصاحب المقهى تكاليفه.. لكن تعميم استعمال هذا «الجبّاد» وفرض إجباريته سيبقى رهين قدرة الشركة المصنعة على تلبية حاجيات كل مقاهي الجمهورية.. وفي انتظار ذلك، يبقى «المبسم» البلاستيكي الذي يوضع على «الجبّاد» ويستعمل مرة واحدة هو الحل الوحيد اليوم أمام أصحاب المقاهي ومدخني الشيشة وهو إجباري حسب ما ذكره فريق المراقبة الصحية لأصحاب المقاهي عند زيارته.. وقد ثبت عدم وجود مخالفات في هذا الجانب «لأن الحريف أصبح يفرضه مع الشيشة ويقدم له مجانا» حسب العاملين بهذه المقاهي. هذه الحلول تبدو في المتناول لتفادي مخاطر العدوى بأنفلونزا الخنازير عبر الشيشة، وما على أصحاب المقاهي إلا الإسراع بتطبيقها (خاصة الجبّاد ذا الاستعمال الواحد) حتى لا تضطر السلط المعنية الى اتخاذ قرار منع الشيشة في المقاهي على غرار ما حصل في مصر في الأيام الأخيرة. الغسل ثم الغسل في انتظار تعميم الكؤوس ذات الاستعمال الواحد واقتناع الحريف وصاحب المقهى بجدواها وبنجاعتها في التوقّي من داء الانفلونزا، تركزت حملة فريق المراقبة الصحية على الغسل الجيد للكؤوس البلورية وهي طريقة معروفة في كل المقاهي (3 أحواض مع استعمال الماء الساخن والجافال ومواد التنظيف).. ورغم أن تطبيقها يسير بشكل جيد في أغلب المقاهي إلا أن أعوان المراقبة وقفوا على مخالفة استعمال الجافال «الصّبّة» وهو مادة غير منصوح بها نظرا لمخاطرها الصحية عكس الجافال المعلّب الحامل لعلامة «م. ت» وهو الوحيد الواجب استعماله في محلات الأكلات العمومية والمقاهي، نظرا لقدرته الفائقة على القضاء على الجراثيم. ويقع تطبيق قواعد الغسل نفسها على صحون المرطبات وعلى «الشيشة»، وهو ما لم يحترمه أحد أصحاب المقاهي التي وقعت زيارتها حيث اتضح أن نسبة الجافال في ماء الغسيل قليلة ووعاء الجافال فارغ، فوقع تحرير انذار ضده اضافة الى انذار بسبب عدم ارتداء العامل على آلة عصر القهوة لمنديل عمل وبسبب تركيز حاوية فضلات من الحجم الكبير قرب آلة عصر القهوة.. تحسيس وتثقيف... «الردع وتحرير المحاضر والمخالفات هو آخر ما نلجأ له.. دورنا تحسيسي وتثقيفي للعاملين بالمقاهي لأن دورهم هام في الحماية من الخطر ولأنهم معنيون بدورهم بهذه المخاطر باعتبار تعاملهم المباشر مع المواطن..» هكذا ردت السيدة زينة بن شيخ العربي لدى سؤالها عن سبب عدم تحرير مخالفات عديدة ضد المقاهي، مضيفة «نحسّس المعنيين ثم نحاول مزيد تثقيفهم صحيا وننبّه عليهم شفويا، إلا في حالة مخالفة خطيرة، ثم نعود في زيارات قادمة لنتأكد من استجابتهم خاصة أن فيروس أنفلوانزا الخنازير مازال بصدد الانتشار على مدى الأشهر القادمة ولابد من وعي كل الأطراف بخطورة العدوى بدءا بأصحاب المقاهي والمطاعم ومرورا بالمواطن الحريف ووصولا الى مختلف هياكل المراقبة لأن كل واحد منا عرضة للعدوى في أية لحظة» على حدّ قول الدكتورة وسيلة ڤزارة.