«البلاستيكيّة والكرتونيّة» لتفادي المخاطر ... تونس الصباح أفاد السيد عمر الكبسي رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المقاهي أن هناك ما يربو عن 15 ألف مقهى موزعة في كافة أنحاء البلاد. وأشار إلى أن هذه المقاهي تستقبل يوميا ما يقارب 750 ألف حريف إذا ما قدرنا أن لامنها يرتادها أو تستقبل يوميا 50 حريفا فقط. وبناء على هذه المعطيات استنتج أيضا أن هذه المقاهي تستعمل ما يناهز مليونا و500 ألف من أنواع الكؤوس البلورية أو الفخارية يوميا في تقديم القهوة وكافة أنواع المشروبات لحرفائها. وأبرز أن هذه الكؤوس بأنواعها تبقى متداولة بين الناس والأفواه عديد المرات في اليوم. وأمام هذه المعطيات سألناه عن مدى سلامة هذه الكؤوس البلورية المستعملة داخل هذه المقاهي وعن مستوى نظافتها وما يمكن أن ينجر عنها من عدوى في نقل أنواع الأمراض، وخاصة في ظل انتشار فيروس انفلونزا الخنازير الذي يستفحل هذه الأيام وينتشر بشكل سريع وكبير في كافة أنحاء البلاد. هذا الواقع الجديد الذي اتسم بظاهرة انتشار فيروس انفلونزا الخنازير على وجه الخصوص أفاد السيد عمر الكبسي أنه طرح على القطاع وكافة أربابه والمشرفين عليه والعاملين فيه جملة من المخاوف والتساؤلات، وكان محل لقاءات للتفكير في أخذ تدابير حمائية داخله. وبين أن هذه التدابير شملت جملة من الأبعاد أولها المراقبة الدائمة للفضاءات، عبر أعوان حفظ الصحة، وتطوير أساليب النظافة باعتماد مواد معينة والتأكيد على استعمالها على وجه الخصوص. وأكد أن الحملة الوطنية المتصلة بفيروس انفلونزا الخنازير وما شملته من توعية واسعة قد انعكست بشكل محسوس على قطاع المقاهي مما جعل أنواع الخدمات تتطور وتتحسن يوما بعد يوم، وخاصة في مجال الاعتناء بكافة أنواع الأوعية المتداولة بين الناس وفي مقدمتها الكؤوس و«الفناجيل» التي تمثل الأدوات الأكثر تداولا بين الناس. كؤوس بلاستيكية لاستعمال واحد وسألنا رئيس غرفة المقاهي عن إمكانية استعمال كؤوس بلاستيكية تستعمل لفرد واحد ولمرة واحدة، ثم يقع التخلص منها داخل المقاهي، وذلك كإجراء وقائي لتفادي كل ما من شأنه أن يشكل احتمالا لنقل عدوى هذا الفيروس بين رواد المقاهي. فقال: " إن هذا الموضوع لم يطرح لحد الآن، ولم يقع التداول فيه أو إقراره رسميا بعد، لكنه لم ينف إمكانية اعتماده كأسلوب جيد لتفادي مخاطر هذا الفيروس." واستطرد في حديثه قائلا: "أستبعد اعتماد هذا الإجراء على الأقل في هذه المرحلة ، على اعتبار أنه سيمثل كلفة إضافية للحريف وصاحب المقهى في آن واحد. كما أنه سيكون عبئا آخر في مرحلة نقاوم فيها مظاهر تفشي الاستعمالات البلاستيكية التي تكاثرت وتعددت مشاربها في عدد من المجالات". وأكد أن هذا الإجراء لو كان عمليا بالفعل لما سبقتنا إليه عديد الدول الغربية المتقدمة التي تبقى الأوعية البلاستيكية في ربوعها واقتصادياتها أقل كلفة منا بكثير. وفي جانب آخر أفاد السيد عمر الكبسي أن طبيعة الكؤوس البلاستكية وحتى أنواعها الورقية لا تتلاءم مع المشروبات الساخنة لما يمكن أن يسبب لها من انحلال وتسريب مواد قد تكون خطرة على صحة الفرد. وتساءل في ختام حديثه قائلا: "بعد كل هذا هل يقبل الحريف بأن نقدم له قهوة في كأس بلاستيكية؟ فهذا الجانب في صورة التفكير فيه لابد أن يكون محل دراسة علمية وطبية نؤشر على سلامة هذه الكؤوس البلاستكية من حيث نوعيتها وسلامتها ومدى قابليتها لمواد الشرب الساخنة. ماذا يقول أصحاب المقاهي والعاملون فيها بخصوص هذا الموضوع؟ وبعيدا عن سلط الإشراف والمشرفين والمتابعين لقطاع المقاهي اتصلنا ببعض العاملين داخل المقاهي لنطرح عليهم سؤالنا بخصوص كافة الاحتياطات التي اتخذوها لتفادي انتشار الفيروس في فضاءاتهم، وخصوصا في ما تعلق بالكؤوس كأدوات متداولة بين أفواه الحرفاء. وفي هذا الجانب أفادنا صالح الماجري ( نادل)، أن الكؤوس والشيشة أدوات متداولة بين جميع الناس في المقاهي، وأن التعامل مع هذه الأدوات قد يسبب انتقال الفيروس، واكد أنه يقع العمل على نظافتها باستعمال الجافال، وكل مواد النظافة المتاحة، ولم ينف صالح أن العديد من رواد المقاهي باتوا يحتاطون حتى من الجلوس حول الطاولة قبل نظافتها بشكل دقيق. وأفاد منير الرزقي (يتولى عصر القهوة) أنه لابد من تطوير نشاط المقاهي وتحسين مجال الخدمات داخلها، خاصة في ظل ما يشار من انتشار لهذا الفيروس. وبين أن تطوير الخدمات يمكنه أن يتم كما أشرنا باعتماد الكؤوس البلاستيكية أو الورقية، واستطرد قائلا: ما ضر لو تحمل الحريف وصاحب المقهى معا سعر هذه الكأس وذلك بإضافة معلوم بسيط، لكنه يؤمن سلامة الفرد ويحميه من المخاطر؟ وفي مقهى آخر من ضواحي العاصمة وأحيائها الراقية قال منير عماري ( متصرف مقهى): "للحفاظ على حرفائي أنا مستعد لاستعمال الكؤوس البلاستيكية أو الكارتونية وتحمل عبء تكاليفها" . وأضاف إن القانون لا يسمح لنا باعتماد هذا النوع من الكؤوس خاصة في مجال توزيع المشروبات الساخنة، وأعتقد كذلك أن الموطن غير متعود عليها، لكن لا بأس من تطوير الخدمات بإيجاد صيغة للحفاظ على صحة الجميع، وسوف أبادر بذلك إذا ما اقتضى الأمر، وتم السماح لنا باستعمال هذا النوع من الكؤوس؟