كشفت مصادر في الرئاسة الفرنسية النقاب عن معلومات تفيد بأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جمع مستشاريه في قصر الإليزيه مع عدد من الخبراء والمختصين في الملف الايراني لبحث سيناريوهات توجيه ضربة عسكرية لإيران وحجم الردّ المتوقع من طهران مشيرة الى إحدى أخطر هذه السيناريوهات ان يقوم الايرانيون بإحراق آبار نفطية في دول الخليج.. وقالت المصادر ان مستشاري ساركوزي حددوا «سيناريوهات سوداء» في حال تنفيذ أية ضربة اسرائيلية ضد إيران يشير اولها الى ان إيران ستردّ بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي تنتقل عبره نسبة 30٪ من النفط في العالم وستؤدي هذه الخطوة فورا الى ارتفاع أسعار النفط واهتزاز الاقتصاد العالمي.. أزمة.. نفطية أما السيناريو الثاني فيتمثل في ان تقدم إيران على ضرب المصادر النفطية للدول الغربية التي تدعم ضرب إيران وهو ما سيفاقم من أزمة أسعار النفط وفي نفس الوقت يشعل حربا إقليمية متعددة الأطراف ولا يمكن لأحد توقع نهايتها ويرسم السيناريو الثالث، بحسب المصادر في قصر الاليزيه، صورة أكثر سوادا ويفيد بأن موجة تفجيرات ستندلع في قلب الدول الغربية التي حرّضت اسرائيل على ضرب إيران وخصوصا فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة. وقال مستشارون آخرون لساركوزي ان جبهة جنوب لبنان ستشعل من جديد مع احتمال اشتعال جبهة قطاع غزة أيضا واحتمال تحرّك الميليشيات الشيعية العراقية ضد القوات الأمريكية في كل مناطق نفوذ هذه الميليشيات. وفي هذا السياق قالت مصادر ديبلوماسية غربية ان ايران ستعتبر في حال استهدافها عسكريا ان الضربة ما كانت لتحصل لولا سماح الولاياتالمتحدة بعبور المقابلات الاسرائيلية لأجواء العراق بعد عبور الأردن وهو ما سيجعل نحو 130 ألف جندي أمريكي في المنطقة هدفا لهجمات إيران والموالين لها.. مخاوف.. «مبرّرة» واعتبر مراقبون ان هذه المخاوف هي ما يفسّر سعي واشنطن الى تأخير الضربة الاسرائيلية الى ما بعد انسحاب آخر جندي أمريكي من العراق وهو ما تعتبره اسرائيل «انتظارا قاتلا» لأن هناك معلومات استخبارية غربية تشير الى ان إيران لم يعد يلزمها سوى 6 أشهر لامتلاك كمية اليورانيوم اللازمة لصنع القنبلة النووية وبعد ذلك سيكون الايرانيون بحاجة الى عام واحد فقط لإنجاز القنبلة وسيكون الحديث بعد ذلك عن ضربة لإيران «ضربا من الجنون». وفي هذا السياق قال مصدر ديبلوماسي غربي ان اسرائيل لن تكتفي في حال توجيه ضربة لإيران بقصف المواقع النووية ولكنها ستقصف المصافي النفطية ايضا بهدف شلّ اقتصادها ومنع تمويل اي ردّ عسكري من جانبها. وأضاف المصدر ذاته ان إيران التي أطلقت مؤخرا قمرا صناعيا للاتصالات تراهن على قدرتها بفضل هذا القمر على ضرب اسرائيل مباشرة لأن صواريخ حزب الله لن تكون وحدها كافية لإنهاك الاسرائيليين..