قبل العيد زرت اسبانيا لأيام قليلة لحضور تقديم كتاب عن الصحراء التونسية، الصدفة وحدها جعلتني أنتبه الى سلسلة تلفزية تبثّها القناة الأولى للتلفزيون الاسباني عن افغانستان من خلال قصّة حب تجمع بين شاب افغاني اسمه «رشيد» يعمل في اسبانيا وشابة اسبانية تجمع بينهما قصّة حب عاصفة كللت بالزواج ويقرّر الزوج الافغاني زيارة عائلته في نواحي كابول رفقة زوجته الاسبانية وهناك يصطدمون بارهاب طالبان التي كانت تحكم افغانستان فنشاهد صورا من القمع ومن الارهاب الموجّه للأجانب وللنساء اللاتي لا يرتدين النقاب وتمضي السلسلة في تصوير بؤس الحياة اليومية تحت سلطة طالبان. الذي شدّني في هذه السلسلة وآلمني هو أن طالبان في هذا العمل التلفزي أصبحوا مجموعة ارهابية عربية تتحدّث بلغة عربية فصيحة! نعم هكذا اختلط الأمر على القناة الاولى الاسبانية المنتجة لهذا العمل بين العرب والأفغان ولا أعتقد أن هذا الخلط وجد صدفة بل أن هناك مجموعات نفوذ وضغط في الانتاج التلفزيوني والسينمائي في أوروبا تتعمّد دائما ايجاد صلة بين العرب والارهاب فكل من كان ارهابيا فهو عربي حتى وإن كان من قومية أخرى لا صلة لها بالعالم العربي بل في أحيان كثيرة هناك قوميات لها حقد تاريخي على العرب ومع ذلك يصوّرها الاعلام الغربي على أنها عربية أيضا! إن هذه السلسلة واحدة من عشرات الاعمال التي تنتج في أوروبا من أجل اقناع الرأي العام الاوروبي بمعاناة «حمامة السلام» اسرائيل التي تهدّدها الفاشية العربية وتحرمها من الاطمئنان ولابد من جمع التأييد الشعبي ضد العرب لتبرير إبادتهم في فلسطين والعراق طالما انهم شعب يقتل النساء والأطفال ويصادر الحريات الفردية ويهدر حقوق الانسان!! هكذا يروّج للصورة العربية وهكذا تعمل الموساد وأنصارها على ترويج مشروع «حمامة السلام» في محيط عربي متعطّش للدّم! أما الاثرياء العرب من مالكي الفضائيات فيكفيهم انتاج الكليبات وصناعة مطربات الدرجة العاشرة وتحويل الفضائيات العربية الى دكاكين لترويج العنف والقتل ومصادرة العقل باسم الاسلام او لملاهي العشر نجوم!