تتقدّم عملية جني الزيتون بصفة محتشمة ويخشى المنتجون من التراجع النسبي للأسعار وتدخل الوسطاء و«القشارة» للتحكّم في الموسم خاصة في ظل غياب ديوان الزيت والسؤال هل تنعكس هذه الوضعية سلبا على سوق الاستهلاك فترتفع أسعار زيت الزيتون هذه السنة؟ للتعرّف على مدى تقدم الموسم الحالي تحدثت «الشروق» الى السيد محمد نصراوي كاتب عام الجامعة الوطنية لمنتجي الزيتون بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري. فأفاد: «نعتبر أنها بداية محتشمة جدا للموسم حيث تسير عملية الجني ببطء شديد رغم أن العكس هو الصحيح للحفاظ على جودة المنتوج من جهة ولتمكين شجرة الزيتون من الراحة الكافية لضمان إنتاج وفير خلال الموسم المقبل» وأضاف أن نسبة استخراج الزيت من الزيتون أيضا ضعيفة باعتبار أننا في بداية الموسم. وبخصوص الأسعار المتداولة قال: «كانت الأسعار قبل عيد الاضحى نسبيا مقبولة في حدود 620 مي للكلغ مقارنة ب700 مي خلال السنة الماضية ولكن لاحظنا تراجعا طفيفا خلال هذه الفترة رغم أننا كنا نفترض العكس». وأوضح أن هذه الوضعية دفعت بعض المنتجين الى التوقف عن الجني لأنه يخشى تراجع الأسعار وتحكّم السماسرة والقشارة في السوق خاصة وأن ديوان الزيت لم يتدخل الى حد الآن لشراء بعض الكميات وبالتالي التعرّف على أسعار القبول المعمول بها لأن الديوان دائما هو المرجع وهو المعدل للسوق. وذكر أنه يوجد حاليا بعض الخوف في صفوف المنتجين على وضعية موسم الزيتون وندعو الى أن يتدخل ديوان الزيت مع بداية الموسم للتعرف على الأسعار الحقيقية عوض التدخل مع نهاية الموسم كما هو الشأن في السنة الماضية. عدة عوامل ولأن جهة صفاقس هي أكبر منتج للزيتون في الجمهورية التونسية أردنا التعرف على أوضاع الموسم من خلال الحديث الى أحد المنتجين وعضو بالجامعة الوطنية لمنتجي الزيتون وهو السيد كمال العدواني فأفاد بأن بداية الموسم محتشمة بجهة صفاقس لعدة عوامل أهمها أن الصابة ضعيفة هذا الموسم مقارنة بالسنة الماضية نتيجة العوامل المناخية وتأخر نزول الأمطار، إضافة الى أن أصحاب المعاصر يعانون بعض الاشكاليات مع البنوك فانجرّ عنه ضعف إمكانيات القبول. وأشار الى أن الاحتفال بعيد الاضحى أيضا خفّف من نسبة الجني باعتبار أن الجهة تعتمد على الجني العائلي بنسبة 80٪ وتنتظر عطلة الشتاء، لمساهمة التلامذة والطلبة في العملية. وذكر أن الأسعار منخفضة نسبيا وتقديرات الموسم أقل من السنة الماضية (في حدود 120 ألف طن). وختم بأن غياب ديوان الزيت عن القطاع منذ بداية الموسم خلف عديد الاشكاليات. واستبعد أن تتأثر أسعار الاستهلاك بنقص الانتاج وتدخل «السمسارة» لأن الأسعار المحلية مرتبطة بالأسعار العالمية لأكبر الدول المنتجة وهي حاليا لم تختلف عن أسعار السنة الماضية بين 4200 و4500 مي للكلغ.