منعرج مهم شهدته قضية مقتل الصديق في شاطئ الأحوار بمنطقة رأس الجبل من ولاية بنزرت فبعد الحكم لصديقيه (المتهمان الرئيسيان في القضية) بعدم سماع الدعوى ابتدائيا قلبت هيئة الاستئناف الجنائي ببنزرت مؤخرا الوضع رأسا على عقب عندما نقضت الحكم الصادر وقضت بثبوت ادانة الشابين والحكم عليهما على التوالي بثلاثين سنة سجنا اضافة الى الحكم على فتاة (في حالة فرار) غيابيا بعقوبة السجن مدة 10 سنوات للمشاركة. وتشير وقائع القضية انه بتاريخ 22/7/2005 عثر في شاطئ دافه زاوية المقايز بالهوارية على جثة شاب في كيس أبيض وقد كشف التشريح الطبي أن الوفاة نتجت عن الخنق. كما أوضح وجود العديد من الجروح والكدمات على جثة الهالك في الرأس والبطن ... وبعد التنسيق مع فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني ببنزرت أمكن لاحدى الأمهات من منطقة رأس الجبل (بتاريخ ديسمبر2005) التعرف على جثة الشاب لتدرك بواسطة «الوشم» المخطوط بانحاء من جسده انه ابنها المفقود منذ صبيحة 3-6-2005. اختفاء وحيرة وحسب المعطيات التي أمكن الحصول عليها فان سيدة مسنة كانت قد فقدت فجأة ابنها الشاب منذ الساعة العاشرة صباحا من اليوم المذكور وانقطعت أخباره ولم تعد تعلم مصيره. وقد توجهت مع أحد أبنائها الى منزل في شاطئ الأحوار حيث اعتاد ابنها قضاء بعض الوقت وذلك بتاريخ 14/8/2005 فوجدت الدماء تعم ارضيته. وباستدعاء فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني بالمنطقة تم أخذ عينة من الدماء فأثبتت التحاليل المجراة أنها للشاب المفقود. وجهت والدة الشاب القتيل اتهامها الى أحد الشبان بدعوى أنه اقرب الاصدقاء لابنها وبانطلاق الأبحاث والتحقيقات أكدت احدى الشاهدات انها التقت الهالك يوم الواقعة ورافقته على متن دراجة نارية الى احد الشواطئ أين احتسيا من الصباح الى المساء كميات من الخمر لكن في الأثناء قدم شابان وفتاة (اخرى) طالبين من الهالك السماح لهم باتمام شرب الخمر والسهر كالعادة في المنزل الواقع على شاطئ الأحوار... وأضافت الشاهدة أن أحد الشابين طلب منها أثناء السهرة مرافقته الى احدى الغرف لتمكنه من نفسها وعندما رفضت شرع في تعنيفها. أبحرا بالجثة وقد تدخل الهالك لنصرتها لكن الشاب المذكور طعنه بسكين بعد أن نجح الشاب الآخر في شد وثاقه .. وحسب ما جاء في هذه الرواية فان الفتاة (الشاهدة) تمكنت من الفرار الى احدى الغابات أين واصلت متابعة المشاهدة فلمحت الشابين يلفان جثة القتيل في سجاد ثم أخفياها في كيس بلاستيكي وقاما فيما بعد بالابحار بها خلسة في حدود الساعة الواحدة والنصف ليلا الى وجهة غير معلومة ... وبايقاف الشابين المظنون فيهما أنكرا ما نسب اليهما وتمسكا بالبراءة. فيما بقيت مرافقتهما في حالة فرار. وأثناء الطور الابتدائي للمحاكمة حضر الشابان في حالة ايقاف. وأعادا اقوالهما المسجلة عليهما سابقا. نقض الحكم بتاريخ مارس 2009 ببراءتهما من تهمة قتل نفس بشرية عمدا واخفاء ما يثبت الجريمة قبل وضع يد السلطة عليه وذلك لعدم كفاية أدلة ادانة في حقهما لا سيما بعد تمسك لسان دفاعهما أن الوفاة وفقا للتشخيص الطبي ناجمة عن «الخنق» اضافة الى وصف محامي المتهمين الشهادة الرئيسية بالتضارب. وباستئناف الحكم من قبل النيابة العمومية تمسك الشابان اللذان كانا في حالة ايقاف بالانكار وبطلب البراءة. بعد المداولة والمفاوضة قررت هيئة المحاكمة نقض الحكم الابتدائي والقضاء مجددا بثبوت ادانة الشابين والفتاة من جديد وحكمت على الشابين بالسجن مدة 30 سنة لكل واحد وسجن الفتاة (غيابيا) مدة 10 أعوام.