ضربت أمس المقاومة العراقية تجمعا لقوات الاحتلال في بغداد مما أسفر عن اصابة 14 جنديا أمريكيا على الأقل وهو ما يؤكد أن الأمريكيين باتوا في وضع صعب جدا سواء داخل المدن أو خارجها باعتبار قدرة المقاومة على استهداف القواعد والتحصينات العسكرية في أي مكان وفي أي توقيت... وبينما تشتد ضراوة المقاومة المسلحة يحاول الأمريكيون اضعاف هذه المقاومة بشتى الوسائل بما في ذلك اللجوء الى «الرشاوى» لاثناء الشباب العراقي عن حمل السلاح. وغداة قصف استهدف مقري وزراتين وسط بغداد قصف أمس رجال المقاومة العراقية تجمعا للقوات الأمريكية على مقربة من المنطقة الخضراء التي تضم المقر العام لقوات الاحتلال وسفارتي الولاياتالمتحدة وبريطانيا ومقر الحكومة العراقية المعينة. ضربات في الصميم واعترف جيش الاحتلال الأمريكي باصابة 14 من جنوده في هذا القصف الذي استخدمت فيه مدفعية الهاون وتكتم الجيش الأمريكي على طبيعة الاصابات التي وقعت في صفوفه والتي قد تكون أفدح مما ورد في بيانه العسكري الصادر ببغداد. وأصاب القصف بالتأكيد تجمعا للقوات الأمريكية وهو ما يفسر اصابة هذا العدد الكبير من الجنود ويرجح أيضا أن بعض القذائف على الأقل قد سقطت داخل ما يعرف بالمنطقة الخضراء. وبعد الهجوم الذي أسفر كذلك عن مقتل وجرح عراقيين اثنين أحدهما عامل تنظيف كان متواجدا في قطاع قريب من السفارة الايرانية (في منطقة الكرخ على الضفة الغربية لنهر دجلة)، حلقت المروحيات الأمريكية على علو منخفض فوق المنطقة التي وقع فيها القصف. وانتشرت في الموقع أيضا قوات أمريكية ووحدات من الأجهزة الأمنية العراقية. والى الجنوب من بغداد كان مسلحون قد أطلقوا أول أمس النار على الطبيب قاسم العبادي مساعد مدير مستشفى قضاء المحمودية مما أسفر عن مقتله على الفور وفق ما قاله أمس مصدر مسؤول في وزارة الصحة العراقية. وفي منطقة بعقوبة شمال شرقي بغداد انفجرت أمس عبوة ناسفة كانت تستهدف قافلة أمريكية. وأدى الانفجار الى اصابة سائق شاحنة عراقي. وقالت الشرطة المحلية أن عراقيا قتل حين انفجرت السيارة المفخخة التي كان يقودها لدى محاولته مهاجمة حاجز أمريكي. وزعم الجيش الأمريكي أن الهجوم لم يوقع اصابات في صفوفه. الرشاوى لمواجهة المقاومة ويعتمد الأمريكيون مختلف الوسائل لاختراق المقاومة واضعافها للتمكن بعد ذلك من القضاء على خطرها ومن تلك الوسائل المعتمدة «الرشاوى المالية» المقدمة للشباب العراقي في معاقل المقاومة في شكل «مساعدات» ويقوم القادة العسكريون الأمريكيون في المحافظات الساخنة مثل الأنبار غربا وصلاح الدين ونينوي شمالا بتوزيع عشرات الآلاف من الدولارات في محاولة لكسب ود الشبان على وجه الخصوص في محاولة لاثنائهم عن الالتحاق بصفوف المقاومين وكانت صحيفة واشنطن بوست قد أوردت في وقت سابق أن القادة العسكريين الأمريكيين يتسلمون شهريا مبالغ تتراوح بين 50 و100 ألف دينار لانفاقها في مشاريع و»خدمات» للسكان في اطار برنامج يسميه الجيش الأمريكي «استجابة القادة للطوارىء». ويقول القادة الميدانيون الأمريكيون إن المال يعد سلاحا مهما يمكن بواسطته اغراء الشبان العراقيين العاطلين عن العمل وأغلبهم من عناصر الجيش السابق وكذلك من أعضاء حزب البعث الممنوعين (في المرحلة الراهنة على الأقل) من العودة الى وظائفهم. وبات هؤلاء العسكريون السابقون وأعضاء حزب البعث يشكلون ركيزة هامة من ركائز المقاومة المسلحة. ونقل ضابط كبير في فرقة المشاة الأولى عن عراقيين قولهم ان قياديين ميدانيين من المقاومين يعرضون دولار على من يطلق قذائف هاون على قوات الاحتلال أو يزرع عبوة ناسفة على جانب الطريق. وقال قائد فرقة المشاة الأولى الجنرال جون بابتيست أن فرقته المنتشرة في محيط بغداد تسعى الى استمالة الشباب العراقي مضيفا أنه يعلق آمالا كبيرة على الاغراءات المالية لتقليص هجمات المقاومة. ويزعم قادة عسكريون أمريكيون أن المنخرطين في المقاومة يواجهون الاحتلال بدافع الحاجة الى المال، لكن مثل هذا الادعاء يناقض الواقع تماما باعتبار أن الأغلبية الساحقة من المقاومين العراقيين تحمل السلاح لاعتبارات تنحصر في الوازعين الوطني والديني.