سارع كبار المسؤولين الأمريكيين إلى التقليل من أهمية موعد بدء انسحاب قواتهم من أفغانستان الذي حدده أوباما ب18 شهرا مؤكدين أن الأمر سيستغرق أكثر من ذلك بكثير فيما دعا الرئيس الأفغاني واشنطن إلى التعجيل بمساعدته في فتح حوار مع زعيم «طالبان» الملاعمر. وأعلن المسؤولون الأمريكيون أن استراتيجية أوباما لا تعني انسحابا فعليا وأن الموعد الذي حدده ليس «موعدا نهائيا جامدا» بل يعني أن ما قاله الرئيس الأمريكي في خطابه في كلية بوينت العسكرية مطلع الشهر الجاري قد يعني فقط مغادرة مجموعة صغيرة من القوات الأمريكيةلأفغانستان مع حلول جويلية 2011. رسالة إلى الأفغان وفي هذا الإطار قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أن الموعد هو رسالة موجهة إلى كابول بشأن ضرورة التعجيل بعملية إنشاء جيشها للدفاع عن البلاد. وأضاف غيتس «إن عددا قليلا أو أي عدد تسمح به الظروف سيبدأ بالانسحاب في ذلك الوقت» مؤكدا «نحن لا نتحدث عن انسحاب مفاجئ.. إننا نتحدث عن شيء من شأنه أن يكون بعناية ويجري على مدى فترة من الزمن»؟ وأشار وزير الدفاع الأمريكي إلى أن الانسحاب سيبدأ في جويلية 2011 وأنه قد يستمر إلى أكثر من أربعة سنوات. وتناغمت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع غيتس في هذا الموقف بقولها «نحن لا نتحدث عن استراتيجية للخروج أو عن موعد نهائي جامد إننا نتحدث عن تقييم يفيد بأن بمقدورنا بدء عملية انتقالية كتسليم المسؤولية إلى القوات الأفغانية. استراتيجية قرضاي وفيما قامت استراتيجية الرئيس أوباما على زيادة عدد القوات في أفغانستان دعا الرئيس الأفغاني حاميد قرضاي أمس واشنطن إلى فتح حوار مع زعيم «طالبان» الملاعمر مؤكدا أنه لن يستطيع وحده التفاوض معه. وطالب الرئيس الأفغاني الدول الغربية بدعمه في مسعاه إلى التفاوض مع زعيم «طالبان» لإحلال السلام في أفغانستان. وأضاف قرضاي في تصريح صحفي أمس أنه في الوقت الذي نكافح فيه الإرهاب علينا أيضا أن نتفاوض وأن نجد حلولا سلمية مشددا على أن المجتمع الدولي يجب أن «يفهم» المشكلة المتعلقة بزعيم حركة «طالبان». وحول شروطه للتفاوض قال «أريد التفاوض معه بشرط أن ينبذ العنف وأن يقطع جميع صلاته مع تنظيم (القاعدة) والشبكات الإرهابية وأيضا وخصوصا إذا دعمتنا الولاياتالمتحدة وباقي الحلفاء في هذا الأمر ورأوا أنه ضروري». ومن جانبها أعلنت كلينتون أن هناك إمكانية للحوار مع الحركة موضحة أن جزءا من استراتيجية أفغانستان هو إقناع «مستويات دنيا» من حركة «طالبان» بالتخلي عن الحرب وأن الولايا المتحدة مستعدة لمحادثات رفيعة المستوى مع قادة الحركة «لكنها متشككة في حدوث ذلك»؟