ما الذي يجمع بين البرازيلي سوني أندرسون واللاعب السابق للنادي الافريقي خالد السعيدي، لا شيء سوى أن روماريو وبيبليو حالا دون نجاح أندرسون في نحت مسيرة كروية استثنائية والأمر نفسه حصل مع خالد السعيدي حيث حال أحد اللاعبين في صلب الافريقي دون ظفره بمسيرة استثنائية هذا الى جانب سوء الحظ. خالد السعيدي كان من المفترض أن يكون خليفة الفتى الذهبي لكرة القدم التونسية طارق ذياب بل إن رابح ماجر نفسه أشاد بمواهبه وقد ذاق السعيدي حلاوة اللعب مع الكبار وتحت الأضواء وحصد الألقاب وفي مقدمتها رباعية تاريخية بقيادة بلاتشي 19911992 وبطولتين محليتين أخريين موسم 19891990 بقيادة البنزرتي وموسم 19951996 بقيادة سيرافان. «الشروق» حاورت خالد السعيدي مرافق أكابر النادي الافريقي منذ جوان الماضي وكان هناك الكثير للحديث عنه مع السعيدي: بداية المشوار يتحدث خالد السعيدي عن بداياته الاولى في عالم كرة القدم قائلا: «ترعرعت في حي شعبي وتحديدا بالوردية عاشقا مثل جميع أترابي آنذاك لكرة القدم يراودني حلم واحد وهو الانضمام الى النادي الافريقي، حلم رأى النور عام 1980 ومررت بجميع الأصناف الى أن التحقت بصنف الأكابر في سن 17 عاما، وقد لعبت جنبا الى جنب مع أحد أفضل الهدافين في تاريخ كرة القدم التونسية الهادي البياري خلال الفترة الأخيرة التي قضاها مع النادي الافريقي قبل اعتزاله وأيضا عدة لاعبين آخرين مثل بسام المهري وعبد ا& الهمامي... وغيرهم». البنزرتي أفضل مدرب عرفته في حياتي يذكر خالد السعيدي ثلة من المدربين الذين صقلوا موهبته وعن ذلك يقول: «بالنسبة للمدربين فإنني أذكر بالخصوص كلاّ من عمر العمري وكمال القلصي وتوفيق القليبي ويوسف وبلاتشي... لكن يبقى المدرب فوزي البنزرتي أفضل مدرب عرفته في حياتي الكروية حيث قادنا الى الفوز بالبطولة خلال موسم 19891990 بطريقة دراماتيكية اذ كان فريقنا متخلفا عن الترجي الرياضي التونسي ب13 نقطة بالتمام والكمال ومع ذلك فقد تداركنا الأمر وعدنا من بعيد وتساوى الفريقان في عدد النقاط (83 مقابل 83) وتوج النادي الافريقي بالبطولة بطرفة أغرب من الخيال وقد ضمت تشكيلة فريقنا آنذاك العديد من الأسماء على غرار الطياش والرويسي والبرقاوي والعمدوني والمحايصي والنصري... وغيرهم ولذلك فإن بإمكاننا اليوم العودة في سباق البطولة حيث لا يفصلنا عن الترجي سوى أربع نقاط». أفضل تشكيلة في تاريخ الافريقي يؤكد خالد السعيدي أن التشكيلة الأفضل في تاريخ النادي الافريقي ليست سوى تلك التي فازت بالرباعية: «إنها التشكيلة الأفضل حسب اعتقادي فقد ضمت أسماء بارزة على غرار الرويسي والنصري ومغاريا والتواتي... والتي قادها باقتدار المدرب بلاتشي وفازت برباعية تاريخية وأمام المجموعة المتوفرة بحوزة الفريق في الوقت الراهن فهي تعد من أفضل ما هو موجود على الساحة الكروية المحلية ويقودها مدرب كفء ويقوم بعمل جبار داخل الفريق ولكن بعض الأطراف تحاول بين الحين والآخر تعكير الأجواء ونقولها صراحة ان النادي الافريقي بات مستهدفا خلال الفترة الماضية وقد تعمد بعضهم خلق الإشاعات المغرضة لإحداث البلبلة داخل الفريق». مع الافريقي 24/24 تسلم خالد السعيدي خطة المرافق منذ جوان 2009 وعن هذه المهمة يتحدث خالد السعيدي: «قمت بتلبية نداء الواجب تجاه فريقي وذلك بمجرد أن اتصل بي السيد كمال إيدير وأيضا بعد موافقة السيد حمادي بوصبيع الأب الروحي للنادي الافريقي والذي حبا كل أ بناء الفريق بعطفه وكرمه واعترف شخصيا بأنه من قام بمساعدتي على تأمين عمل في وقت من الأوقات... وتتطلب خطة المرافق التفرغ الكلي للفريق وفهم نفسيات وظروف وحاجات اللاعبين خاصة في ظل التفاوت في الأعمار... وأنا بمثابة العين الراصدة لكل ما يجري داخل الفريق وأقوم أيضا بحل كل المشكلات التي تعترض اللاعبين سواء الشخصية منها أو المتعلقة بالأجواء داخل المجموعة... وأريد أن أشير الى أننا قمنا بفرض الانضباط التام داخل المجموعة على عكس ما يحاول البعض ترويجه. يكفيني فخرا شهادة طارق ذياب «لقد سبق للاعب المميز طارق ذياب أن صرّح بأنني سأكون خليفته بعد اعتزاله خاصة وأننا نشترك في اللعب بالساق السرى وهو أمر يدل على ما يتمتع به طارق ذياب من رفعة أخلاق وخاصة الموضوعية التي يتحلى بها فعلا انه لاعب متكامل ومميز لعبا وأخلاقا، وهنالك شهادات أخرى أعتز بها أيضا وهي تلك التي صدرت عن اللاعب الجزائري الممتاز رابح ماجر وأيضا تلقيت شهادة لا تقل عنها أهمية من مدرب بي.آس.جي الفرنسي إيفيس». وفاء أبدي للنادي الافريقي «كنت على وشك الانضمام الى البطولة الهولندية عام 1990 وتحولت الى هولندا وقمت باختبارات كللت بالنجاح ولكنني لم أستطع صبرا لذلك سرعان ما عدت أدراجي وواصلت مسيرتي مع الفريق الذي أعشقه ولم أعرف غيره منذ طفولتي». لطفي الرويسي أكثر من شقيق من المعروف أن خالد السعيدي ولطفي الرويسي كانا يتنافسان على المركز نفسه داخل الفريق وعن ذلك يقول خالد السعيدي: «كانت منافسة شريفة ثم أذكر أننا لعبنا في بعض المقابلات جنبا الى جنب ونحن نقطن الحي نفسه وتجمعنا الى حدّ اللحظة علاقة ممتازة». ذكرى خالدة «أذكر ذلك اليوم الذي سجلت فيه هدفا ممتازا ضد المستقبل الرياضي بالمرسى في الزاوية 90 إنه هدف بقي راسخا في ذهني الى اليوم». ... وأخرى سيئة... «أما الذكريات السيئة فهي دون شك خسارة الفريق للكأس العربية ضد الاتفاق السعودي وأيضا انهزامنا في نهائي الكأس ضد الأولمبي للنقل عام 1988». الموزمبيق والنكسة «إن انسحاب منتخبنا ضد فريق متواضع مثل الموزمبيق يعد نكسة حقيقية لكل الشعب التونسي وقد شاهدت يوم 14 نوفمبر حوالي عشرين منتخبا وكان منتخبنا الأسوأ على الإطلاق... وأعتقد أنه قد حان الوقت ليأخذ المدرب التونسي فرصته في صلب المنتخب الوطني ولا يوجد أفضل من فوزي البنزرتي لهذه المهمة لعلنا نتدارك خيبة الانسحاب». خالد الإنسان «أنا حاليا متزوج وقد رزقت ثلاثة أبناء: آية (10 سنوات) ومحمد سليم (8 سنوات) وينشط حاليا بالنادي الافريقي ويلعب أيضا بالساق اليسرى، وإيمان (5 سنوات).