شكل اعادة افتتاح الفضاء الثقافي «الوكالة» مساء الجمعة 4 ديسمبر الحدث لدى النخبة المثقفة بولاية سوسة، وهو أول فضاء ثقافي الوحيد بولاية سوسة، اعيدت ولادته بعد عشر سنوات من الاحتضان أسسته الوجه الثقافي النشيط نجاة عياد بالتعاون مع زوجها المنتج السينمائي نجيب عياد كان ذلك في نص يوم اعادة افتتاحه أي 4 ديسمبر 1999 واغلق في تلك الفترة بسبب معاناة الصراع بين معادلة الجانب التجاري والجانب الثقافي. باصرار أكثر شدة أعادت هذه السيدة المحيطة بعائلة ثقافية الروح .. لفضاء تتعطش اليه مدينة سوسة ومثقفوها والذين هبوا بأعداد مكثفة مساء الجمعة سواء من مسرحيين شعراء، فنانين تشكيليين وسينمائيين للاطلاع على أروقة هذا الفضاء التي توزعت الى ما هو خاص بالفن التشكيلي وآخر كمكتبة الكترونية الى جانب قاعتين متعددتي الاختصاصات أين يجد المثقف مجالا للفرجة المسرحية أو الموسيقية وكذلك لقاءات، ما خلال برمجة لأمسيات ثقافية مختلفة. كما تم تركيز مشرب ومطعم في انتظار اثراء الفضاء بمجموعة قيمة من الكتب والمجلات والاصدارات الجديدة لمختلف الأدباء والشعراء. بين التجارة والثقافة! حول اعادة فتح هذا الفضاء والاستراتيجية الثقافية التي يتضمنها والمعادلة بين الجانب التجاري والجانب الثقافي كان للشروق لقاء مع السيدة نجاة عياد التي اكدت ان مثل هذه الفضاءات الى جانب شرط الشغف الثقافي لا بد من سند مالي واضافت قائلة : «لقد درست جوانب اعادة بعث هذا المشروع من كل الزوايا بأكثر واقعية هذه المرة حيث تيسرت لي بعض الظروف المادية التي ستمكّنني من مجابهة العراقيل من هذا النوع حيث في سنة 1999 كنت مخصصة 30% للجانب الثقافي و 70% للجانب التجاري ولكن الآن وبعد دراسة دقيقة استعنت فيها بالعديد حرصت على قلب المعادلة بإيلاء الجانب الثقافي 70% والجانب التجاري 30% فقط لأن غايتي الأولى والأخيرة هي ثقافية ولو كنت أبحث في الجانب التجاري لتوجهت بمثل هذا رأس المال الضخم الى مجال آخر بعيدا عن الثقافة، ولكن منذ أن تفرغت من ادارة التظاهرات الثقافية أردت ان افعل اشياء لم يكن لي المجال لتفعيلها عندما كنت أتقلد تلك المسؤوليات فحرصت على بعث هذا الفضاء ليكون حقلا لكل مبدع محترف كان أم هاويا ولكن بعيدا عن الحلم والخيال الجاف فهو فضاء لتفعيل الأحلام ضمن استرتيجية منظمة ستهتم بمختلف الفنون وايضا بالأدب والشعر، الى جانب الورشات والكفاءات الفنية والفكرية وربط الصلة بين مختلف الفاعلين في القطاع الثقافي دون تهميش الشباب والذين سنعمل على استقطابهم بتنويع الفقرات المبرمجة في هذا الفضاء الذي يبقى في حاجة الى دعم من وزارة الثقافة وبه يمكن لنا التفعيل الحقيقي لاهدافنا ونحن نتفاءل خيرا في ظل التشريعات الرئاسية المحمودة التي تحفّز الخواص ... للاستثمار في القطاع الثقافي من أجل اثراء المشهد الثقافي التونسي عموما». تفاؤل المثقفين كان للشروق أيضا لقاءات مع بعض الوجوه الثقافية التي كانت حاضرة في حفل الافتتاح وحاولنا تعرف انتظاراتهم وانطباعاتهم حول هذا الفضاء الثقافي وكانت الردود كالآتي : - الاستاذ ظافر الخطيب مختص في علوم وتقنيات الفنون.. «اعتبر بعث هذا الفضاء ليس مراهنة في اعتقادي بقدر ما هو مقامرة في ظل طغيان العقلية التجارية لدى العديد الذين لا يجازفون بالمشاريع الثقافية واعتقد ان هذا الفضاء هو بادرة جد طيبة ستقرب المبدعين وستحفز على الابداع وستثري المشهد الثقافي بالجهة. سمير شوشان رسام : «الفضاء» هو دعم للثقافة وللمبدع واعتبره فرصة لترسيخ الفعل الثقافي واضفاء ديناميكية ثقافية في الجهة ونرجو أن يدعو الجانب التكويني بخلق ورشات ويخلق فرصا للتعاون الابداعي وان لا يجيد عن دوره ولا يسقط في متاهة الربح المالي بكل الطرق كما أرجو ان يلم شمل الفنانين والمثقفين بجهة سوسة ويثري مختلف التجارب ويقرب الثقافة من الشباب ويرغبهم في الفعل الثقافي».