تفاعلات عديدة صدرت على إثر ما قاله الملاكم عصام البرهومي وزميلته احلام قريسات على أعمدة «الشروق» عندما اتهما الجامعة بالتقصير في حقهما وأنها قامت بتهميشهما وهضمت حقهما وكشفا عن معاملات تعرضا لها من قبل جامعة الوشو كونغ فو، وصفت «بالمخجلة» حينها. «الشروق» وفي إطار سعيها لكشف الحقيقة لقرائها استضافت السيد محمد عادل زهرة نائب رئيس الجامعة التونسية للوشو كونغ فو للحديث عن هذا الاشكال الذي مسّ كثيرا من مصداقية الجامعة وجعلنا نراجع بعض القناعات عندما نتحدث عن الاستثمار في الرياضة. عصام البرهومي وأحلام قريسات تحدثا عن معاناة صعبة في التدريبات وأنهما كانا يتدربان على حسابهما الخاص مما اثر في النتائج المحققة في بطولة العالم للوشو كونغ فو في كندا (مع العلم ان كلا من عصام وأحلام تحصلا على ميدالية فضية في تلك البطولة) لكنهما صرّحا انه كان في إمكانهما الحصول على الميدالية الذهبية لولا سوء المعاملة والظروف غير المناسبة وغياب الحوافز. عن كل هذه المشاكل أجابنا عادل زهرة قائلا: «كل ما قاله عصام البرهومي وأحلام قريسات هو افتراء وسببه ان هناك بعض الاطراف والأيادي الخفية تحرّك هذا الثنائي لغايات خاصة، فبالنسبة للتمارين وغياب المدرب نقول ان عصام البرهومي الذي طعن في كفاءة المدرب فيصل بوقصيعة الذي تولى تدريبه قبل بطولة العالم هو الذي طلب تعيين هذا المدرب، في الوقت الذي كان فيه المدرب الاول المعين من قبل الجامعة صابر اللوزي يدرّب بقية عناصر المنتخب في صفاقس، وهنا أضيف ان عصام البرهومي قد اختلق هذه التعلاّت لأنه كان قادرا على تجهيز نفسه بنفسه ولا يحتاج الى أي مدرب. وأضاف السيد عادل زهرة: «على عكس ما قاله البرهومي فقد قمنا بتجهيز بطولة العالم على المدى الطويل وطلبنا من الملاكم المشاركة في تربص في المغرب استعدادا لهذه التظاهرة فرفض كما رفض المشاركة في البطولة العربية في لبنان ورفض ايضا تربصا كان مبرمجا في الصين، وبالتالي فوّت على نفسه فرصة تجهيز نفسه بالشكل المطلوب للبطولة وكل هذا كان بطلب منه ولا أظن ان الجامعة كانت قادرة على ان تفعل له أكثر من ذلك بالنظر الى محدودية امكاناتنا المادية. وأضاف محدثنا: «هذا الملاكم اتهم الجامعة بالتقصير في توفير العناية الطبية له وهذا ايضا افتراء، وهنا أريد أن أوضّح ان عصام أصيب في أغلب المرات خارج إطار المنافسات التي ترعاها الجامعة وفي فضاءات أخرى وهنا كان عليه ان يتكفل بنفسه بالعلاج لكننا وفّرنا كل الظروف والعناية وقمنا بعلاجه في مركز الطب الرياضي وكذلك لدى أطباء مختصين وتحمّلنا مصاريف ذلك وقد قدّمنا لكم الشهائد الطبية وفاتورات المصاريف التي تدعم صحة كلامنا. نتصرف في حدود امكاناتنا أشعرنا محدثنا انه من الاتهامات التي وجهت اليهم كجامعة هي تقصيرهم في دعم الفريق بالحوافز المادية اللازمة وتشجيعهم وفي هذا الصدد أجاب عادل زهرة: «بالنسبة الى ما قاله الملاكمان بأنهما يتدرّبان على حسابهما الخاص، نقول انهما من اختارا ذلك لأنهما رفضا كل مدربي الجامعة في حين ان أحلام قريسات كانت تريد ان يتنقل المدرب اليها الى سوسة لتدريبها وهذا غير معقول. أما بالنسبة للحوافز المالية فنحن نحاول تقديم المنح لكل الرياضيين المنضوين تحت لواء الجامعة في حدود الامكانيات المتاحة، وهذه المشكلة عميقة تتجاوز حدود الجامعة فمشكل التمويل تعاني منه الرياضة التونسية في مختلف المجالات رغم مجهودات سلطة الإشراف وأريد أن أذكّر أصحاب الذاكرة الضعيفة ان هذه الجامعة التي تأسست في 2005 نجحت الى حد الآن في ضمّ أكثر من 3000 منخرط الى جانب 90 جمعية ووسعت نشاطها في كامل أنحاء الجمهورية وذلك انطلاقا من محدودية الامكانيات. وبالنسبة للدعم المعنوي فإن ما حصل بخصوص رئيس الجامعة الدكتور فتحي بن زكري فهو إشكال أثاره عصام البرهومي ووقع تهويله لأن رئيس الجامعة كان ساعة التتويج في اجتماع مع لجنة الاتحاد الدولي للكونغ فو لأنه عضو في تلك اللجنة وقد تزامن هذا الاجتماع مع لحظة تتويج عصام البرهومي لكنه بالرغم من ذلك سعى جاهدا لحضور التتويج وحضره فعلا وكانت اتهامات البرهومي له بتجاهله باطلة وهنا لا ألعب دور «المدافع» عن رئيس الجامعة لكن تلك كلمة حق علينا الاعلان عنها كما كنا طيلة فترة بطولة العالم في كندا على اتصال باللاعبين وبأوليائهم للإطئمنان على حالتهم. هذه تفاصيل «حرقان» اللاعبين موضوع آخر أثار اشكالا وكنّا قد حاولنا الاستفسار عنه من قبل نائب رئيس الجامعة يخصّ ظاهرة «حرقان» أربعة لاعبين وهم زياد الفليني وعبد الرحمان العميري ومنير المزاز وسامي المستوري عند مشاركتهم في بطولة العالم الأخيرة بكندا وقد تحدث عادل زهرة عن هذا الاشكال قائلا: «نحن لم نكن نتوقع ان لاعبي نخبة يتمتعون بمستوى ثقافي رفيع يمكن ان يفكّروا في «الحرقان» فقد طلبنا من اللاعبين بمجرد وصولنا الى كندا مدنا بجوازات سفرهم لكن ذلك لم يكن ممكنا لانه كان يجب على اللاعبين الاستظهار بجوازات سفرهم للشرطة الكندية من أجل العبور، وعندما دخلنا النزل كررنا نفس الطلب، لكن اللاعبين آرادوا تأجيل ذلك حتى بعد موعد العشاء ثم استغلوا فرصة انشغالنا وغادروا النزل دون علمنا. ثم ان مثل هذه الأمور استغرب ان بعض الاشخاص يحمّلوننا مسؤوليتها في الوقت الذي لا يمكنك ان تمنع شابا يبحث عن تحسين وضعه المادي فنحن لسنا معنيين بالتغطية الاجتماعية. وفي هذا الاطار اريد ان اشيد بكلمة حق في وطنية زياد الفليني الذي رفض التنكر لبلده في كندا عندما قدّمت له عروض مغرية من أجل ذلك في كندا بمجرد ان «فرّ» من النزل وقد اتيحت امامه امكانية تحسين اوضاعه المادية مقابل خدمة لن نغوص كثيرا في تفاصيلها، لكنه رفض واتجه الى سفارة تونسبكندا وأخبرها بالأمر فأعادته الى تونس وهنا تغلبت وطنية هذا الشاب على مصلحته الشخصية. تصعيد خطير كل هذه الامور يمكن ان تكون عادية في إطار رياضي رغم ان اثرها تجاوز بعض حدود المعقول لكن الغريب في الأمر ان التصعيد وصل الى حد التهديد الشخصي وهو ما أكده محمد عادل زهرة قائلا: «لقد تلقيت تهديدا خطيرا من قبل عصام البرهومي مسّ من شخصي ومن شخص رئيس الجامعة وقد قدّمت لكم نسخة من هذا التهديد الذي وصلني خطيا على موقعي في الفايس بوك.. استغربت من شخصنة القضية وبلوغها هذا الحدّ من التصعيد الخطير، نحن هنا قمنا بفتح تحقيق في هذه القضية وسنترك القانون يأخذ مجراه في ذلك وسيكون هناك مجلس تأديب في انتظار البرهومي وأحلام قريسات عند إثبات إدانتهم. شخصيا أصبحت خائفا من تهديدات البرهومي وكذلك من الاتهامات الخطيرة التي وجهت لي من قبل أحلام قريسات عندما صرّحت أنني كنت على علم بعملية «حرْقان» اللاعبين الاربعة وهو ما شكك في مصداقيتي ومصداقية الجامعة ومسّ من شخصي وأثر في مهنتي. ما هذا؟ الى هنا انتهت شهادة نائب رئيس الجامعة في موضوع شهد تصعيدا خطيرا وهو قابل لتطوّرات آتية ومن المخجل ان تصل الأمور الى هذا الحدّ في رياضة اهدافها نبيلة وأعمق من مجرّد مكتسبات مالية وتصفية حسابات شخصية.. ونترك القانون يأخذ مجراه في كل هذا!!؟