الأمراض الجلدية وضربات الشمس والتوترات النفسية وأمراض سوء التغذية والحساسية وضيق التنفس والقائمة تطول.. أمراض أصبحت تحيط بالبشر من الجهات الأربع وتهدّده أينما كان وفي كل وقت من حياته.. ذلك ما يتداوله هذه الأيام خبراء الصحة والبيئة والمناخ بمناسبة انعقاد القمة العالمية حول التغيّر المناخي بالعاصمة الدانماركية «كوبنهاغن» بمشاركة جميع دول العالم (192 دولة) وبحضور 1200 خبير في المجال.. ودخل المشاركون القمة، بعد عامين من المفاوضات الاقليمية والمحلية في شتى أنحاء المعمورة، وكلهم قناعة راسخة بأن حياة البشر وكذلك الحيوان والنبات باتت اليوم مهددة بأكثر من وباء وبأكثر من فيروس بسبب ظاهرة الانحباس الحراري المتأتي من كثرة انبعاث الغازات السامة في الدول المصنعة..ويعلّق الجميع آمالا كبيرة على هذه القمة للخروج بحلول تحمي كوكبنا من هذه المخاطر.. أمراض ووفايات يتحدث الخبراء والمختصون عن قائمة طويلة من الأمراض ذات الصلة بالتغيرات المناخية وبالانحباس الحرا ري، وهي أمراض لا تهم مجتمعنا بعينه أو دولة دون الأخرى بل كل كائن على سطح الأرض مهدد به خاصة الأجيال المستقبلية ومن الطبيعي أن تكون بلادنا في غير منأى عن هذا الواقع.. ويكمن الفرق الوحيد بين الدول والمجتمعات في القدرة المادية واللوجيستية لكل منها على مواجهة المرض. وتضم القائمة أمراضا مخيفة بل ومرعبة للبشر لأنها تؤدي دوما الى الوفاة وهي أمراض ناتجة حتما عن ارتفاع حرارة الأرض وعن ندرة الغذاء والماء وعن تلوث الهواء والتربة والماء، ومن هذه الأمراض: السكتات الدماغية بسبب ارتفاع الحرارة. سرطان الجلدة بسبب تغيّر أشعة الشمس. عتامة عدسة العين بسبب تلوث الهواء. الأمراض الجلدية بسبب ندرة الماء وقلة النظافة والاستحمام. أمراض سوء التغذية وضعف المناعة وفقر الدم بسبب ندرة الغذاء وتراجع المساحات المزروعة. الأمراض الفيروسية والبكتيرية المتأتية من التعفنات والأوساخ والحيوانات مثل أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير. أمراض القلب والأوعية الدموية. أمراض الجهاز التنفسي بسبب انتشار الحساسية وشدة البرودة في الشتاء. الاسهال عند الأطفال الذي يؤدي الى الوفاة. عودة المالاريا الناتجة عن لسعات البعوض والتي تحبّذ الطقس الدافئ لتنمو وتزيد في تعكر حالة الانسان المصاب. عودة الكوليرا خاصة بعد حصول فيضانات وعواصف. ضربة الشمس. ارتفاع حدة الأمراض النفسية والعقلية والعصبية: ذلك أن كثرة الكوارث الطبيعية (فيضانات جفاف) بسبب التغيرات المناخية تؤدي الى حصول حالات اكتئاب لدى المتضرّرين من تلك الكوارث. وحسب المختصين فإن التغيرات المناخية تساهم سنويا في وفاة 150 ألف شخص في العالم. بين الغنية والفقيرة... تسود قناعة لدى كل المشاركين في قمة «كوبنهاغن» أن الغازات المتسببة في ارتفاع درجة حرارة الأرض متأتية أساسا من الدول الغنية رغم محاولات هذه الأخيرة الانكار، ورغم تعهد عدة دول في السابق بالحد من انبعاثاتها الغازية، ورغم الوعود التي تلقتها الدول النامية للحصول على مساعدات مالية من الدول الغنية لوضع برامج تحدّ من الانبعاثات، وذلك خلال قمة الأرض بريو دي جانيرو في 1992 وبروتوكول «كيوتو» في 2005، إلا أن البرنامج لم يتقدم بالشكل الذي كان مأمولا، حيث تواصل ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب تواصل انبعاث الغازات بطريقة لا مسؤولة في بعض الدول وهو ما دفع الى انعقاد قمة «كوبنهاغن» لمزيد النظر في هذا الموضوع الهام.. فهل يقع التوصل الى قرارات حاسمة تقيّد الجميع في سبيل إنقاذ الأرض وما عليها أم ستتواصل اللعبة كما عادتها على أنغام «أنا والطوفان من بعدي» التي تتعامل بها الدول المصنعة مع مسألة الانبعاثات الغازية؟