بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث يقدم اليوم الفنان المسرحي عبد المجيد الاكحل مسرحيته الجديدة «يوغرطة» في دار الثقافة ابن رشيق في الساعة السابعة مساء في إطار تظاهرة بنوراما المسرح التونسي. المسرحية الجديدة لعبد المجيد الاكحل ركّب نصّها الاستاذ عز الدين العباسي عن نص أصلي لمحي الدين بن مراد ونص حسن الزمرلي أما التمثيل فلحداد بوعلاق وعبد اللطيف خير الدين والصادق حلواس وحسونة ناجي وحسنة بن داود ويحي الفايدي ونوفل عبداوي وسالم العبيدي وموسيقى ابراهيم البهلول. الحكاية يعود الاكحل الى شخصية تاريخية كان لها دور كبير في الدفاع عن نوميديا ضد الامبراطورية الرومانية التي سعت الى إذلال نوميديا وتقسيمها بعد أن نجح الملك ماسينيسا في توحيدها وتوسيع نفوذها. نجح يوغرطة بحنكته العسكرية وخبرته الحربية وحسّه الوطني في الوقوف ضد التوسع الروماني فتعمل روما على قتله بتجنيد خونة من نوميديا باعوا ضمائرهم وساعدوا روما على التخلص من القائد الشجاع فيقتل في اعتداء غادر سنة 106 قبل الميلاد ليكون نموذجا لقائد بطل من هذه الارض واجه الاستعمار وقاتل الغزاة الى آخر رمق في حياته. وتصوّر المسرحية مشاهد ولحظات مؤثرة من حياة يوغرطة في علاقته بعائلته وجيشه وأركان حكمه. التاريخ يعيد نفسه فعلا ان التاريخ يعيد نفسه، أليس مصير يوغرطة هو بالضبط مصير صدام حسين الذين وقف ضد الطغيان الامريكي فكان نصيبه الاسر والسجن والتعذيب والقتل وتشريد شعبه واستباحة بلاده وكل هذا حصل بدعم وتسهيل من بعض العراقيين القادمين على الدبابات الامريكية؟ أليست روما في سلوكها التوسعي العدواني هي الصورة القديمة للولايات المتحدةالامريكية التي تمد نفوذها في كل مكان من العراق الى أفغانستان الى السودان الى الصومال الى أمريكا اللاتينية. فمسرحية عبد المجيد الاكحل التي صاغها باللغة العربية الفصحى تعيدنا للزمن الجميل للمسرح التونسي فكيف سيتقبّلها الجمهور؟