يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي السؤال الأول: هل يجوز لي التيمم بدل الوضوء أو الاغتسال لإدراك صلاة الصبح لأني نهضت من النوم قبل شروق الشمس بدقائق ولأني لو توضأت أو اغتسلت فإن الصلاة ستفوتني؟ الجواب: اعلم أيها السائل المحترم أن ما ذكرته في سؤالك هو موضع اختلاف بين المذاهب الأربعة وسأذكر لك اراءهم باختصار: 1) يرى الحنفية أنه لا يجوز التيمم خشية فوات الوقت للصلوات المكتوبة أي المفروضة، ويجوز التيمم لصلاتي الجنازة والعيدين. 2) يرى المالكية أنه يجوز التيمم بدل الوضوء والاغتسال للصلاة إذا خشي خروج الوقت ولا تعاد تلك الصلاة على المعتمد في مذهبهم. 3) يرى الشافعية أنه لا يجوز التيمم مطلقا خوف خروج وقت الصلاة 4) يرى الحنابلة أنه لا يجوز كذلك التيمم للصلوات خشية خروج الوقت إلا إذا كان مسافرا وضاق الوقت، وعليه فيمكنك أيها السائل أن تتيمم إذا خشيت خروج وقت صلاة الصبح بدل الوضوء أو الاغتسال حسب المذهب المالكي. السؤال الثاني: ما هي أهم المنافع التي يشملها مصرف (وفي سبيل الله) بالنسبة للزكاة؟ وهل يجوز صرف بعض أموال الزكاة في بناء المساجد؟ الجواب: لقد بينت الآية الستون من سورة التوبة مصارف الزكاة وهي قوله تعالى: {إنّما الصدقاتُ للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم} وأمّا بخصوص سؤالك فإن العلماء اختلفوا في معنى (وفي سبيل الله)، ولكن نقول إنه هناك من العلماء المعاصرين من اجتهدوا وتوسعوا في المعنى ولم يقصروه على الجهاد فقط قالوا إنه ليس هناك دليل على تخصيص سبيل الله بالجهاد، وإذا كان قد انصرف في العهود الأولى للإسلام في الجهاد، فإنه لا يمنع من شموله لكل ما يوصل إلى رضاء الله من أنواع القربات الأخرى، وعليه فيجوز صرف جزء من مال الزكاة في كل عمل يقوي المسلمين ويعزّ الدين وينهض بهم كبناء المساجد والمدارس وتعليم القرآن وغيرها... السؤال الثالث: هل يمكن لكم أن تعطونا بعض الملامح عن المهدي المنتظر؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أنه ما يمكن إفادتك به في هذا المجال وباختصار أن ظهور المهدي المنتظر فيه أقوال كثيرة منها: أن المهدي المنتظر هو عيسى بن مريم عليهما السلام، وهناك من يقول أنه من آل البيت من ولد الحسين بن علي، يخرج آخر الزمان ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما وهناك من يرى أنه محمد بن الحسن العسكري المنتظر، من ولد الحسين بن علي وهذا قول الشيعة، ومهما يكن من شيء فإن ظهوره ليس ممنوعا عقلا، ولم تثبت استحالته بدليل قاطع كما أن أدلة ظهوره لم تسلم من المناقشة، والعقائد لا تثبت بمثل هذه الأدلة وما أنصحك به أيها السائل وأنصح به غيرك ممن شغفوا بمثل هذه المسائل أن لا يشغلوا عقولهم بمثل هذه المسائل التي لا تسمن ولا تغني عن جوع والأولى الاهتمام بما يفيدنا في حياتنا العملية وبما نصلح به نفوسنا. السؤال الرابع: ما هي أنواع الرياضات التي أباحها الإسلام؟ الجواب: اعلم أيها السائل المحترم أن الإسلام قد أباح الرياضة بكل أشكالها بشرط أن لا تلحق الأذى والضرر بالناس وأن لا تخدش الحياء وتفسد الأخلاق، فالإسلام يريد أن يكون أتباعه أقوياء في أجسامهم وفي عقولهم وأخلاقهم وأرواحهم لأنه يمجّد القوة، فهي وصف كمال لله تعالى ذي القوة المتين والحديث الشريف يقول: {المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف} فقد أباح الإسلام العدو والسباحة والمصارعة والمبارزة والرماية ورفع الأثقال وغيرها... لكنه قيّد ممارسة الرياضة بجملة من الاداب منها: عدم إلحاق الإذاية بالغير وعدم التعصب الأعمى الذي يزرع الكراهية والحقد بين الناس ويفرّق بين الأحبة، وعدم الإتيان بتصرفات غير أخلاقية كالتلفظ بكلمات نابية والإشارة بحركات تخدش الحياء وغيرها من السلوكات المشينة. السؤال الخامس: هل يجوز للمصلي أن يصلي ركعتين بعد اذان المغرب مباشرة؟ الجواب: نعم يجوز للمصلي أن يركع ركعتين بعد الآذان وقبل إقامة الصلاة لما ورد عن النبي ے أنه قال: «بين كل أذانين الأذان والإقامة صلاة لمن شاء» ويستحب تخفيفهما.