المخطط الشمسي التونسي مشروع طاقي تعتزم شركة الكهرباء والغاز بالتعاون مع وكالة التحكم في الطاقة تنفيذه خلال الخماسية القادمة 2010/2016. يتكوّن المخطط من 40 مشروعا يتعلق بالطاقة الشمسية، وطاقة الرياح والنجاعة الطاقية والانتاج الذاتي للكهرباء والربط الكهربائي بين تونس وايطاليا بكلفة جملية تبلغ 3600 مليون دينار. هذه المشاريع كانت محور ندوة دولية انتظمت يوم أمس بالعاصمة حضرها خبراء ومختصون في المجال التكنولوجي وممثلون عن المؤسسات المالية الدولية. السيد عيادي بن عيسى م.ع الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة قال ل «الشروق» إن تنظيم الندوة يأتي في إطار البحث عن تمويلات للمخطط وفي رد عن سؤالنا عن مدى التجاوب مع طلب التمويلات التونسي يقول: «هناك تجاوب من قبل كل المؤسسات المالية الدولية تقريبا». كما ذكر ل «الشروق» أن البحث عن الاعتمادات أجّل الانطلاق الفعلي للمخطط الشمسي الى 2010... مشيرا الى أن بعض «الخطوات» في هذا المخطط انطلقت منذ المخطط الرباعي 2004/2008. من جهته قال السيد عثمان بن عرفة ر.م.ع الستاغ إن تمويل المخطط سيتوزع بين الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة (260م.د) والقطاع العام (800م.د منها 780 م.د من طرف الستاغ) وممولين خواص (2500م.د منها 1074م.د للمشاريع الموجهة للتصدير) والتعاون الدولي (40 مليون دينار). وتؤكد الجهة التونسية خلال الندوة أن المخطط الشمسي مدرج ضمن البرامج الدولية في مجال النهوض بالطاقات المتجددة وأهمها المخطط الشمسي المتوسطي. كما تم التأكيد على الغاية البيئية من المشروع... إذ سيساهم المخطط الشمسي في الاقتصاد في حوالي 660 طنا مكافئ نفط سنويا أي ما يعادل 22٪ من مجمل تخفيض الاستهلاك الوطني للطاقة بحلول 2016. وسيمكن المشروع، حسب ما ذكره السيد بن عرفة، من تجنب انبعاث ثاني أكسيد الكربون بحوالي مليون و300 ألف طن سنويا وبالتالي «اقتصاد» 260 م.د كموارد مالية متأتية من «آلية التنمية النظيفة». وأشار ر.م.ع الستاغ الى أهمية الدور الذي تلعبه الطاقات المتجددة في تأمين الانتاج الطاقي على المدى البعيد في الحوض المتوسطي. ونفى السيد بن عرفة ردّا عن سؤال «الشروق» حول ما إن كان تنفيذ المشروع الشمسي إلغاء للمشروع النووي الذي تسعى تونس لتركيزه... نفى ذلك قائلا إن المشروع الشمسي سينطلق العام المقبل في حين يحتاج المشروع النووي وقتا للدراسة... مؤكدا أن المشروع قائم الذات وهو في المرحلة الاولى من الدراسة. بدوره قال السيد عيادي بن عيسى ردا عن استفسار «الشروق» حول مدى تجاوب المستهلك والصناعي التونسي مع برامج التحكم في الطاقة إن الاقبال على اقتناء السخانات الشمسية والفوانيس المقتصدة للطاقة الذي تجاوز التوقعات دليل على التجاوب... كما أن زيادة عدد الصناعيين والمركبات الصناعية المستخدمة للطاقة الشمسية دليل آخر على التجاوب مع التحكم في الطاقة.