أكدت حركة «حماس» أمس أنها لن تكتفي بتحرير قطاع غزة من دنس الاحتلال بل تتطلع الى فلسطين كل فلسطين وجدّدت تمسّكها بنهج المقاومة وبالتوصل الى مصالحة وطنية شاملة متهمة السلطة الفلسطينية برفع وتيرة الاعتقالات واستهداف نوابها وكوادرها وأنصارها لمنع إحياء ذكرى تأسيس الحركة في الضفة الغربية. وقد احتشد عشرات الآلاف من عناصر وأنصار حركة «حماس» في غزة أمس للاحتفال بذكرى انطلاقتها السنوية الثانية والعشرين. وتوافد آلاف الفلسطينيين على منطقة الكتيبة غربي مدينة غزة رافعين رايات «حماس» الخضراء والأعلام الفلسطينية وصورا كبيرة لقادة «حماس» الشهداء مثل الشيخ أحمد ياسين وسعيد صيام ونزار ريان. برنامج «حماس» وفي كلمة له أمام المهرجان الجماهيري الحاشد نفى رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية اتهامات السلطة الفلسطينية لحركة «حماس» بالسعي الى إقامة امارة اسلامية أو كيان مستقل في قطاع غزة. وقال هنية ان «حماس» لن تكتفي بتحرير قطاع غزة من دنس الاحتلال بل تتطلع الى كل فلسطين. وأكد هنية أن «حماس» لن تتراجع عن خط المقاومة حتى تعيد للشعب الفلسطيني حريته وحقوقه، وقال ان «حماس» أعادت الاعتبار لمكانة مشروع المقاومة والجهاد ليس باعتباره ثورة تهدأ بل مشروع متكامل لن يهدأ إلا بتحرير فلسطين. وأشار هنية الى أن «حماس» تعرضت خلال مسيرتها للكثير من الابتلاءات آخرها حصار بدأ قبل 4 أعوام مؤكدا أن كل هذه المحن لن تسقط القلاع ولن ينتزعوا منا تنازلات. وأوضح هنية أن «حماس» تعرضت لثلاث خطط لإسقاطها لكنها فشلت وهي احتواء مشروعها السياسي والحصار والاستئصال بالحرب. وحدّد هنية خمسة أسس لبرنامج الانقاذ الوطني وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي داعيا في الوقت ذاته الى مصالحة داخلية حقيقية بعيدا عن الضغوط الخارجية. تمسّك بالثوابت وجدّدت حركة «حماس» أمس تمسكها بالتوصل الى مصالحة فلسطينية شاملة وبشروطها من صفقة تبادل الأسرى مع اسرائيل. وأكدت «حماس» في بيان صحفي على التمسك بالمقاومة خيارا استراتيجيا حتى دحر الاحتلال عن كامل التراب الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وذكرت الحركة أنها جاهزة للمصالحة الوطنية على قاعدة التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية والحق المشروع في المقاومة وبعيدا عن التدخلات الخارجية، مشددة على أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات الداخلية. وأشارت الى أن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز لديها لن يرى النور إلا إذا استجاب الاحتلال لمطالب المقاومة بإطلاق سراح الأسرى البواسل. وطالبت الحركة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحركة «فتح» بإعادة النظر في خياراتهما السياسية بعد أن ثبتت عبثية المفاوضات وفشل الرهان على واشنطن. وحثّت «حماس» الدول العربية على المبادرة الفورية لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة استجابة لنداء الضمير والنخوة العربية والتزاما بقرار وزراء الخارجية العرب. وكانت «حماس» قد اتهمت السلطة الفلسطينية بمحاولة منع أنصارها من إحياء ذكرى تأسيس الحركة في الضفة. وقال المتحدث باسم «حماس» سامي أبو زهري ان «السلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية عن هذه الممارسات غير الوطنية والتبعات المترتبة عليها»، حسب تعبيره. في المقابل اتهمت حركة «فتح» الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة في غزة باعتقال 26 شخصا من قيادات وكوادر الحركة شمال القطاع.