لا يزال عدد من المتقاعدين من الشركة الوطنية للنقل بين المدن في حيرة من أمرهم بعد أن تم وعدهم بتمكينهم من مواصلة العمل الى سن 60 سنة عوضا عن 55 بمقتضى عقود وذلك بعد جلسات عمل تمت بين الجامعة النقابية للنقل ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة النقل. ويهم الأمر عددا من الأعوان الذين قالوا إنهم تعرضوا إلى «مظلمة» أولى تمثلت في ارغامهم على مغادرة عملهم في الشركات الجهوية للنقل والالتحاق بالشركة الوطنية للنقل بين المدن والانخراط بالتالي في الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية عوضا عن مواصلة الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. أما «المظلمة» الثانية التي تعرض اليها هؤلاء الأعوان هو ارغامهم على التقاعد في سن 55سنة مما جعلهم يتمتعون فقط بجراية ضعيفة من صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية والانتظار إلى حين بلوغ سن 60 سنة للانتفاع بمنحة الشيخوخة من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وعدم اسعافهم بضم كل سنوات الانخراط. هذه «المظلمة» جعلت عددا من الأعوان يتقاعدون بأقل من نصف مرتبهم وبالتالي يعيشون ظروفا مادية صعبة جدا خاصة وأن عائلاتهم وأطفالهم بحاجة الى رعاية. لكن السؤال الذي يطرح الآن لماذا لم تعمل الشركة الوطنية للنقل بين المدن على انقاذ هؤلاء الأعوان وتمكينهم من مواصلة العمل الى سن 60 ولو بتغيير الصنف المهني الخاص بهم وهو أمر معمول به في الشركة؟ ثم لماذا لا يتم اسعاف الأعوان الذين عملوا لمدة 30 سنة بخدمة سنوات الانخراط وتمكينهم من جراية كاملة للتقاعد مع تمكين الأعوان الذين لهم أقل من 30 سنة أقدمية عند بلوغ سن 55 سنة من مواصلة العمل الى سن 60 سنة وبالتالي وضع حد لهذه «المظلمة» التي حكمت على عدد كبير من الأعوان بالعيش بنصف جراية فقط. فهل يصعب على الأطراف المسؤولة الوصول الى حل ينقذ عددا من العائلات لا ذنب لها الا ارغام أصحابها على مغادرة عملهم الأصلي والالتحاق بالشركة الوطنية للنقل بين المدن وهي الشركة التي تحتكم كل الخطوط الرابطة بين العاصمة ومختلف المدن الداخلية.