حطّ مؤخرا بالقيروان وتحديدا بمتحف رقادة فريق تصوير فيلم «آخر سراب» للمخرج نضال شطا لتصوير المرحلة الثانية من الفيلم وهي المرحلة الأساسية وتمثل عقدة الحبكة القصصية للفيلم. متحف رقادة الاسلامي سيؤدي دور «متحف الفن القديم ببغداد»، أين كان يرقد مخطوط نادر وفريد من نوعه في العالم بسلام عندما أدى الاجتياح الأمريكي للعراق في 2003 الى فقدانه أو بالأحرى الى اختلاسه، كونه يخفي سرا مثيرا يثبت سابقية العرب في اكتشاف نظرية تطور الأجناس قبل 10 قرون من إعلان داروين اكتشافه المذهل. يتم تهريب هذا المخطوط من المتحف الى مكان ما من العالم، إلا أن الطائرة التي كانت تقل المخطوط وحامله (شقيق مدير المتحف) سقطت في قلب الصحراء التونسية لتنطلق رحلة بحث طويلة وصراع مرير، أبطالها 5 شخصيات يهدف كل منها الى وضع اليد قبل الآخر على الوثيقة النادرة.. قبل أن يتم فكّ لغز المخطوط. وقد انطلقت عملية تصوير عديد المشاهد بمدينة القيروان من حومة الجامع قبل الشروع في تصوير المشاهد الخاصة بالمتحف بعد أن تم تركيب الديكور حتى أضحى متحف رقادة الاسلامي شبيها بمتحف بغداد تحيط به الأسود وجيوش أمريكية غازية.. وكان تصوير فيلم «آخر سراب» قد انطلق مع بداية شهر نوفمبر، ويتم تصوير الفيلم بين توزروالقيروان وغار الملح.. وقد كانت هذه الأماكن مسرحا لأحداث تحاكي حرب العراق، تعتمد الاثارة والتشويق كأساس للعمل البوليسي (بحث عن مخطوط نادر). الفيلم من بطولة كل من النجم الفرنسي جون مارك بار والنجمة الفرنسية «إليزا توفاني» الى جانب نخبة من الممثلين التونسيين الشهيرين على غرار هشام رستم ولطفي الدزيري وعبد المنعم شويات، ومعز مرابط وعدد آخر من الممثلين. هذا الفيلم يعد خطوة كبيرة في خروج السينما التونسية عن النمطية التي سادت مضامينه طيلة عقود. وقد لاقى استحسان عديد الأطراف لكن علمنا أن صعوبات مادية تواجه إنتاج العمل بسبب الميزانية الكبيرة التي يتطلبها كأي عمل ضخم، وهو ما يستدعي مساندة من جهات الدعم. من جهة أخرى فإن اختيار متحف رقادة لتصوير مشاهد سرقة المخطوط النادر قد تكون له صلة واقعية باعتبار أن المتحف شهد منذ 3 سنوات سرقة مخطوط الرق الأزرق النادر وهو بدوره المخطوط الوحيد في العالم العربي والاسلامي.. يا لها من صدفة.. سينمائية.