ينتظر أن ينطلق نشاط مشغل الهاتف الجوال الثالث «ديفونا تليكوم» يوم 4 فيفري القادم إنما تحت الاسم التجاري «أورانج تونس» بعد الشراكة مع المشغل الفرنسي «أورانج» التابع لمؤسسة فرانس تيليكوم. وعلمت «الشروق» أن المشغل الثالث قد يبدأ نشاطه في تونس بمعركة قضائية ضد المشغل التاريخي «اتصالات تونس» بتهمة تقليد علامته التجارية «أورانج» من حيث الشكل المربع واللون البرتقالي في علامة «عليسة». ويقول مختصون في مجال خدمات الهاتف الجوال إن هذه التهمة هي مقدمة ل«حرب الهاتف الجوال» في تونس مع اطلالة المشغل الثالث والتي ستدور على عدة مستويات منها خصوصا خدمات الجيل الثالث في الهاتف الجوال. كما أن الكثير من المعلومات تشير الى استعداد المشغلين الأول والثاني لهذه الحرب التقنية والتجارية كل على طريقته. رقم 3 أو 5 نذكر أن مؤسسة «ديفونا تليكوم» التي حصلت على رخصة المشغل الثالث لخدمات الهاتف الجوال في جوان الماضي هي مؤسسة تونسية نشأت منذ حوالي 12 عاما وتنشط في مجال ترويج تقنيات الاتصال عبر الأقمار الصناعية وعبر شبكة «ويماكس» الهرتزية. وبعد أن حصلت على رخصة المشغل الثالث كشفت عن حصولها على حقوق استغلال الاسم التجاري لشركة «أورانج» الفرنسية في تونس، بالاضافة الى التقنيات الحديثة لخدمات الجيل الثالث من الهواتف الجوالة في العالم مثل النشرات الاخبارية والبرامج التلفزية وغيرها. كما بدأ الحديث عن رقم النداء الذي سيحصل عليه المشغل الثالث، ذلك ان المنشور الوزاري الذي صدر في 2 ديسمبر 2009 يخصص الارقام 1 و6 و8 للخدمات ذات المصلحة العامة والشبكات الذكية والانترنيت. أما الأرقام 4 و7 و9 فقد تم تخصيصها للمشغل التاريخي «اتصالات تونس»، فيما حصلت «تونيزيانا» على رقم 2. وبذلك لا يبقى أمام المشغل الثالث سوى رقمي 3 و5، وينتظر ان يتم الكشف قريبا عن الرقم الذي سيسند له. والواقع أن أغلب المختصين يعتقدون أن سوق الهاتف الجوال في تونس قد بلغت حالة من الاشباع على مستوى عدد المنخرطين الذي تجاوز 8 ملايين منخرط اي حوالي 80 بالمائة من الشعب التونسي كما حقق المشغلان تغطية قاربت مائة بالمائة من المناطق السكنية، لذلك فإن المطروح الآن هو تقديم خدمات جديدة وخصوصا خدمات الجيل الثالث من الهاتف الجوال كما حدث في عدة مجتمعات. بنية وتقنيات لقد تأكد الآن حصول المشغل الثالث على الاسم التجاري لشركة «أورانج» في نسخة تونسية، بما يعنيه ذلك من حق الاستفادة من تقنيات الجيل الثالث من الهاتف الجوال وخصوصا نشرات الاخبار والبرامج التلفزية والترفيهية والأغاني والانترنيت. غير ان خدمات الجيل الثالث تتطلب بنية تحتية متطورة ذات سعة تدفق عالية صعودا ونزولا تصل الى 14 ميغابايت في الثانية وهو ما لا تسمح به الشبكة التقليدية للهاتف الجوال. ورغم كلفة مثل هذه البنية فإن المشغل الثالث يبدو مهيئا لذلك بحكم التجربة المتقدمة التي اكتسبها في مجال الشبكات عالية التدفق التي يروّجها منذ أكثر من 12 عاما في تونس سواء عبر الأقمار الصناعية او الشبكة الارضية بالاضافة الى الدعم العلمي والتقني من «أورانج». غير أن أهم أسلحة المشغل الثالث في «حرب الهواتف» القادمة هو هاتف «آبل أيفون» الذي يعد قمة ما أنتجته التقنيات الحديثة في هذا المجال وخصوصا محتواه الفني الذي يعد ملايين القطع الموسيقية والبرامج الترفيهية. وفي المقابل، تكشف بعض المصادر عن استعدادات استثنائية لدى المشغلين السابقين وخصوصا تونيزيانا لمثل هذه المرحلة. الجيل الثالث وفي هذا المجال كشفت مصادر مطلعة ان تونيزيانا تعد لحدث مهم على المستوى التجاري والتقني يتمثل في بعث فضاء خاص بها في قلب العاصمة قريبا على مساحة تزيد عن 400 متر، إنما لن يكون مخصصا لبيع الخطوط الهاتفية بل سيكون في شكل «تونيزيانا ستور» لترويج خدمات المحتوى للجيل الثالث من الهاتف الجوال. كما تعد تونيزيانا ل«حرب الهاتف الجوال» خدمة الخرائط بعد أن ربحت أمام القضاء المواجهة القانونية مع ديوان قيس الاراضي ورسم الخرائط من خدمة «ويني» التي تقوم على نظام تحديد الموقع العالمي GPS وعرض خريطة مدققة للبلاد التونسية بمدنها وطرقاتها ومفترقاتها إنما في جهاز توجيه خاص أو في هاتف سمارتفون (جهاز هاتف مزود بخدمة GPS) وهو يتطلب اشتراكا سنويا خاصا مع امكانية تحديث البرنامج والخريطة من شبكة الانترنيت. وفي المقابل، يعرض المشغل التاريخي «اتصالات تونس» عدة خدمات يمكن ان تحسب على الجيل الثالث من الهاتف الجوال ذات العلاقة بالأنترنيت أو نظام تحديد الموقع، لكنها لم تجد رواجا كبيرا بسبب ارتفاع أسعارها ومحدودية عرضها. ورغم عدم الاعلان رسميا ان عروضا نوعية جديدة لدى اتصالات تونس فإن مصادر مطلعة تؤكد ان العمل يجري حثيثا على دراسة مختلف العروض وحاجة السوق التونسية الى خدمات جديدة، إنما «ليس من باب مواجهة المنافسة» كما أكد لنا إطار بالمؤسسة، بل لأن التونسيين تطوروا وتجاوزوا مرحلة الهاتف البسيط الى جيل جديد من الشباب ورجال الأعمال الجدد. في النهاية، سيكون الرابح الوحيد من هذه المنافسة هو التونسي الذي سيجد عروضا أكثر ثراء وخدمات أكثر جودة وخصوصا أسعارا أقل.