علمت «الشروق» أن المشغل الثالث للهاتف الجوال في تونس قد أتم بنجاح التجارب الأولى على شبكته للهاتف الخلوي الذي سوف تنطلق في العمل الفعلي يوم الرابع من شهر فيفري القادم اعتمادا على الرقم الأولي «5». وإذا كان المشغل التاريخي أي اتصالات تونس ومنافسه الوحيد حتى هذه اللحظة يتصارعان على المستوى التجاري حول ثمن التعريفة مع اطلاق خدمات «شبه متجددة» مثل الكلفة بالثانية، فإن «حرب الهاتف الجوال» الحقيقية سوف تبدأ علنا مع بداية شهر فيفري إنما على مستوى آخر وهو إطلاق خدمات هاتف الجيل الثالث الذي يتيح جملة من الخدمات الجديدة مثل الفيديو وخصوصا شبكات المعلومات سواء كانت خاصة أوعبر بوابات الأنترنيت. ومن المعروف أن سوق الهاتف الجوال في تونس قد بلغ مرحلة «الشبع»، بعد أن حقق المشغلان اتصالات تونس وتونيزيانا حوالي 10 ملايين منخرط باعتبار الهاتف القار. ومنذ بضعة أشهر تركزت المنافسة على التخفيض النسبي في كلفة الاتصال أو إطلاق خدمات بسيطة لا تمثل أي تغيير جوهري نوعي. كما أنه من الواضح أن سوق الهاتف لم تعد تتوقع إمكانية إطلاق حملات جديدة تستهدف جمهورا غير منخرط في الهاتف الجوال. غير أن المنافسة الحقيقية تستعر منذ أن تم الإعلان عن هوية المشغل الثالث الذي يعتمد في بعض رأسماله على المؤسسة الفرنسية الشهيرة «أورانج». ويكفي ذكر اسم هذه المؤسسة لنتذكر أنها رائدة على مستوى العالم في هواتف الجيل الثالث وتحتكر في عدة دول عرض وتسويق هاتف «آيفون» من شركة آبل ماكنتوش الذي يمثل قمة ما بلغته تقنية الجيل الثالث من الهواتف الجوالة المزودة بنظام «ويفي» للارتباط بالأنترنيت وبعدد كبير من التطبيقات التي تجعله أشبه بحاسوب منقول وليس مجرد هاتف جوال. وكما هو متوقع، فإن احتكار المشغل الجديد لهواتف «آيفون» سيفتح باب المنافسة أمام استقدام واعتماد الهواتف المنافسة له مثل «بلاك بيري» وجملة هواتف نوكيا للجيل الثالث، وقد أطلقت بالمناسبة هاتفا جديدا من هذا الجيل مخصصا للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي هذا المجال علمت «الشروق» أن العديد من تجار الهاتف الجوال بصدد عرض أحدث النماذج المزودة آليا بنظام «ويفي» للارتباط بالأنترنيت وبالتطبيقات المتصلة بها. وفي هذا المجال يتحدث العديد من التقنيين عن إمكانية استغلال الأنترنيت لإجراء المكالمات الهاتفية «مجانا» والى أي مكان في العالم عبر بوابات معروفة مثل سكايب أو مسنجر وغيره. لكن خبيرا مختصا في شبكات الهاتف الجوال في تونس توقع أن لا تكون «هجرة» التونسيين المتوقعة نحو هواتف الجيل الثالث بهذه السرعة. يقول هذا الخبير ان طبيعة الشبكة التونسية التي تعاني من الكثافة لن تحتمل بسهولة طلبات هواتف الجيل الثالث خصوصا إذا تعلق الأمر بتحميل مشاهد الفيديو أو القنوات التلفزية. ويشير محدثنا الى أزمات الاختناق التي تعرفها الشبكة في الأعياد الدينية بسبب الارساليات القصيرة، «فما بالك بإرساليات الفيديو أو صفحات الأنترنيت»، يقول لنا مؤكدا أن الأمر ليس بهذه السهولة على مستوى الشبكة وأن الحل الوحيد تدريجي مع انتشار الأسلاك البصرية من جهة واعتماد أنظمة ضغط جديدة للإشارات الهاتفية.