لأول مرة: التكنولوجيا التونسية تفتتح جناحا بمعرض "هانوفر" الدولي بألمانيا    اقتطاعات بالجملة من جرايات المتقاعدين...ماذا يحدث؟..    مترشحة للرئاسة تطرح استفتاء للشعب حول تعدد الزوجات في تونس..#خبر_عاجل    عاجل/ تحذير من بيض رخيص قد يحمل فيروس أنفلونزا الطيور..    عاجل/ مقتل 10 اشخاص في تصادم طائرتين هليكوبتر تابعتين للبحرية الماليزية في الجو    خلال يوم واحد: تسجيل أكثر من 200 زلزال وهزة ارتدادية في تايوان    بطولة ايطاليا : إنتر ميلان يتوج باللقب للمرة العشرين في تاريخه    بطولة ايطاليا : بولونيا يفوز على روما 3-1    التوقعات الجوية لهذا الطقس..    الإطاحة ب 9 مروجين إثر مداهمات في سوسة    عاجل/ تقلبات جوية منتظرة وأمطار غزيرة بهذه الولايات..طقس شتوي بامتياز..    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس..    رغم منعه من السفر : مبروك كرشيد يغادر تونس!    مدنين: حجز 4700 حبة دواء مخدر وسط الكثبان الرملية    جمعية منتجي بيض الاستهلاك تحذّر من بيض مهرّب قد يحمل انفلونزا الطيور    مهرجان هوليوود للفيلم العربي: الفيلم التونسي 'إلى ابني' لظافر العابدين يتوج بجائزتين    الأمم المتحدة: آسيا أكثر مناطق العالم تضرراً من كوارث المناخ ب2023    اتحاد الشغل بجبنيانة والعامرة يهدد بالإضراب العام    نقل مغني فرنسي شهير إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري    حادثة سقوط السور في القيروان: هذا ما قرره القضاء في حق المقاول والمهندس    أراوخو يكشف عن آخر تطورات أزمته مع غوندوغان    البطولة الأفريقية للأندية الحائزة على الكأس في كرة اليد.. الترجي يفوز على شبيبة الأبيار الجزائري    الجزائر.. القضاء على إره.ابي واسترجاع سلاح من نوع "كلاشنكوف"    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    البنك التونسي السعودي ... الترفيع في رأس المال ب100 مليون دينار    في اختتام المهرجان الدولي «إيتيكات» بسوسة.. شعراء وفنانون عرب بصوت واحد: «صامدون حتى النصر»    هذه أبرز مخرجات الاجتماع التشاوري الأول بين رؤساء تونس والجزائر وليبيا    بيان أشغال الاجتماع التشاوري الأوّل بين تونس والجزائر وليبيا    مذكّرات سياسي في «الشروق» (1)...وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم .. الخارجية التونسية... لا شرقية ولا غربية    المنستير.. الاحتفاظ بمدير مدرسة إعدادية وفتح بحث ضده بشبهة التحرش الجنسي    بنزرت: غلق حركة المرور بالجسر المتحرك في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء    الحشاني يشرف على جلسة عمل وزارية بخصوص مشروع بطاقة التعريف وجواز السفر البيومتريين    بوعرقوب.. عصابة سرقة الاسلاك النحاسية في قبضة الحرس الوطني    الإعلان عن تأسيس المجمع المهني للصناعة السينمائية لمنظمة الأعراف "كونكت"    بوعرقوب: القبض على 4 أشخاص كانوا بصدد سرقة أسلاك نحاسية خاصة بشركة عمومية    بداية من يوم غد: أمطار غزيرة وانخفاض في درجات الحرارة    مدنين: العثور على 4700 حبّة مخدّرة وسط الكثبان الرملية بالصحراء    استلام مشروع تركيز شبكة السوائل الطبية لوحدة العناية المركزة بقسم الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر    تونس: وفاة 4 أطفال بسبب عدم توفّر الحليب الخاص بهم    باجة: انطلاق الاستعدادات لموسم الحصاد وسط توقعات بإنتاج متوسط نتيجة تضرّر 35 بالمائة من مساحات الحبوب بالجهة    الكاف: تقدم مشروع بناء سد ملاق العلوي بنسبة 84 %    وصول محمد الكوكي الى تونس فهل يكون المدرب الجديد للسي اس اس    بن عروس: توجيه 6 تنابيه لمخابز بسبب اخلالات تتعلق بشروط حفظ الصحة    بعد ترشّحها لانتخابات جامعة كرة القدم: انهاء مهام رئيسة الرابطة النسائية لكرة اليد    تقرير: شروط المؤسسات المالية الدولية تقوض أنظمة الأمان الاجتماعي    حليب أطفال متّهم بتدمير صحة الأطفال في الدول الفقيرة    تكريم هند صبري في مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة    الرابطة الأولى: تعيينات منافسات الجولة الخامسة لمرحلة التتويج    رئيس غرفة القصّابين عن أسعار علّوش العيد: ''600 دينار تجيب دندونة مش علّوش''    وزارة الدفاع الوطني تعرض أحدث إصداراتها في مجال التراث العسكري بمعرض تونس الدولي للكتاب    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس    هاليب تنسحب من بطولة مدريد المفتوحة للتنس    حريق بمحل لبيع البنزين المهرب بقفصة..وهذه التفاصيل..    لأقصى استفادة.. أفضل وقت لتناول الفيتامينات خلال اليوم    في سابقة غريبة: رصد حالة إصابة بكورونا استمرت 613 يوماً..!    أولا وأخيرا..الكل ضد الكل    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد القادر بلحسن ل «الشروق»: خالد القربي نقطة ضعف في الترجي
نشر في الشروق يوم 20 - 12 - 2009

سار عبد القادر بلحسن على درب كرة القدم بأحياء الملاسين منذ 1978 تلك المنطقة التي شكلت منبتا خصبا للمواهب الكروية الفذّة على غرار: شبوح والشعتاني وهبيطة والهنشيري... وغيرهم.
كان «قدور» مهاجما ثائرا مهتاجا لا يطلب سوى الشباك، يخيف الحراس رغم قصر قامته (172 سنتيمترا) وقد بدأ عبد القادر مسيرته مع الاولمبي للنقل وتوّج معه بلقب الكأس عام 1988 وظفر بلقب هداف البطولة في مناسبتين بألوان النادي الرياضي البنزرتي: موسم 1992 1993 ب 18 هدفا وموسم 1997 1998 ب 15 هدفا. وتوّج بعدة ألقاب مع الترجي كان في مقدمتها رابطة الابطال الافريقية في نسختها القديمة عام 1994. قبل أن يعتزل عام 2001 ويقتحم عالم التدريب حيث مر بعدة محطات أيضا: أصاغر الاولمبي للنقل والمنتخب البحريني للاصاغر ونجم المتلوي ونادي فوشانة...
في حديثه ل «الشروق» يكشف قدّور (40 عاما) العديد من الحقائق للمرة الاولى من نافذة الواقع المر للكرة التونسية ذلك أن النفس تفيض عند امتلائها:
كبرت عبد القادر وإنني أرى فنونا من الشعر الابيض ملأت رأسك؟
(ذهب بخياله الى حيث شاء أن يذهب ثم انتفض قائلا): ما شبت من كبر ولكنني لقيت من الحوادث ما أشاب فأنا من مواليد 24 9 1969!! ومع ذلك فإنني أعتبر الكبر والشيب من علامات الوقار وإن لم يتجاوز سني سوى أربعة عقود وشيب الرجال لهم عزّ ومكرمة.
ما رأيك لو نعتمد طريقة «الفلاش باك» وتحدثنا بشأنك منذ البداية؟
ببساطة شديدة أنا عبد القادر بلحسن ترعرعت في حي الزهور فقيرا معدما لا أملك من متاع الدنيا شيئا في عائلة تضم تسعة أفراد... وفي عام 1978 التحقت بشبان الاولمبي للنقل بعد أن أثبتت جدارتي في خطة المهاجم ثم التحقت بصنف الاكابر في أواخر عام 1987.
يبدو أنك كنت محظوظا بحكم أنك وجدت في الاولمبي للنقل عدة أسماء بارزة على غرار الهنشيري واليحمدي؟
لا أنكر ذلك وقد ساهم عدة لاعبين في تأطيري والامر نفسه بالنسبة للمدربين الذين صقلوا موهبتي في خط الهجوم وفي مقدمتهم حبيب الفرشيشي وسعيد جمعة ومحمد علي بن منصور ومختار عياد...
يوم 19 جوان 1988 ماذا يمثل لك؟
إنه تاريخ استثنائي في مسيرتي الرياضية وفي تاريخ الاولمبي للنقل عموما، عندما أحرز فريقنا لقب الكأس للمرة الاولى في تاريخه بقيادة «بلوت».
لكن ماذا عن لقب البطولة الذي أهدره فريقكم خلال الموسم نفسه: 1987 1988 (بعد التساوي على مستوى النقاط مع الترجي 81 نقطة لمثلها)؟
(أطرق هنيهة ثم رفع رأسه وقال): الحق حق، والباطل باطل ومادمنا ننبش في الماضي فإن الحكم السابق حبيب الميموني أهدى الترجي بطولة ذلك الموسم! عندما أعلن عن ضربة جزاء لا أساس لها من الصحة لفائدة الترجي والتي نفذها بنجاح نبيل معلول ضد النادي الرياضي البنزرتي لحساب الجولة الاخيرة في الوقت الذي كان فريقنا متقدما على أولمبيك الكاف برباعية كاملة (1 4).
بما أنك تحدثت عن الحق، فإن التاريخ سجل أيضا مغادرتك لفريقك بمجرد أن نزل الى القسم الثاني خلال موسم 91/92؟
أنا لم أهرب من الاولمبي للنقل مثلما قد يعتقد البعض لأن هذا الفريق جزء مني وأعتبره عائلتي... ولكن كانت لديّ رغبة جامحة للالتحاق بالنادي الرياضي البنزرتي قبل نهاية الموسم الرياضي بعدة أسابيع وقد سهل السيدان أحمد القروي وحمادي البكوش عملية انتقالي الى فريق الشمال.
كيف تحكم على مستقبل الأولمبي للنقل المتصدر حاليا للرابطة الثالثة برئاسة محي الدين هبيطة؟
«أهل مكة أدرى بشعابها » وهبيطة يعد رمزا من رموز الأولمبي للنقل وكرة القدم التونسية عموما وهو يتمتع بدراية فائقة في التسيير ويرتكز في مهمته على مخزون كروي ومعرفي محترم... لذلك أظن أنه قادر على إعادة المجد الضائع لفريق الملاسين.
نأتي الى موسم 1993/1994 عندما تألقت في صفوف النادي الرياضي البنزرتي؟
لقد كان ذلك الموسم بمثابة الحلم الجميل فقد تألقت وفزت بلقب الهداف وبلقب أفضل لاعب تونسي ولكن لم أتسلم هذه الجائزة التي نظمتها احدى الصحف التونسية الى حد اللحظة!!! وهي فرصة لأطلب من المشرفين على هذه الصحيفة بمنحى رمز هذه الجائزة ولو بعد مضي 16 عاما! ويجب أن لا أنكر دور اللاعب المميز مراد الغربي الذي ساهم في نجاحي عندما التحقت بفريق النادي البنزرتي بفضل تمريراته وتوزيعاته الحاسمة والدقيقة.... وقد شكل النادي البنزرتي آنذاك فريقا متكاملا قاده باقتدار المدرب محمود باشا وكان قد ساهم في تكوين عناصره السيد العربي الزواوي.
وماذا تقول كمدرب عن العربي الزواوي؟
انه يستحق لقب «الدكتور» عن جدارة انه «المعلم» وشقيقه يوسف تلميذه النبيه! وإنني أتمنى من كل قلبي أن تتحلى جماهير النادي البنزرتي بالصبر في ظل العمل الجبار والقاعدي الذي ينجزه المدرب القدير العربي الزواوي وإننا ننتظر الكثير من فريق شاب وطموح خلال الأيام القليلة القادمة.
خلافا لإشادتك بالعربي الزواوي يبدو أن لك حكاية طويلة مع يوسف الزواوي؟
ليته أنجز ما وعدني به عام 1994... فقد وعدني السيد يوسف الزواوي بأنه سيعتمد على خدماتي في صفوف المنتخب الوطني ولكنه اشترط بقائي في صفوف النادي البنزرتي! فأخبرته أنني سأحترف في صفوف أهلي جدة وأنني سأكون جاهزا لتمثيل المنتخب الوطني ولكنه سرعان ما تراجع في وعوده وعهوده وتجاهلني بالرغم من أنني كنت هدافا في الفريق السعودي ! وقام في المقابل بتوجيه الدعوة الى زميلي في أهلي جدة نبيل معلول ومراد العقبي.
ولكن ألم يكن قصر قامتك عائقا إضافيا كما سبق وحصل مع عدة لاعبين: عمر بتروني (الجزائر) وطارق التايب (ليبيا) ووسام يحي (تونس)...؟
قصر القامة كان نعمة ولم يشكل لي في يوم من الأيام نقمة فقد نجحت مع كل الفرق التي لعبت في صفوفها دون استثناء... ثم ان قصر قامتي جعلني أتمتع بقدرة فائقة على الثبات فوق أرضية الملعب بحكم أن [Centre de gravité] قريبة من الأرض... ولا داعي للتذكير بقائمة اللاعبين الذين تألقوا بالرغم من قصر القامة وأبرز مثال على ذلك نور الدين ديوة أفضل لاعب عرفته كرة القدم التونسية وأيضا البرازيلي روماريو.
البعض يصر على وجود شبه صارخ بينك وبين روماريو؟
(يبتسم) نشترك في الخصائص المورفولوجية فحسب...
نعود الى موسم 1992/1993 حيث كان التنافس شديدا بينك وبين ماليتولي، هل من مقارنة بين هذا اللاعب والمهاجمين الأجانب في بطولتنا حاليا؟
ماليتولي لاعب من الطراز الرفيع ومن الغريب أنه لم ينشط في إحدى البطولات الأوروبية فهو يمتلك الحلول البديلة في الهجوم كلما تعطلت آليات الفريق ويقوم بدور مزدوج فيراوح بين الهجوم والدفاع وإنه لا مجال للمقارنة بينه وبين المهاجمين الناشطين حاليا في بطولتنا الوطنية.
لو تكشف لنا عن ظروف انتقالك الى أهلي جدة خلال موسم 93/94؟
لا أنكر أن السيد سليم شيبوب هو من كان وراء هذه الصفقة عندما ربط قنوات الاتصال بيني وبين الفريق السعودي من بوابة الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي بن عبد العزيز رئيس النادي الأهلي.
ولكن يبدو أنك لم تقدر على فراق الخضراء؟
الغربة مرة... فسرعان ما عاودني الحنين الى أرض الوطن فعدت أدراجي وانضممت الى صفوف الترجي الرياضي التونسي.
ذكرت الحنين لكن لا تقنعنا بأنك عدت من المملكة العربية السعودية بخفي حنين؟
(يبتسم)، أنا لم أكن في يوم من الأيام حشادا للمال ولا أنفق الساعات في جمعه مثلما يفعل البعض... فالمال جعل للمرض والغرض.
ولكن ألم يكن الغرض من انتقالك الى الترجي بهدف جمع المال؟
قد يستغرب الشارع الرياضي عندما يعلم أنني لم أجن مليما واحدا من الترجي سوى الجرايات الشهرية والمنح العادية بل الأدهى والأمر أنني لم أطلع حتى على تفاصيل العقد الذي كان يربطني بالأحمر والأصفر... ولكنني جمعت القليل من المال في صلب فريقي الأم: الأولمبي للنقل في ظل تواجد السيد بلحسن الفقيه آنذاك وكذلك عندما تقمصت أزياء النادي الرياضي البنزرتي.
لكنك كنت لتوك تتحدث عن العلاقة المتينة التي تجمعك بالسيد سليم شيبوب، ألم يعاملك معاملة خاصة؟
تعهّدت منذ بداية الحوار بأن لا أقول سوى الصدق لذلك أعترف وللمرة الأولى بأن السيد سليم شيبوب كان يخصّني ببعض الهبات في غفلة عن بقية اللاعبين!
من نكد الدنيا عن المرء أن يرى ظالما له من عائلته ويبدو أنك تعرضت للظلم في صلب العائلة الترجية؟
(زفر زفرة خِلت أنها خرقت حجاب قلبه ثم قال):
تعرضت للظلم في صفوف الترجي وبكيت من الظلم... لا لأمر جسيم ارتكبته ولكن لمجرد فرصة أهدرتها أمام شباك خالية في نهائي الكأس العربية للأندية البطلة ضد الهلال السعودي... وتصوّر أن رئيس الفريق أراد طردي نتيجة إهداري تلك الفرصة!!
وكأنني ارتكبت ذنبا لا يغتفر.. ومع ذلك فإنني لم أحمل الحقد عليهم.. بل إنني أعتذر لجماهير الأحمر والأصفر بالرغم من مضي أربعة عشر عاما على تلك الحادثة التي بقيت نقطة سوداء في مسيرتي الكروية ثم أبصرت أمامي طريقا نحو النادي الرياضي البنزرتي فانتقلت إليه دون تردّد.
يبدو أنك نجحت في الرد على حملة التشكيك من خلال التتويج بلقب الهداف للمرة الثانية موسم 9798؟
نعم أثبت للجميع أن عبد القادر بن حسن لا يتأثر بالظروف الخارجية وأنه قادر على النجاح مع جميع الفرق وذلك إلى حدود اعتزالي في 2001.
بعد مسيرة كروية امتدت أكثر من عقدين ألم تعاين أو تعايش عمليات البيع والشراء والتلاعب بالنتائج؟
(يصمت قليلا) إنه موقف محرج ومع ذلك سأعترف بالحقيقة فعمليات البيع والشراء موجودة وهذا الدليل... فقد اتصل بي أحد المدربين وكان فريقه يلعب من أجل تفادي النزول في الوقت الذي كنت أنا أنشط في صفوف النادي الرياضي البنزرتي وطلب مني التخاذل أثناء المقابلة وقال لي بالحرف الواحد: «المطلوب عدم التشويش داخل مناطق الجزاء!! وذلك مقابل مبلغ مالي يقدر بالملايين.. لكن هذاالمدرب الذي يمثل عارا على مهنة التدريب أخطأ العنان فقد لعبت وبحثت عن التسجيل وسجلت.. عسى أن يكون ما فعلته عبرة لذلك الشخص ولغيره من أصحاب النفوس الدنيئة.
وماذا عن نفوذ الأندية التقليدية؟
وهذا أمر آخر مؤكد ولا يصح في الأفهام شيئ إذا احتاج النهار إلى دليل.
نأتي الآن إلى تجربتك كمدرب كيف تقيمها بعد 8 سنوات من العمل؟
كانت تجربة ثرية فقد تمكنت من الحصول على الدرجة الثانية ودربت شبان الأولمبي للنقل، والمنتخب البحريني للأصاغر الذي توجت معه بلقب دورة مانشستر وعملت مدربا مساعدا رفقة السيد مختار التليلي على رأس النادي الرياضي البنزرتي...
وماذا أخذت عن المدرب مختار التليلي؟
تعلمت الدهاء الكروي... وكيفية التعامل مع مجريات المقابلة والنظرة الثاقبة والانضباط وهو ما جعلني أفرض الانضباط التام عند إشرافي على الفرق التي دربتها فلا مجال لاستخدام «الجال»!! وال«آم.بي.3! وغيرها وطابع المدرب ينعكس إيجابيا على الحضور الذهني والبدني للاعب.
كنت على وشك الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية خلال الموسم الماضي مع فريق نجم المتلوي، لكنكم فشلتم في الأمتار الأخيرة؟
الرأي العام يعي جيّدا السبب الحقيقي لعدم تحقيقنا حلم الصعود الذي ظفرت به جريدة توزر بطريقة مشبوهة.
وهل من المنطقي أن يتحمل المدرب لوحده مسؤولية فريق ما؟
المدرب ليس سوى عنصر من عناصر النجاح أوالفشل حيث يعود الأمر إلى شخصيته والدقة في العمل وعملية اختيار اللاعبين مرفوقا بدور الهيئة المديرة للفريق.
شاهدنا في صلب الترجي تواجد عدة عناصر من القدماء على غرار القابسي ونويرة وتيزيي... يشرفون على أصناف الشبان لماذا لم تنسج على منوالهم؟
أنا امتلكت تجربة ثرية ومهمة ولو دربت أصناف الشبان في الوقت الراهن فإن ذلك يعني آليا أنني سأقوم بخطوة إلى الوراء.. فعلاقتي جيدة بالهيئة الحالية للترجي ولكنني لست على استعداد لتدريب أصناف الشبان.
كمدرب أين تكمن قوة الترجي الرياضي التونسي خلال هذا الموسم؟
تكمن قوة الترجي في أمرين اثنين أولهماالقيمة الفنية للاعبين الذين يزخر بهم الفريق وثانيهما حسن توظيفهم حسب عقلية فوزي البنزرتي من خلال التوازن بين ما هو مطلوب منهم على المستويين الدفاعي والهجومي والترجي لا يمنح المنافس فرصة اللعب أو افتكاك الكرة وهي طريقة لا يفهمها سوى البنزرتي.
وأين تكمن نقائص الترجي؟
الترجي يفتقد الى لاعب ارتكاز يستوعب دوره ولا يعتمد على صغر سنّه!! ويترك مكانه في الحالات الهجومية فخالد القربي تسبّب في عدّة ثغرات على مستوى وسط الميدان فهو من تسبّب في الهدفين الثالث والرابع للملعب التونسي ضد الترجي وهو من تسبب في الهدف الذي تلقته شباك وسيم نوّارة ضد نادي حمام الأنف... وكلها مؤشرات تدين خالد القربي اذ ينبغي على البنزرتي أن يدرك بأن القربي هو نقطة ضعف الفريق!!
ومع ذلك فإن الترجي سائر ليس نحو لقب البطولة فحسب بل إنه سائر نحو الألقاب.
ولكن كيف ترى مهمّة البنزرتي على رأس الإطار الفني للمنتخب؟
أعتقد شخصيا أن البنزرتي سيحقق نجاحا باهرا مع المنتخب الوطني بل إنه قادر على الظفر بكأس أمم افريقيا بأنغولا.
وما رأيك في قائمة اللاعبين الذين وجّه لهم البنزرتي الدعوة؟
البنزرتي لم يظلم أحدا في المصافحة الأولى له مع اللاعبين... ولكن سرعان ما سنكتشف السنابل الملآنة من السنابل الفارغة! لأنه لن يظل في هذه القائمة سوى اللاعب الذي يتماشى وعقلية وطلبات فوزي البنزرتي التي لن يقدر على تنفيذها سوى اللاعب الدولي.
وهل ننتظر من البنزرتي أن يطبّق خطته المفضلة، الضغط العالي مع المنتخب الوطني؟
بكل تأكيد، فهو قادر على النجاح بهذه الخطة وهي عبارة عن سلسلة يقع تطبيقها حسب المنطقة وفي أوقات متفرقة من المقابلة وتكون بطريقة مدروسة.
بعيدا عن كرة القدم ماذا عن حياتك الخاصّة؟
أنا متزوج منذ 1995 وقد رزقت ثلاثة أبناء: زياد 13 عاما وياسين 9 سنوات وبثينة 7 سنوات.
وماذا عن حالة البطالة التي عادة ما تلاحق المدربين؟
إنّها فترة فراغ فحسب... وإن المدرب الذي يؤكد عدم رغبته في العمل والتدريب كاذب!
وهل تتحلى بالصّبر؟
الصبر عالم كبير ولا يحقّ لك أن تُسمى صبورا حتى ينفد صبرك ولا تتغير أخلاقك وقد صبرت في عالم كرة القدم وأيضا في دنيا الأعمال وخاصة ظاهرة الخيانة أو الطعن من الخلف التي قادها بدهاء شديد الوكلاء في تجارتي الخاصة.
وهل تؤمن بالصدق؟
الصدق، من صدق فلنفسه ومن كذب فقد ضلّ عليها.
وماذا عن المكتوب؟
إنه أمر حتمي ما كُتب في اللّوح المحفوظ وما نزل من السماء.
وهل تلهث وراء الرزق؟
إذا قدّر لي الله رزقا سيبلغني.
الحوار معك شيّق وممتع ولكن لابد من خاتمة؟
أريد أن أتوجه بالشكر الى الجمهور الرياضي التونسي الذي أحبّه كثيرا ويبادلني الشعور نفسه وأتمنى النجاح الباهر لعناصرنا الوطنية في كأس افريقيا للأمم بأنغولا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.