عقد مجلس الوزراء اجتماعه صباح أمس باشراف الرئيس زين العابدين بن علي. ونظر المجلس في مشروع قانون يتعلق بالموافقة على انضمام تونس الى اتفاقية الحماية المادية للمواد النووية والى تعديلها. ويمثل هذا التعديل أحد الشروط الواجب توفرها للتمكن من انجاز مخططات استخدام الطاقة النووية لانتاج الكهرباء وفقا للضوابط التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ثم نظر المجلس في مشروع قانون يتعلق بالموافقة على انضمام تونس الى اتفاقية منظمة الصحة العالمية الاطارية بشأن مكافحة التبغ التي تتضمن جملة من الاجراءات المتصلة بالحدّ من الطلب على التبغ ومن عرضه، وبتوسيع نطاق الاستفادة من برامج فعّالة وشاملة للتثقيف والتوعية بخصوص المخاطر الصحية للتدخين الى جانب فرض حظر شامل على الاعلان عن التبغ والترويج له والاتجار غير المشروع فيه. وتأكيدا لحرصه على تأمين مقوّمات الحفاظ على صحة المواطنين، أوصى رئيس الدولة بالتوظيف الناجع لكل الوسائل والوسائط الضرورية لمواصلة التصدي لظاهرة التدخين والوقاية من مضارها. ونظر المجلس بعد ذلك، في مشروع قانون يتعلق باقتناء 20 مجموعة جارة لنقل المسافرين على الخطوط الحديدية البعيدة وذلك في نطاق تجديد الأسطول الحالي للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية وتحسين مستوى جودة الخدمات ومواكبة الطلب المتزايد لنقل المسافرين. كما نظر المجلس في مشروع قانون يتعلق بإنجاز الطريق السيارة صفاقسقابس باعتباره المرحلة الأولى نحو رأس جدير. ويتمثل المشروع في انجاز 152 كلم من الطرقات السيارة بين صفاقسوقابس، وإقامة وصلة تضمن الربط بين الطريق السيارة والطريق الوطنية رقم 16 الرابطة بين قابس وقبلي. ويحتوي هذا الجزء على 67 جسرا علويا وتحتيا، و205 منشأة مائية منها 10 منشآت كبرى، و4 محوّلات. وأبرز رئيس الدولة ما يوليه من أهمية لتطوير البنية الأساسية للطرقات بجنوب البلاد بما يؤهل محيط الانتاج، ويساعد على تعزيز دور ولايات الجنوب في الدورة الاقتصادية ويساهم في مزيد تيسير حركة التنقل بين مختلف جهات البلاد. ثم نظر المجلس في مشروع قانون يتعلق بالموافقة على الملحق المنقح لاتفاقية «أميلكار» للبحث عن المحروقات. واستمع المجلس إثر ذلك الى بيان حول تطوّر الوضع في القطاع الصناعي الى غاية شهر نوفمبر 2009 والبرنامج الوطني للتحكم في الطاقة. وأبرز البيان التطوّر الايجابي الذي شهدته صادرات الصناعات المعملية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2009 حيث سجلت زيادة ب 1.8٪ مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة دون اعتبار صناعة تحويل الفسفاط. وفي إطار متابعة الاجراءات التي اقرها رئيس الدولة لمساندة المؤسسات، لمجابهة تداعيات الازمة المالية العالمية أفاد البيان انه تمت الى غاية 12 ديسمبر 2009 المصادقة على 333 ملفا أفضت الى تحمل الدولة جزئيا أو كليا للمساهمة في التغطية الاجتماعية بالنسبة الى 82 ألف عامل. ورغم الأزمة العالمية حافظت الاستثمارات الصناعية على مستواها خلال السنة الحالية حيث بلغت الاستثمارات المنجزة مليارا و400 ألف دينار. كما تطرّق البيان الى نتائج برنامج ترشيد استهلاك الطاقة من خلال تطوير استعمال الطاقة الشمسية والتقدّم في الربط بشبكة الغاز الطبيعي الذي سيبلغ 530 ألف أسرة في موفى سنة 2009. واستمع المجلس الى بيان حول مؤشرات التجارة الداخلية والتجارة الخارجية مبرزا بالخصوص ما اتسم به السوق من وفرة وتنوّع في العرض من مختلف المواد الاستهلاكية. واستمع المجلس الى بيان يتعلق بالتقرير الجيوستراتيجي لسنة 2009 الذي أعده المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية، والذي رصد تداعيات الأزمة العالمية والظواهر المسجلة في الفضاءات ذات الصلة بمصالح تونس. كما أولى أهمية خاصة للأزمة المالية والاقتصادية العالمية ولانعكاساتها على الاقتصاد الوطني وللاستعدادات التي اتخذت لفترة ما بعد الأزمة. واستمع المجلس في الختام الى بيان يتعلق باليوم الوطني للتضامن جاء فيه ان عدد المتبرعين لصندوق التضامن الوطني بهذه المناسبة، ارتفع من 182 ألفا سنة 1994 الى 5 ملايين و866 ألفا و458 سنة 2009 اي ان ما يفوق فردين عن كل أسرة تونسية قاما بتقديم التبرعات، كما ارتفعت قيمة التربعات من 5 ملايين و112 ألف دينار سنة 1994 الى 40 مليونا و794 ألف دينار سنة 2009. ومقارنة بسنة 2008، سجل عدد المتبرعين تطوّرا ايجابيا بحوالي 11٪ حيث ارتفع من 5 ملايين و288 ألفا و567 متبرعا الى 5 ملايين و866 ألفا و408 أي بزيادة 577 ألفا و841 متبرعا. وارتفع مبلغ التبرعات من 38 مليون دينار سنة 2008 الى 40 مليونا و794 ألف دينار سنة 2009، أي بزيادة قدرها 7.3٪. وتوجه الرئيس زين العابدين بن علي بالشكر والتقدير لكل المواطنين والمواطنات على إسهاماتهم الهامة والطواعية في هذا المد التضامني بما يترجم عن قناعة التونسيين والتونسيات من مختلف الفئات والجهات بما يحققه هذا العمل التآزري من نتائج ملموسة لفائدة المناطق المعنية والتفافهم حول هذا الخيار الحضاري الذي ترسخ منذ التغيير.