يعتبر التربص الدراسي أفضل فرصة للطالب يكتسب من خلالها العديد من الخبرات والمهارات ويوسع شبكة علاقاته الشخصية ويضمن لنفسه قدرا هاما من الاستعداد للحياة المهنية بعد التخرج وأحيانا يكون التربص بابا من أبواب الولوج إلى عالم الوظيفة إذا ما أحسن الطالب اختيار المؤسسة التي سيجري بها تربصه. لكن وبما أن التربصات ليست متاحة للجميع ولكل الطلبة في مختلف الاختصاصات وليست إجبارية فإن عددا هاما من الطلبة محرومون من هذه الفرصة، ولعل الأسباب التي تحرم الطلبة وخاصة الطالبات عديدة وقد تحدثت مجموعة من الطالبات ل«الشروق» عن هذه الأسباب التي تقف حاجزا وسدا منيعا أمام التمتع بالتربصات الدراسية الاختيارية وحتى الإجبارية في بعض الأحيان. التقيناها وهي بصدد مغادرة العاصمة في اتجاه مسقط رأسها لقضاء عطلة الشتاء بين أحضان العائلة سألناها إذا ما كانت تخير استغلال العطل في التربصات الدراسية الاختيارية أم البقاء في المنزل؟ فأجابت هالة قائلة: إذا ما نظرت إلى الأمر من زاوية عاطفية فإنني سأختار البقاء بالمنزل وبين أحضان العائلة خاصة وأن الظروف المادية الصعبة تجبرني على عدم العودة إلى مسقط رأسي إلا مرة واحدة خلال السداسي الأول من السنة الجامعية ومرة واحدة خلال السداسي الثاني أيضا أما إذا نظرت إلى الموضوع من زاوية عملية وموضوعية فإنني سأختار بلا شك التربص الدراسي لأنني في حاجة ماسة وأكيدة لاكتساب الخبرة والبحث عن فرص تساعدني على الدخول إلى عالم الوظيفة وحاليا لم أقدم إلى حد الآن بأي تربص دراسي مهما كان نوعه بالرغم من أنني على مشارف التخرج من الجامعة والأسباب عديدة أولها انتمائي إلى شعبة العربية التي لا تتطلب تربصا دراسيا حسب ما هو معمول به في بلدنا وثانيا لأنني أقطن بقرية صغيرة تنتفي فيها الفرص ولذلك أصبح التربص الدراسي من آخر اهتماماتي. تدخل السلط أما أماني طالبة بشعبة الاقتصاد والتصرف أشارت إلى أن حرمانها من التربصات الدراسية راجع إلى تقلص الفرص وأحيانا انعدامها وأنها كثيرا ما حاولت الالتحاق بأي مؤسسة قصد إجراء تربص لكن الأبواب كانت دائما توصد في وجهها مما جعلها تتخلى عن فكرة القيام بتربص، وناشدت هذه الطالبة السلط بمختلف جهات الجمهورية وخاصة في المناطق الداخلية مساعدة الطلبة على الحصول على فرصة تربص. جيهان بدورها قالت إنها تريد من خلال هذه الإطلالة الإعلامية الإشارة إلى المعاناة التي يتكبدنها طالبات القرى والأرياف وخاصة اللاتي ينتمين إلى عائلات فقيرة ومعوزة فهؤلاء محرومات من التربص الدراسي لعدة أسباب وأكثر من ذلك هن مهددات بالانقطاع عن الدراسة الجامعية بسبب ارتفاع أسعار الكراء وقالت إنها تتمنى أن تهتم السلطة الجهوية والمحلية بهذا الموضوع وترفع المعاناة عن هذه الفئة من الطلبة والطالبات. أين الفرص؟ نادية وعائشة وخولة طالبات بإحدى الجامعات التونسية أكدن أن التربصات الدراسية الاختيارية حلم يطمحن إلى تحقيقه لكن الأبواب الموصدة أمامهن جعلت من هذا الحلم شبه مستحيل وأشارت خولة إلى أنها حاولت مرارا وتكرارا الظفر بفرصة تربص لكن جهودها دائما ما تبوء بالفشل ولذلك قررت أن أقضي العطل الجامعية بالمنزل وبين أحضان العائلة. الشيء نفسه أكدته كل من نادية وعائشة وتساءلتا في الآن ذاته عن الفرص وكيف يمكن اقتناصها والحال أن عددا كبيرا من المسؤولين عن المؤسسات والشركات والمصانع يرفضون التحاق الطلبة بمؤسساتهم للقيام بتربص وختمتا بأن هذه العقلية يجب أن تتغير وأن يقع مد يد المساعدة للطلبة وتمكينهم من التربصات.