الحياة الطلابية تتسم غالبا بالمعاناة و بالمسؤولية و بالتحدي أيضا لأجل بلوغ هدف النجاح مقابل ذلك لابد للطالب في مشوار حياته الدراسية أن يضحي لينال مبتغاه و من مظاهر التضحية بالنسبة إلى الطالب تخصيص العطلة الجامعية التي من المفروض أن تكون مناسبة للراحة و الترفيه, للمراجعة مما حدا بالبعض منهم للبقاء في المبيتات الجامعية وقد تكون لذلك أسبابا أخرى. التونسية التقت مجموعة من هؤلاء الطلبة واستفسرتهم عن سبب قضائهم العطلة في المبيتات الجامعية. * المراجعة في المبيت الجامعي أفضل من المنزل نسرين (طالبة 25 سنة) تقول إن سبب بقائها في المبيت هو لأجل المراجعة نظرا إلى أن البيت لا يمثل بالنسبة إليها فضاء مناسبا للمراجعة, ذلك أن ولعها بمشاهدة التلفاز والقنوات الفضائية إلى جانب الجلسات العائلية, يأخذ النصيب الأوفر من وقتها لذلك تفضل التضحية بهذه العطلة و البقاء في المبيت مع بعض صديقاتها لاستغلالها في المراجعة الجماعية استعدادا لإمتحانات السداسي الأول. * العطلة لأجل العمل أو التربّص أنيس (طالب 23 سنة) فضل البقاء في المبيت على حد قوله لأجل العمل لتوفير بعض المال حتى يتمكن من تسديد معاليم الدراسة و السكن الجامعي و النقل ويرى أن هذه العطلة فرصة للطالب حتى يعول على نفسه في تحمل المسؤولية في الحياة الجامعية. أما "شيراز"(طالبة 25 سنة)فقد عبّرت عن اشتياقها للعائلة إلا أن تربص ختم الدراسة الجامعية حال دون استمتاعها بالعطلة مع الأصدقاء و أفراد عائلتها وقالت:"أترقب بلهفة نهاية تربصي هذا, لأستغل يوم رأس السنة الإدارية على الأقل لزيارة العائلة قبل الدخول في فترة امتحانات السداسي الأول.." * المسافة..أطول من العطلة.. راوية الخميري (24 سنة)تأسفت لبقائها في المبيت الجامعي خلال العطلة وذلك لان عائلتها تقطن بالجنوب التونسي و قالت:" معاناة السفر تضطرني للبقاء في المبيت وقد بقى بعض صديقاتي لمؤانستي كما سأقضى ليلة رأس السنة الميلادية مع عائلة صديقتي "مروى" لأخفف عني بعد العائلة.." "إن قسوة الظروف والبعد هما سببا بقائي في المبيت", بهذا استهل "سمير الغفاري"(طالب حقوق) أصيل منطقة بنقردان حديثه عن العطلة التي اعتبرها فرصة لا تعوض لزيارة العائلة والأصدقاء و قال:" لم يبق الكثير من المعاناة..سأنتهز العطلة لأكمل رسالتي الجامعية و أعود نهائيا إلى الجنوب.."