لقي الشاب سفيان كريدان حتفه منذ أكثر من شهر بفرنسا وتحديدا يوم 16 نوفمبر الماضي ومع ذلك فإن جثمانه لم يصل بعد الى مسقط رأسه بمنطقة الكنايس من معتمدية مساكن ولاية سوسة كما ان ظروف وفاته مازال يلفها الغموض. «الشروق» تحوّلت الى منطقة الكنايس لجمع المزيد من التفاصيل عن هذه الحادثة المؤلمة ولم يتطلب منا الأمر وقتا طويلا للوصول الى منزل العائلة المنكوبة فالجميع على علم بالمأساة التي حلت بعائلة كريدان وأول من سألناه دلنا على البيت. صوت المقرئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد كان يملأ الارجاء وهو الصوت الوحيد الذي تناهى الى مسامعنا فالصمت المطبق يخيّم على المكان فالأب ضو (63 سنة) وجدناه شارد الذهن وقد ترك الحزن في وجهه علامات قد لا تمحوها الأيام. أما الأم لطيفة (55 سنة) فقد تحوّلت الى شبح ملازم للفراش منذ سماعها نبأ وفاة ابنها بعيدا عنها وقد هدها الانتظار وجعلها تقبل على أدوية مهدئة.. وبين الأم لطيفة والأب ضو كان مروان ثلاث سنوات وإيمان سنة ونصف (ابنا الضحية) يلهوان غير عابئين بما حل بهما مما زاد في اشعال نار الوالدين. لم نشأ ان نتحدث اليهما واخترنا ابتسام (شقيقة سفيان) لتروي لنا تفاصيل ما حدث فقالت: «.. شقيقي سفيان البالغ من العمر 31 سنة زاول تعليمه الى حدود السنة الثالثة ثانوي (نظام قديم) ثم انخرط في العمل فاشتغل في المصانع وحضائر البناء قبل ان يقترن بابنة عمي المقيمة بفرنسا وككل شاب يحلم بالهجرة أعد اوراقه والتحق بفرنسا بعد عقد القران بزوجته». وتضيف: «كان سفيان يعيش في سعادة وكان دائم الاتصال بنا وقد حل في فصل الصيف بيننا صحبة عائلته وقضى عطلته وطلبنا منه انذاك ان يترك زوجته وطفليه الى جانبنا على ان يعود لاصطحابهم بعد عيد الفطر وهو ما تم فعلا وبما ان شقيقي غير مكان عمله من باريس الى نيس فقد حتم عليه الأمر تغيير مقر سكناه لذلك ترك عائلته هنا في تونس الى ان يكتري منزلا جديدا ويعود لاصطحابها بعد عيد الاضحى وفي تلك الأثناء وبينما كنا ننتظر عودته جاءنا الخبر الصاعقة.. لقد توفي شقيقنا الأكبر..». تتوقف ابتسام عن الكلام وقد خنقتها العبرات ومسحت دمعة نزلت على خدها واستردت انفاسها ثم واصلت ... حدثنا احد معارفنا عن الأيام الأخيرة التي رأى فيها سفيان.. أعلمنا ان خلافا جد بينه وبين صديقه المغربي والسبب ان سفيان ائتمنه على بعض الأغراض الخاصة كان تركها عنده أثناء نقل أدباشه الى المنزل الجديد لكن الصديق فرط فيها بالبيع وهو ما أثار غضبه ولا ندري نحن ان كان هذا الغضب سببا في موت شقيقنا ام ان هناك أسبابا أخرى تقف وراء الحادثة خاصة وان التقرير الطبي لم يصلنا بعد. أسئلة حارقة جعلت افراد العائلة تتلظى بنار العذاب. من يقف وراء موت سفيان؟ من يقف الى جانب عائلته . اسئلة تنتظر هذه العائلة المنكوبة أجوبة لها في انتظار وصول التقرير الطبي.