أثارت جريمة الصهاينة بسرقة أعضاء من شهداء فلسطينيين وزرعها لجنود الاحتلال موجة احتجاجات عارمة.. تبعتها دعوات لمساءلة حكومة إسرائيل أمام القضاء الدولي. وبالفعل فهذه الجريمة المقززة تصدم الضمير الإنساني والتي تنتهك حرمة الذات البشرية علاوة على انتهاكها لكل القوانين والمواثيق الدولية التي تضبط سلوكات السلطات المحتلة إزاء الشعوب التي يقع عليها الاحتلال... وهي من هذه الزوايا تستوجب أكثر من المساءلة... إنها تدعو الضمير العالمي وتدعو المجتمع الدولي وأقوياء العالم الذين صيّروا حقوق الإنسان بضاعة يتاجرون بها وسيفا يسلطونه في بقاع أخرى على رقاب خلق الله ولأسباب لاتذكر مقارنة بفظاعة الجرائم الصهيونية... وفي هذا الباب، هل ينسى ضمير العالم جريمة سرقة وطن بأسره من شعبه... جريمة شطرت الشعب الفلسطيني إلى نصفين: نصف يتعذب بقهر الاحتلال وذله ونصف يتعذب بنيران المنافي والشتات؟ وهل ينسى ضمير العالم جريمة الاستيطان.. وهي جريمة تقتلع الفلسطيني من أرضه لتزرع بدله مستوطنين جاؤوا من بقاع قصية... وهل ينسى جدار الفصل العنصري وهو يقوم شاهدا على عقلية بائدة تصنف الفلسطيني من درجة عاشرة علاوة على كونه يزيد في تفتيت الأراضي الفلسطينية المفتتة أصلا بالمستوطنات وبالطرق الالتفافية؟ هل ينسي ضمير العالم سرقة الذاكرة والتاريخ والمقدسات.. ومدينة القدس الصابرة وما تعانيه ببشرها وحجرها وشجرها من انتهاكات ومخططات صهيونية تهدف في الأخير إلى طمس هويتها وسلخها من هويتها توطئة لتهويدها وتحويلها إلى ما يسمى عاصمة إسرائيل الأبدية»؟ هل ينسى ضمير العالم إن بقي للعالم ضمير كل هذه الجرائم التي تستمر رغم عشرات قرارات الشرعية الدولية.. ورغم الشعارات المدوية حول احترام حقوق الإنسان؟ أم أن مظلمة الدهر لا تراها عيون الممسكين برقبة مجلس الأمن؟ والفلسطيني ليس بشرا ليحق له التمتع بحقوق البشر؟ إنها تساؤلات تبقى برسم ضمير العالم والمجتمع الدولي وكل القوانين والمواثيق الدولية... وقد فجرتها جريمة سرقة أعضاد الشهداء... وهي جريمة فظيعة تستوجب الردع والعقاب ولا شك... ولكنها تبقى فرعا أمام الجريمة الأصلية... جريمة الاحتلال بكل فظاعاته وسلوكاته وسياساته التي تبيد وتقهر البشر وتدمر الحجر وتقتلع الشجر.