الخيمة بيت وفره الانسان للانسان سعيا وراء الراحة والاطمئنان ولعلها بعد المغارة أقدم هيكل تصوره الانسان البدائي وأنجزه فوق الارض قبل ظهور عمارة المدر والحجر، فكانت حرمة ووقاء من شر الحر والقر. فهي قوقعة متحركة ترافق الانسان حيث ما حلّ، فكيف نشأت الفكرة وأي طريق سلكته لتتحوّل من قوة الى فعل؟ ثم إنها فضاء للافراح والاتراح يعيش فيها الانسان حياته المادية والفكرية والوجدانية. فالخيمة شوق وتوق وكرم وسخاء وقصص وسرد الملاحم وابتهالات وأذكار. فلقد أوحت الى الشعراء خواطر شتى من حب وابتهاج وغضب وارتياح، وهي أهل وسهل للغريب وابن السبيل والخائف والتائه. فلقد كانت الخيمة ومازالت محبوبة لدى شعوب عديدة في المشرق والمغرب يحنّ لها الامراء والاثرياء ويعتبرونها عنصرا من عناصر الهوية والاصالة فتناولتها الاشعار والاغاني منوهة بما توفره من حميمية ورخاء وأمل ودفء فهي كالأم الحنون والمرأة الولود. أما النخلة فلها حضور في نصوص الرقم البالية الاشورية وعلى أنصاب قرطاج ونقودها وألواح الفسيفساء وتراها شامخة في نقوش العمارة العربية والاسلامية وفي مصورة الاميين وأهل الكتاب من أتباع موسى وعيسى ومحمد خاتم الانبياء ولا غرابة أن يكون لها وجود في المنمنمات الفارسية والسجّاد وهو ما تسعى الى معرفته معرفة جيدة من خبراء مختصين. هذا، وقد يطول الحديث عن حضور النخلة في الصناعات التقليدية وإسهامها في تنشيط السياحة البيئية والثقافية وللنخلة كما يقال جواب عن كل سؤال فهي في العمارة وفي صناعة الاثاث المنزلي بل في غالب ما يحتاجه سكان الخيمة نفسها. ولسعف النخلة قصص رائعة مع المروحة والسلة والمظلة وغيرها. ثم قبل هذا وذاك، تبقى النخلة غذاء ومتعة وثروة وانتشاء بل علّها سؤلت عما حدث للبطل الاغريقي أوليس ورفاقه الذين أصابهم داء النسيان: أفلم يأت المخاض مريم عليها السلام وهي الى جذع نخلة {فناداها من تحتها ألاّ تحزني قد جعل ربّك تحتك سريّا وهزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيّا} (من سورة مريم الآية 25). والنخلة في أساطير الاولين وفي الكتابات المقدسة تجسّد الحياة والكبرياء دون غرور فهي شجرة متضامنة مع من قد يتفيأ في ظلالها إنسانا كان أو حيوانا أو نباتا. أما سعفها، فهو ذو أبعاد رمزية، فبه سويت أكاليل النصر والحبور وبتضافر روائع مختلفة الاشكال والالوان من أطباق ومكبّات وأوعية أخرى تجمع بين الوظيفة والجمال. هذا، وللخيمة والنخلة لقاءات عديدة مفيدة بل هو التعاون والتكامل. فالنخلة في هيكلة الخيمة سند متين. يطول الحديث عن هذه وتلك ويحلو، لكننا نفضّل الاختزال حتى نترك للمشاركين المجال للابحار في عالم هذا الثنائي المثير بمغرياته في القدس والحلّ. فاستنادا الى ما سبق نقترح بعض المحاور علها تجد قبولا وتساعد المشاركين على اختيار غرض يطيب تناوله والتعمق فيه: 1) حضور الخيمة والنخلة في الفكر والوجدان والأدب والفن. 2) الخيمة والنخلة في الاساطير القديمة والنصوص المقدسة ومصورة الشعوب شرقا وغربا. 3) الخيمة والنخلة للتنشيط السياحي كيف؟ 4) الخيمة والنخلة للصناعات التقليدية: أصالة وتجديد. 5) الخمية والنخلة في الحياة الاقتصادية والتجارية كسبا للأسواق ورفعا لتحدي المنافسة. 6) الخيمة والنخلة في الأغنية الشعبية. 7) معجم الخيمة والنخلة: كيف الجمع وكيف التصنيف؟ إنها مقترحات نعرضها للنظر والنقاش ويبقى باب الاختيار والمقاربات مفتوحا على مصراعيه أمام الجميع.