ما هو مصير قتلة الزعيم فرحات حشاد من أفراد عصابة «اليد الحمراء» الاستعمارية الفرنسية؟ حسب معلومات تحصلت عليها «الشروق» فإن أحد قتلة حشاد من عناصر العصابة ويدعى «جيلي» وهو رجل أمن فرنسي برتبة محافظ قد انتهى به الامر قبل وفاته متسكعا ومتشردا في شوارع مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا وقضى سنوات طويلة من حياته من متسكعي الشوارع ومن مدمني شرب الخمر في حين كان مصير القاتل الثاني والمسمى «ديمون قاليفار» وهو أيضا من رجال الأمن الفرنسيين المنتسبين الى عصابة «اليد الحمراء» القتل على يدي مجاهدي الثورة الجزائرية بعد ان تم نقله من تونس الى الجزائر وتكليفه بمهمة تنفيذ عمليات قتل قذرة ضد الثوار الجزائريين. ويذكر ان جريمة اغتيال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد قد نفذت على مرحلتين حيث تم اطلاق النار عليه من السيارة الأولى التي كانت تقل السائق وأحد عناصر عصابة «اليد الحمراء» ثم تم نقله في سيارة ثانية كانت تقل السائق وعنصرين من العصابة وتم داخل السيارة اطلاق النار على الزعيم «حشاد» بشكل مباشر والاجهاز عليه بطلقة نارية في رأسه. وقالت المصادر ان احد التونسيين كان يعمل بجهاز البوليس الفرنسي ويدعى «م.ب» كان على علم بكل التفاصيل الخاصة بعملية الاغتيال وبمن قام بتنفيذها وهذا التونسي يحمل الجنسية الفرنسية وانتقل الى العيش والعمل في فرنسا بعد استقلال تونس وبلغ رتبة محافظ شرطة باحدى مدن الجنوب الفرنسي وكان يملك معلومات مهمة جدا ودقيقة حول عملية الاغتيال. ويعتبر هذا التونسي الذي عمل لسنوات طويلة جدا في البوليس الفرنسي أحد أهم مصادر المعلومات حول اغتيال حشاد باعتبار معرفته في ذلك الوقت بكل عناصر عصابة «اليد الحمراء» وجهاز الشرطة الفرنسية الاستعمارية. وتقول المصادر ان قرار اغتيال حشاد لم يكن قرار عصابة «اليد الحمراء» بل كان قرار الدولة الاستعمارية الفرنسية حينها وقد تم وضع خطة محكمة لتنفيذ جريمة الاغتيال بمساعدة قوات الجندرمة الفرنسية. من جهة أخرى تتواصل المشاورات والاتصالات مع عدد من المحامين التونسيين بخصوص رفع قضية عدلية أمام المحاكم المختصة بخصوص جريمة الاغتيال. وقال «عبيد البريكي» عضو المركزية النقابية إن اتصالات ستتم مع محامين دوليين بخصوص قضية اغتيال الزعيم «فرحات حشاد».