نظّم الفرع الجهوي لاتحاد الكتّاب بسيدي بوزيد بالتعاون مع المركب الثقافي أبو بكر القمودي كامل يوم الجمعة الماضي 25 ديسمبر الجاري الملتقى الجهوي لشعراء سيدي بوزيد في «دورته الأولى بعد أن أعلن المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث السيد مصطفى العلوي عن ولادته منذ أيام. وعلى الرغم من غياب بعض الشعراء الذين لم يتمكنوا من مواكبة فعاليات هذا الملتقى لأسباب مختلفة فإن عددا هاما قد هبّ للمشاركة بحماس فيّاض وبفرحة عارمة بهذا «المولود الجديد» وهم الطيب شلبي وسمير العبدلي ومحمود غانمي والهادي عبدلي ونجم الدين حمدوني ومها دبيش وشريفة بدري ومحمد نجيب هاني وعبد اللطيف عمري وعلي الفاهم وأحمد حمدوني وثلة من الشباب بحضور عدد غفير من الجمهور... مداخلات وانطباعات استهلّ الناقد رياض خليف الملتقى الشعري بمداخلة نقدية حول شعراء سيدي بوزيد أشار فيها إلى تزايد ملحوظ للشعراء خصوصا في العقدين الماضيين وهم على اختلاف مواقعهم وظروفهم المادية والمعنوية باتت إصداراتهم محدودة وتضمنت نصوصا برزت فيها ظاهرة الاتكاء على نماذج شعرية تونسية وأخرى عربية مستعينين فيها بالحداثة الشعرية أما «شادية شقروش» (ناقدة جزائرية) فقد أطلت بدراسة نقدية حول الشعراء التونسيين في كتابها الذي كان موضوعا لدكتوراها وقد ركّزت فيها على 4(أربعة) شعراء من جهة سيدي بوزيد وهم محمّد الصغير أولاد أحمد والراحل عامر بوترعة وسمير العبدلي ومحمود الغانمي. وفي خصوص ما سجلته «الشروق» من انطباعات حول الملتقى في دورته الأولى فإن سمير العبدلي (شاعر) صرّح أنه مثل تظاهرة نادرة في محورها وفي فعالياتها كانت فرصة للالتقاء بجمع من الشعراء والأصدقاء بعد غياب سنوات عن مدينة سيدي بوزيد ومناخاتها الثقافية وأضاف أن الشعر فوق الانتماء وفوق الجهات لكن المبادرة ذكية خاصة وأن النقد كان حاضرا بشكل جدي وراق واعتبر العبدلي أن مداخلتي كل من رياض خليف وشادية شقروش مثلا شكلا من أشكال المكافأة لشعراء حقّقوا الإشعاع في هذا المجال الحيوي من الإبداع الإنساني ورجا السيد العبدلي أن تتكرّر مثل هذه المبادرات في سبيل ثقافة أصيلة منفتحة على كل المضامين الإنسانية النبيلة. ومن جهة أخرى بين الشاعر الشعبي علي الفاهم أن هذه الدورة قد وفّقت إلى حدّ يعيد في الجمع بين أصحاب التجربة والدربة الشعرية والشعراء الشبان الذين برهنوا على قدرات عالية رغم أنهم مازالوا في بداية الطريق ديدنهم في ذلك ملاحظات وتوصيات النقاد على أمل أن يقع الإعداد المسبق بأكثر حرفية وفي متّسع من الوقت للدورة القادمة وأما محمود غانمي (شاعر / أمين مال الفرع الجهوي لاتحاد الكتّاب) فقد قال: (أنظر النص). في اعتقادي يبدو اختيار ملتقى شعراء سيدي بوزيد من قبل فرع اتحاد الكتاب التونسيين بالجهة وجيها، من حيث التسمية والمحتوى لاعتبار موضوعي ألا وهو إتاحة فرصة لأبناء الجهة مبدعين وشعراء من جهة ومحبين للشعر والأدب والثقافة من جهة ثانية للالتقاء والتعرّف على إبداعاتهم الشعرية وهواجسهم في الكتابة باختصار إنه ملتقى الإمتاع والمؤانسة والإفادة فغالبا ما تتوارى ملامح شعراء سيدي بوزيد في زخم الشعراء الضيوف في كثير من الملتقيات فلا يقرأ أغلبهم شعرهم على الجمهور ويبخس حق هذاويُظلم ذلك فتتلاشى أصواتهم وينزوون على أنفسهم، وهذا ما يحدث غالبا في كثير من جهات البلاد التونسية وكأنه عمل على المثل السائد «لا يتنبأ نبي في بلاده» نحن نريدها مناسبة ثقافية تتعرف فيها الذات الموضوعية للجهة على أبنائها الشعراء ومثلما لمح لي السيد مندوب الثقافة والمحافظة على التراث يمكن لهذه التظاهرة وهذا الحلم أن يكبرا ويصبحا تظاهرة كبرى تجمع مختلف مكونات الشعر فصيحا وشعبيا / ملحونا إذا ما تم دعمها ماديا ومعنويا وفرع الكتاب مستعد أن يؤثث كل الأعراس والفعاليات الثقافية تأثيثا حقيقيا جادّا بما يحقق آمال مبدعي الجهة ومثقفيها.